حاجتنا إلى الإيمان , الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

عناصر حاجتنا إلى الإيمان

1 – الإيمان وأهميته

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده من المعاصي معصوماًَ، ولا تجعل معنا ولا فينا شقياً ولا محروماً.
أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15] ويقول جل شأنه كما روى ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الحديث القدسي: {يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً }.
فالله تبارك وتعالى غنيٌ عنا، ونحن الفقراء المحتاجون إليه، وإنَّ أحوج ما نحتاج إليه في حياتنا الدنيا وفي حياتنا الأخرى، هو الإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لأنه لا نجاح لنا ولا فلاح ولا سعادة ولا طمأنينة لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة، ولا في أنفسنا، ولا في أسرنا، ومجتمعنا، وأمتنا إلا بالإيمان بالله تبارك وتعالى.
والله تبارك وتعالى من رحمته بعباده، ومن لطفه، ومن كرمه وعظيم منّه، لم يتركنا هملاً ويدعنا عبثاً، بل أرسل إلينا رسولاً بين لنا الإيمان، وأوضح لنا الطريق، وأبان لنا الحجة، وأظهر الله تبارك وتعالى به دينه على العالمين، وبيَّن لنا ما يسعدنا وما فيه فلاحنا في الدنيا والآخرة، فإذا اتبعنا ما أنزله الله تبارك وتعالى على هذا النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمسكنا به؛ تغير حالنا من الذل إلى العز، ومن الشتات والفرقة إلى الألفة والمحبة، ومن الهزيمة إلى النصر، ومن الضياع والتشرد إلى الاستقامة والتقوى، ويحدث التغير الذي لا يمكن أن يحدث في أي مجتمع ولا في أية أمة إلا بالإيمان بالله تبارك وتعالى.
وإن ما تعيشه أمتنا الإسلامية اليوم شرقاً وغرباًُ، لجدير بكل مسلم أن يقف عنده، وأن يتأمله، وأن يفكر في أسبابه ودواعيه، وبالتالي يبحث عن الحل الذي لا حل غيره، وهو الرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن كل ما نعانيه من الأمراض ومن الأدواء ومن العلل لا يكون شفاؤها ودواؤها إلا بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2 – أثر الإيمان

إن الحاجة إلى الإيمان ضرورية، فهو لا يغني عنه أي شيء، ولا أي نوع من أنواع العلم والثقافة، ولا التقدم الحضاري بأي شكل من الأشكال، بل حتى الرقي المادي ورغد العيش والرفاهية المادية لا تتحقق حقيقةً إلا بالإيمان بالله وبالالتجاء إلى الله، عبادةًَ واستعانة؛ ولذلك يقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96] ويقول الله تبارك وتعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً [الجن:16] والله تبارك وتعالى ذكر في آي كثيرة ما يدل على أن مسألة الرزق والطمأنينة، والعيش الهنيء الكريم لا يمكن أن يكون إلا بالإيمان بالله، وباللجوء إليه، كما قال نبي الله نوح لقومه: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].
فيتبدل الحال من الفقر والجدب والقحط إلى الرغد والنعيم والحياة الكريمة، وذلك إذا اصطفانا الله عز وجل ورجعنا وتبنا إليه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أثرُ الإيمان في فتوحات المسلمين

ولنضرب أمثلة على ذلك مما يتعلق بواقع الجهاد، وحركة الجهاد، وكيف يغير الإيمان المؤمن والأمة المؤمنة في هذا المجال: ماذا كان العرب في الجاهلية قبل الإسلام وقبل الإيمان؟!
وماذا كان جهادهم؟!
وعلى من كانوا يغيرون؟!
يقول شاعرهم:
وأحياناً على بكرٍ أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا
فهم يتخاصمون لأتفه الأسباب! فيغير بعضهم على بعض، ويسلب بعضهم بعضاً، وينهب بعضهم بعضاً، وإذا غزا أحدهم فأصاب قطيعاً من الغنم أو الإبل، افتخر بذلك في قصيدةٍ عصماء؛ لأنه حقق هذا الانتصار العظيم!!
والمنتمي إلى هذه الأمة الجاهلية نظرته محدودة، وفكره قاصر، وعقله محدود، وتأملاته وفكره لا يخرج عن دوائر معينه مظلمة، لكنهم لما آمنوا بالله وبرسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هل بقي ذلك الغزو والنهب والسلب ومعاداة الجيران والقبائل المجاورة؟ لا، بل ذهب ذلك كله، وتحولت هذه الأمة إلى أعظم أمةٍ فاتحةٍ في تاريخ الإنسانية، كما شهد بذلك أكبر فاتحٍ في تاريخ أوروبا التي يقدسها المغرورون من المسلمين، إنه نابليون ، يقول: نابليون في كلمة مشهورة عنه لما استعرض الفتوحات: إن العرب قد فتحوا نصف الدنيا في نصف قرن.
وإذا نقلنا أي كلمة عن أي كافر فلابد أن نتأمل وندقق فيها ولا نأخذها أخذ الأعمى، فكلمة العرب لا محل لها؛ لأن العرب كان حالهم في الجاهلية هو ما قدمنا، إذاً الذين فتحوا هم المسلمون وليس العرب؛ هذا أولاً.
ثانياً: أنهم لم يفتحوا نصف الدنيا فقط؛ لأن الغربيين نظرتهم دائماً إلى أن أوروبا وأمريكا هي نصف العالم أو أكثر وبقية العالم غير معتبر، لكن في الحقيقة وفي الواقع أن المسلمين لما انطلقوا في الفتوح، فتحوا معظم العالم إلا المناطق الهمجية، ومنها العالم الهمجي الأوروبي الذي كان يعيش في عصور الظلمات والانحطاط.
إذاً المسلمون فتحوا معظم الدنيا في نصف قرن!! أي في خمسين سنة!! فهل كان الأمر مجرد انتصار عسكري ثم ينتهي ويضمحل مثلما هو الحال في الاستعمار!!
لا، بل كان الفتح فتحاً للقلوب وفتحاً للأرواح، وكان طمأنينة وأمناً وسلاماً، فكيف تغير التخطيط العسكري عند الإنسان الجاهلي ليصبح في الإسلام على هذا المستوى وبهذه العظمة؟!
أثر الإيمان في عمر

ماذا كان عمر بن الخطاب في الجاهلية؟!
لو لم يأتِ الإسلام لما بلغنا أي شيء عن عمر ولما عرفنا من هو عمر رضي الله عنه، لكن لما أسلم وغيره الإيمان، ماذا أصبح؟!
نأخذ مثالاً من حياة عمر فيما يتعلق بموضوع الجهاد والتخطيط العسكري، حيث أرسل عمر رضي الله عنه الجيوش لمحاربة الفرس، ولاحظ أن المسلمين لم يقولوا نبدأ بالفرس ونترك الروم، أو نبدأ بالروم ونترك الفرس -مع أنهما أقوى دولتين تتحكمان في العالم- أو كيف نحارب تلك الدولتين في وقت واحد وعددنا قليل؟!
نعم هذا صحيح، إلا أن العدة أقل بكثير!! وكل ما يمكن أن يقال بالنظرة المادية وفي التخطيط المادي العسكري يمكن أن يقال هنا، إلا أن هناك إسلاماً يحارب كفراً، وهذا هو الميزان الذي يرجح دائماً في أية معركة وهو أن الإيمان ينتصر على الكفر بإذن الله!!
وكان العرب قبل الإسلام لا يطمحون ولا يطمعون، بل ولا يتخيلون أنهم يحاربون كسرى وحده أو هرقل وحده، فضلاً عن أن يحاربوا الاثنين معاً.
وأذكر مثالاً واحداً وهو أن كسرى ملك الفرس وملك العجم الذي كان يحكم شرق الدنيا في تلك الفترة كانت له بضائع وقوافل مشهورة عند العرب، وتأتي في أسواق العرب، حيث تنطلق وتخرج من المدائن -العاصمة ومقر المُلك- ثم تأتي الحيرة ، ثم تنـزل فتجتاز جزيرة العرب كلها، وتمر في أسواق العرب جميعاً، العرب الذي ينهب بعضهم بعضاً من أجل شاةٍ، لكن ما كان أحد يجرؤ أن يقترب من قافلة كسرى، لماذا؟
لأنه كسرى!! ومن الذي يتجرأ عليه؟
أمة مرعوبة، لا يمكن أن يتجرأ أحد على أكبر وأعظم دولة في العالم.
فلما جاء الإسلام، وانطلقت الجيوش إلى هناك، جمع عمر رضي الله عنه الجيوش وأرسلهم، وأخذ يفكر من يختار لحرب الفرس، فوفقه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إلى سعد بن أبي وقاص ، القائد المشهور، وماذا كان سعد في الجاهلية؟!
وماذا كان قبل الإيمان؟!
لم يكن شيئاًَ مذكوراً.
أرسل سعداً وهو يعلم أن هذه المعركة هي أعظم معركة في تاريخ الفتوحات الإسلامية التي خاضها المسلمون مع الفرس، فماذا صنع عمر ؟
قال له عمر رضي الله عنه -وعمر لم يكن لديه خرائط للمناطق، ولم يكن لديه وسائل للاتصال المباشر-: إذا نزلت بأرضٍ، فأرسل السرايا، واكتب لي عنها -أي: يكتب له عن طبيعة الأرض- وأنا أوافيك كيف تفعل، فعندما وصلوا إلى أول العراق ، كتبوا له بأن الأرض كذا وكذا وكذا.
فجاء الرد من المدينة : تقدموا عن المدر واجعلوا المزارع من ورائكم، فإن نصركم الله تعالى تقدمتم، وإن كانت الأخرى ترجعون إلى المدر وإلى المزارع وإلى المياه، هذا عمر الذي كان في الجاهلية أعرابياً، ولا يدري ولا يعرف ما هي الخطط، ولا يعرف إلا الكر والفر، فقد كان هذا الذي تعرفه العرب في تاريخها العسكري فقط، لكن الإيمان غيَّر عمر ، فلم يعد عمر ذلك الجاهلي، بل أصبح ذلك الرجل الذي يدير أعظم دولة في عصره بأعظم وأفضل إدارة، وليست القضية هي عسكرية عمر كما يقول البعض، لا، بل القضية هي قضية إيمان يفجر العبقريات، لو أتيت إلى طفل صغير عمره خمس سنوات بالإيمان، لحفظ القرآن، ولعمل الأعاجيب، ولأصبح خطيباً أو عالماً وهو دون العشرين؛ كما كان علماء السلف الصالح .
إذاً: السر هو في الإيمان الذي يفجر الطاقات، وليس مجرد العبقرية التي في الأشخاص.
وكتب الله تعالى النصر العظيم في القادسية ، وكان عمر رضي الله عنه يخرج إلى ظهر المدينة كل يوم، ويتحرق ويتألم منتظراً الأخبار، لأنها معركة حاسمة.
بل إن أكثر المسلمين كانوا يختارون قتال الروم، ولا يختارون قتال الفرس؛ لأن قتال الفرس كان أشد، فكانوا يريدون أن يذهبوا إلى مصر والشام ولا يريدون فارس.
وكان عمر رضي الله عنه يخاف عليهم خوفاً شديداً حتى قال: [[وددت لو أن بيني وبين فارس بحراً فلا يصلون إلينا ولا نصل إليهم ]] فلما كتب الله النصر، أرسل سعد رسولاً من عنده، وذهب يحث الناقة ويطوي القفار؛ ليبشر المسلمين بالنصر المبين، ووصل إلى قرب المدينة وإذا بهذا الرجل -عمر – جالس، يتحرق ويتألم وينتظر! فقال: من أنت؟
فقال: دعني أريد أن أبشر المسلمين وأن أبشر أمير المؤمنين، فيقول: من أنت وماذا تريد؟
فقال: الحمد لله رب العالمين، نصر الله المسلمين، وأريد أن أبشر أمير المؤمنين، ويحث الناقة لتسرع، وعمر رضي الله عنه يسرع على رجليه ولا يلحقه، ولم يقل له: أنا أمير المؤمنين، حتى دخلا إلى المدينة ، وكانت فرحة الانتصار تحث رجلي عمر رضي الله عنه، وهو يسابق الناقة حتى دخلا المدينة ، فاستقبله الناس، وقالوا: أمير المؤمنين.. أمير المؤمنين.
فقال الرجل: رحمك الله يا أمير المؤمنين، هلا قلت لي أنك أمير المؤمنين فأحملك وأبشرك.
ثم أخبره بما حدث من النصر المبين.
وهذا النصر بعد القادسية ، أعقبه أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دخل إلى المدائن ! العاصمة التي لا نظير في الدنيا لها في تلك الأيام!!
وكانت علامات الترقي والرتب العسكرية عند الفرس باللآلئ النادرة الثمينة!! فمن كان في رأسه لؤلؤة قيمتها مائة ألف، فهو قائد كبير مثل رستم أو ماهان ، وما كان قيمتها عشرة آلاف دينار فهو أقل وهكذا، أي: كانت الرتب بالدرر الغالية جداً، فكيف تتصورون عاصمة ملك هؤلاء الناس؟!
لما خرج كسرى من المدائن لم يخرج معه إلا ألف طباخ وسائس للصقور والحيوانات!! وكان يبكي ويتحسر أنه خرج من عاصمته ودخلها المسلمون، ولم يأخذ معه إلا ألفاً فقط! فكم كان عنده من الحواشي ومن الملك ومن الخدم ومن الأبهة في البيت الأبيض؟!
كذا سماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك كان اسمه البيت الأبيض، وتعجب المسلمون ودهشوا مما رأوا فيه من اللآلئ ومن اليواقيت ومن أصناف الحضارة المدهشة التي لم يحلموا أن يروها قط؛ فلما فتحوها ودخل سعد رضي الله عنه القصر سجد سجود الشكر وأخذ يقرأ قوله تعالى: كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ [الدخان:25-29].
فتركوا هذا النعيم، وتركوا هذه البهجة، وهذا الملك لما مقتهم الله عز وجل وهانوا عليه: وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ [الحج:18]، ثم صلى لله شكراً على هذا النصر المبين.
الإيمان والأمانة

إن الإيمان يهذب النفوس، ويربيها، فليس هناك للانتصار زهو ولا خيلاء ولا كبرياء، إنما هو السجود لله عز وجل والاتعاظ والاعتبار بما جعل الله من عقوبة لمن عصاه ولمن خالف أمره واتبع غير سبيله.
وكان من أعجب ما أخذوا من الغنائم البساط، -بساط كسرى- وهذا البساط كان كبير الطول والعرض، وكان كسرى إذا جاء الشتاء يشتاق إلى الربيع، فأمر المهرة والمهندسين والفنيين، فصنعوا له هذا البساط العظيم، وجعلوا اليواقيت فيه مثلما تنبت الأزهار في الربيع ملونة بالألوان المعروفة، فأخذوا اللآلئ واليواقيت والجواهر ولونوها بلون الأزهار، وغرسوها في هذا البساط العظيم، فيجلس كسرى في إيوانه في وسط هذا البساط العجيب، ولم يكن لدى أحد من ملوك الأرض مثل هذا البساط، ولكن ماذا يفعل المسلمون؟
لابد أن يبعثوا بكل هذه الغنائم إلى بيت المال ليقسمها عمر رضي الله عنه، ويعطي من شاء، كما فرض الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيكف كان العمل؟
ليس هناك من وسيلة لنقل هذا البساط كاملاً، فقالوا لابد أن نقطعه، ويحمل كل جمل ما يستطيع، فقطعه سعد رضي الله عنه ومن معه، حتى أوصلوه إلى المدينة ، وقالوا لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: ألا نريك يا أمير المؤمنين كيف كان يجلس كسرى؟! ففرشوا ذلك البساط، وضموا كل قطعة إلى الأخرى، وعمر رضي الله عنه واقف يتأمل ويتفحص، ويتعجب حيث لم تنقص منه لؤلؤة واحدة، فقال: [[إن قوماً أدوا هذا لأمناء ]] أي: أن جيش المسلمين جيش أمين حين أدى ذلك، لأن ياقوتة واحدة يضعها في جيبه قيمتها بعشرة آلاف دينار! ولم يكن العرب قبل الإسلام يحلمون بألف ولا بمائة درهم أن يكسبها الواحد من أموال كسرى، لكن عمر وجد البساط كاملاً!! فتعجب من هذه الأمانة! وكان بجواره علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: [[يا أمير المؤمنين عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا ]] أي: لو أنك خنت لخانوا، فهؤلاء جيشك تربوا على الإيمان الذي تربيت عليه.
إنها الأمانة التي فقدتها الأمة الإسلامية، لأن هؤلاء القوم لم يخرجوا إلا ابتغاء وجه الله، وإنما كانوا يقاتلون في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله، وماذا تساوي يواقيت كسرى بالنسبة إلى جنات النعيم؟!
وماذا يساوي أخذ شيء من هذه الدنيا الفانية إذا كان الإنسان متوعداً عليه بغضب من الله عز وجل ونارٍ في الدار الآخرة، فلذلك أدوا تلك الغنائم كاملة وشهد لهم عمر رضي الله عنه بالأمانة.
الإيمان والانقلاب الشامل

مثال: آخر: لما كان المسلمون في الحال التي كانوا عليها قبل الإسلام، والتي قال لهم كسرى فيها: كنتم تأكلون الميتة، وتقطعون الرحم، وتنهبون الطريق، وتفعلون وتفعلون، فما الذي جاء بكم؟!
إن كان ذلكم الجوع أطعمناكم، وإن كان العري كسيناكم، وإن كان الظلم أمّرنا عليكم ملكاً عادلاً، فقالوا له: أيها الملك، قد كان فينا مثل ما تقول وأعظم، ولكن الله بعث فينا نبياً هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته، وأنزل عليه الهدى والنور المبين، فاتبعناه وآمنا به، فابتعثنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ لنخرج العباد من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده لا شريك له، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.. لأن السعة والسعادة والطمأنينة لا تكون إلا بالإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فمن أول لحظة أنزل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فيها إبليس وأبانا آدم عليه السلام قال: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123] فهذه تكفل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بها: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً [طه:124-125] وذلك لأن الأصل أن الإنسان يحشر يوم القيامة مثلما كان في الدنيا ولذلك فإنه هنا يقول: أنا لم أكن أعمى حتى تحشرني يوم القيامة أعمى: قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى [طه:126] أي: بسبب أنك تعاليت عن كتاب الله وتعاليت عن سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن اتباع أمر الله؛ فاليوم تحشر أعمى.
الإيمان والتخطيط الاستراتيجي

ومثال آخر يبين ذلك أيضاً ويجليه وهو: عندما زحفت جيوش المسلمين إلى الغرب ففتحت أفريقيا كلها، ودخل عقبة بن نافع المحيط بفرسه حتى كاد أن يغيب في الماء، وقال: والله لو كنت أعلم أن وراءك أرضاً لخضتها غازياً في سبيل الله، فلما جاء موسى بن نصير وطارق بن زياد ، أخذوا السفن واقتحموا البحر إلى الأندلس ثم اقتحمت الجيوش إلى جنوب فرنسا إلى قرب مدينة بواتييه ، وهنالك دارت المعركة الكبرى، التي تسمى: بلاط الشهداء.
وكان التخطيط الذي كان يريده المسلمون هو أن يفتحوا فرنسا ، ثم يلتفوا شرقاً إلى وسط أوروبا ثم إلى شرق أوروبا -هنغاريا وبلغاريا – ثم إلى تركيا ، ثم يفتحون القسطنطينية ، ثم يرجعون إلى بلاد الشام ، إلى دمشق وإلى الخليفة، وأي أنهم كانوا يخططون لأكبر عملية التفاف عسكرية في التاريخ، بحيث يكون البحر الأبيض كله ضمن دائرة مرسومة.
سبحان الله! كيف رسمت هذه العقول هذه الخطة؟!
وكيف فكروا فيها بغض النظر عن نجاحها وعن تنفيذها؟!
لكن كيف خرج هؤلاء الأعراب؟!
ومن أية كلية عسكرية تخرجوا؟!
وعلى أية بعثة حصلوا؟!
حتى أصبح لديهم هذا التخطيط الرهيب الذي لم يكن يدور في خلد أي أعرابي!! ولم يكن العرب يعرفون ماذا يحيط بهم من الدنيا في الجاهلية، ولم يكونوا يعرفون الجغرافيا ولا الجهات ولا ركبوا البحر، وكان أخطر وأخوف شيء لديهم هو البحر، ولذلك ثبت في الحديث الصحيح: { شهيد البحر مثل شهيدي البر } وهذه بشرى لأصحاب القواعد البحرية؛ لأن المقاتل في البحر يتحمل أعظم مما يتحمله غيره، فالمقصود أن هذه الفكرة وهذا التخطيط لم يكن عن دراسة عسكرية، ولم يحصل لهم ذلك، فما الذي فجر هذه الطاقات؟!
إنه الإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
الإيمان والرخاء والأمن

ونأخذ الموضوع من زاوية أخرى، كيف كانت حياة المسلمين؟
كيف كان المجتمع المسلم يعيش؟
لم يوجد في الدنيا كلها مجتمع يتمتع بالطمأنينة والرخاء والأمن مثل المجتمع المسلم الذي كان يقيم كتاب الله وسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فاض المال حتى كانت الزكاة يدور بها الجباة في الأرض، فلا يجدون من يأخذها! ولا أحد يأخذها، حتى لو كان أحدهم قليل المال، فلديه من القناعة القلبية ما يغنيه، فلا تنافس ولا تهالك بينهم على الدنيا!! على عكس ما آل إليه المسلمون بعد ذلك، يريدون أن يأخذوا المال من أي مصدر كان، سواء كان حلالاً أم حراماً، وهكذا كان الوضع من الناحية الأمنية، حيث كان الأمن في ذلك الوقت شيء لا يمكن أن يتصور، مع أنهم كانوا يملكون مساحات واسعة جداً: الصين كانت قد خضعت للمسلمين والهند والأندلس وجنوب فرنسا ، وليس هناك وسائل للاتصال إلا الدواب، والنقل عن طريقها، ومع ذلك تمتعت بأمن لم يكن له أي نظير في تاريخ الإنسانية.
الإيمان وامتثال الأوامر

ولنأخذ مثالاً على ذلك، لما بعث صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان العرب يشربون الخمر، وبقي الأمر كذلك إلى أول الإسلام، ونزل الأمر بتحريمها تدريجياً، ولما نزل الأمر الصريح فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] قالوا: انتهينا انتهينا، ولما نادى المنادي في المدينة : إن الله تعالى قد حرم الخمر، ماذا حصل؟!
أريقت الخمور في جميع أنحاء المدينة حتى جرت في الشوارع والأزقة كالأنهار!! بلا تفتيش ولا لجنة ولا هيئة ولاشيء من هذا القبيل!! لأن الإيمان بالله عز وجل قد ثبت في قلوبهم؛ وعندما كان يوجد هناك احتمال أنها حلال أو حرام، كانت موجودة طبيعياً وعفوياًَ، لكن عندما أصبحت حراماً، قالوا: انتهينا انتهينا يا رب العالمين، فأراقوها وتخلصوا من أذاها؛ فهل هذا العمل هين على النفوس؟!
وهل هذا هين على إنسان يدمن الخمر أن يترك الخمر؟!
صعب جداً، فكم من إنسان يقول: يا ليتني أترك الدخان! لكن لا أستطيع، وشارب الخمر لا يجاهر بذلك لكن المدخن يقول ذلك، لأن الإدمان شيء يملك الأعصاب، ويملك الحس، لكن مع الإيمان لا يوجد شيء اسمه إدمان، ولا يوجد شيء اسمه مستحيل، فمع الإيمان بالله عز وجل رفضت الخمر وأريقت، وصحت القلوب، وصحت العقول من الخمر، لماذا؟
لأن القلوب عامرة بالإيمان بالله عز جل، فهي مستعدة لتنفيذ أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
ومثال آخر في المجتمع المسلم، حيث كان في أول الإسلام يمشي الرجال والنساء ويعرف بعضهم بعضاً، ويرى الرجل المرأة فيعرف أنها فلانة بنت فلان، ولم يكن قد نزل الحجاب، فلما أن أنزل الله الأمر بالحجاب التزم المسلمون بذلك من أول لحظة، حتى كان الإنسان ينظر إلى النساء وهن كالغربان، لا يرى فيهن أي شيء ظاهر على الإطلاق، فهل من السهل أن الإنسان يحجب زوجته إذا كانت طول حياته كاشفة؟!
ثم يمنع الذي ليس محرماً لها، مثل ابن العم وابن الخال وكل من ليس بمحرم لها أن يراها، هذه عمليه صعبه جداً، وكل من عاناها يعرف صعوبتها، لكن مع الإيمان ليس هناك صعب، وليس هناك مستحيل.
ولننظر إلى واقعنا المعاصر، ولا نتعرض إلى موضوع الحجاب، لأنه من المستحيل في الجاهلية المعاصرة، أن يكون هناك حجاب، لأن في قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] إشارة إلى الجاهلية الكبرى التي ستأتي، والتي يتعدى تبرجها جميع الحدود إلى حد العري في العالم وكل ذلك باسم التقدم والتطور ولا تقدم ولا تطور إلا بالإيمان بالله عز وجل، وأذكر موقفاً عجيباً وهو أنه: لما خرجت أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى منهكة مجهدة، رغم أنها كانت منتصرة، وكان فيها من العقلاء من يفكر في مستقبلها -وكل أمة فيها من العقلاء من يفكر في أمرها حتى الأمم الكافرة- فقالوا: يجب علينا أن نحرم الخمر، والأطباء قدموا التقارير عن أضرار الخمر، والمصلحون الاجتماعيون كتبوا وتكلموا عن أضرارا الخمر وأقنعوا الحكومة المركزية أن الخمر أضرارها عظيمة جداً، فأعلنت أمريكا رسمياً تحريم الخمر، وأعلن ذلك في جميع أنواع الدعاية، وجندت الجنود وجميع هيئات ولجان التفتيش لمحاربة الخمر، وجندت الجنود -أيضاً- على مداخل البلد حتى يمنع الاستيراد، وفي الداخل أقفلت المصانع وحوربت، وكانت حركة عجيبة جداًَ، بالإضافة إلى الإعلان في الصحف والنشرات والملصقات، كل ذلك أتُّخذ من أجل أن يقتنع الشعب الأمريكي بترك الخمر، واستمروا على ذلك فترة، ثم طلبت الحكومة التقارير عما حدث، وإذا بالتقارير تقول: إن الخمر يشرب أكثر مما كان!! وإن الخمر أصبح فناً لا تستطيع الجهات الرسمية أن تلاحقه!! فقالوا: استمروا وزيدوا في الدعاية وزيدوا في النفقة ولا يمكن أن نتراجع، فزادوا واجتهدوا، ثم جاءت التقارير تقول أيضاً: زادت الخمر وزاد تهريب الخمر، وزادت مصانع الخمر، واللجان التي تفتش عن شرب الخمر هي التي تشربها! وهي التي تبني المصانع من أجلها!! أمر مستحيل لا يمكن!! وعرض الموضوع على الإدارة المركزية وعلى الكونجرس وبحث ثم بحث.. وأخيراً: أعلنت أمريكا فشلها وأعلنت أن الخمر حلال!!
لماذا لم ينجحوا؟
ولماذا في المجتمع المسلم أريقت في لحظات وانتهت المشكلة؟
ولماذا هذه الدول التي يقال: إنها متقدمة ومتطورة فشلت في ذلك، هل هو نقص في التكنولوجيا؟!
وهل هو نقص في وسائل المراقبة؟!
أو نقص في الإمكانات البشرية؟!
أو في فن الدعاية؟!
إنه شيء واحد ننساه ونغفل عنه، إنه الإيمان!!
بلا إيمان لا يمكن أن يستقيم الإنسان -لا فرداً ولا أمة- ولا يمكن أن يكون الإنسان إنساناً حقيقياً أبداً إلا إذا كان مؤمناً بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، مطبقاً لما جاء عن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحذافيره، فيترقى في درجات الخير وفي الرقي وفي الكرامة وفي العزة، بقدر ما يترقى في الاجتهاد لتطبيق هذا الدين في نفسه وفي مجتمعه وفي أمته، فرداً كان أو أمة لا يختلف الحال، هذا هو الأساس الذي لابد أن يدور عليه صلاح الأمم جميعاً.
3 – التعطش إلى الإيمان

والعجيب أنهم في أمريكا ، أصبحوا يفرحون إذا جاء الدعاة من العالم الإسلامي، رغم أنهم يذهبون وهم لا يجيدون اللغة الإنجليزية إلا قليلاً، ولا يحسنون أيضاً عرض الإسلام، لكن هؤلاء الدعاة تفرح أمريكا بهم!! فماذا تصنع معهم؟
الحكومة الأمريكية تأخذهم وتدخلهم إلى السجون، ليعلموا المجرمين الإسلام، فيخرج الإنسان من أعتى درجات الإجرام في السجون، ليصبح إنساناًَ مهذباً سليماً، سبحان الله! وبعضهم قد يأتي إلى بلاد الإسلام إذا أسلم، وكتب الله له الهداية، وكثير من الذين يذهبون للبعثات هناك ويوفقهم الله إلى الاستقامة والدعوة، يعلمون هذه الحقيقة فالجهات المختصة هناك تفرح أن يأتي إنسان ليعظ ويدعو إلى الإسلام، لأنها تجد تأثير الإيمان في نفوس هؤلاء الناس!
فلماذا إذن هم لا يؤمنون بالله؟!
قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عنهم: اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر:43].
فهم يأنفون أن يتبعوا ديناًَ أُنزل إلى العرب قبل أربعة عشر قرناً، وكان نبيه يركب الجمل، وينام على الحصير، وهم في أبهة التقدم والرقي الحضاري والمادي! ومن هنا جاءت العقوبة، من الاستكبار على الله عز وجل جاءتهم العقوبة، وستأتيهم، وستأتي كل من عصى الله عز وجل: أبى الله إلا أن يذل من عصاه، كائناً من كان وبمقدار المعصية يكون الذل.
أذلهم الله حتى بأصغر مخلوقاته، كما قال تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31] منها الهربز، ومنها الإيدز، ومنها الجرائم، ومنها ومنها.. فلابد من عقوبات لكل أمة تنحرف عن طاعة الله سواء كانت كافرة أم مسلمة ثم عصت الله حتى لو كان فرداً عصى الله عز وجل فلا بد أن يلاقي جزاء معصيته!! وهم لن يؤمنوا لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أخبرنا: فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ [غافر:83] فهم يرون أن ما عندهم من العلم يكفيهم ويغنيهم عن الدين، فلسان حالهم يقول: ماذا تريدون؟
تريدون أن تحلوا المشاكل الاجتماعية فعندنا علماء الاجتماع المتخصصون المهرة الحاصلون على أعلى الدرجات، فلا حاجة لنا إلى الإسلام ليصحح أوضاعنا الاجتماعية، أم تريدون إصلاح النفوس؟
فلا حاجة لنا إلى الإيمان ليصحح نفوسنا؛ لأن عندنا علماء النفس والمختبرات والعلاج النفسي، فهكذا فرحوا بما عندهم من العلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى