جمهوريّة تركيا

موقع تركيا

تقع جمهوريّة تركيا فلكيّاً بين دائرتي عرض 35-42 درجةً شمال خطّ الاستواء، وخطّي طول 25-44 درجةً شرق خطّ غرينتش،[١] أمّا جُغرافيّاً فتمتدّ أراضيها في قارّتين؛ حيث تقع في القسم الغربيّ من قارّة آسيا، والقسم الشرقيّ من قارّة أوروبا، وما يفصل بين هاتين القارّتَين هو مضيق البوسفور الذي يتوسّط تركيا؛ وبهذا تقع قارّة أوروبا في جانبه الغربيّ، بينما تقع قارّة آسيا في جانبه الشّرقيّ؛ وهذا ما جعل موقع تركيا استراتيجيّاً؛ إذ ساهم في فرض سيطرتها على المضيق الواقع بين بحار: إيجه، والأبيض المتوسّط، والأسود.[٢]

تشترك تركيا في حدودها السياسيّة مع مجموعة من الدّول والمناطق، وهي: بلغاريا، والبحر الأسود، وجورجيا من الجهة الشماليّة، والبحر الأبيض المتوسّط، واليونان من الجهة الغربيّة، وتحدّها من الجنوب العراق، وسوريا، والبحر المتوسّط، أمّا من الجهة الشرقيّة فتشترك في حدودها مع كلٍّ من: أرمينيا،وأذربيجان، وإيران.[٣]

تأسّست الجمهوريّة التركيّة في عام 1923م، وأصبحت عضواً فيهيئة الأمم المتّحدة في عام 1945م، وانضمّت في عام 1952م إلىحلف شمال الأطلسيّ، وفي تركيا عدّة مُدُن كُبرى، وهي مُدن: العاصمة أنقرة، وإسطنبول، وأضنة، وإزمير، وبورصة.[٢]

جُغرافيّة تركيا

تُعدّ الطّبيعة الجغرافيّة في تركيا متنوّعةً؛ إذ تنتشر في القسم التركيّ الأوروبيّ مجموعة من التّلال، ويمتدّ في وسط تركيا مضيق البوسفور، أمّا أراضي هضبة الأناضول فهي مرتفعة ومُحاطَة بمجموعة من الجبال الوَعِرة، التي يتجاوز ارتفاع العديد من قِمَمها أكثر من 10000 قدمٍ، ومن أشهرها قمّة جبال طوروس الشرقيّة، بينما يُعدّ جبل أرارات أعلى قمّةٍ جبليّةٍ في تركيا؛ إذ يصل ارتفاعه إلى ما يُعادل 5.166م.[٤]

وتمتدّ على سواحل البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأسود مجموعة من الأراضي المنخفضة ذات التُّربة الخصبة، ويُعدُّ كلٌّ من نهرَي: الفُرات، وساكاريا من أهمّ الأنهار التركيّة، وفيما يخصّ البُحيرات فإنّ بحيرة فان هي كُبرى البُحَيرات الموجودة في الدّولة.[٤]

مناخ تركيا

يتباين المناخ في تركيا تبايُناً واضحاً بين الأقاليم والمناطق؛ حيث يكون فصل الشّتاء ماطراً ومعتدلاً في كلٍّ من المناطق الساحليّة الواقعة في الجهة الجنوبيّة، والجهة الغربيّة التّابعة لهضبة الأناضول، أمّا فصل الصّيف فهو حارّ وجافّ، ترتفع فيه درجات الحرارة في المناطق الساحليّة التّابعة لبحر إيجه؛ إذ تصل إلى ما يعادل 32 درجةً مئويّةً، بينما تنخفض درجات الحرارة في سواحلالبحر الأسود في فصل الصّيف، فيصل معدّلها إلى 22 درجةً مئويّةً.[٥]

ويتميّز فصل الشّتاء في المنطقة الشماليّة الشرقيّة التابعة لتركيا ببُرودته الشّديدة؛ إذ تصل درجات الحرارة إلى أقلّ من 40 تحت الصّفر المئويّ، أمّا صيفُها فهو معتدل، ويكون الشّتاء بارداً في المناطق الجنوبيّة الشرقيّة والمناطق الداخليّة التّابعة لهضبة الأناضول، يُرافقه هبوب العواصف الثلجيّة، بينما يُعدّ صيفها حارّاً، ويرافقه جفاف شديد وهبوب للرّياح.[٥]

يتراوح معدّل هطول الأمطار سنويّاً في المناطق الساحليّة لكلٍّ من البحر الأبيض المتوسّط، وبحر إيجه بين 50-75سم، أمّا المناطق الموجودة قُرب البحر الأسود فإنّ معدّل هطول الأمطار السنويّ فيها يصل إلى 250سم.[٥]

سُكّان تركيا

وصل عدد سُكّان تركيا في عام 2016م إلى 80.274.604 نسماتٍ تقريباً،[٦] فقد هاجر الكثيرون إلى تركيا بهدف العمل وتحديداً من الدّول الأوروبيّة، ولهذا ينصّ الدّستور التركيّ على وجود اختلاف عِرقيّ بين السكّان؛ إذ يشكل السكّان من أصول تركيّة نسبة 80%، ويشكّل الأكراد نسبة 20%، أمّا الجماعات العرقيّة الأخرى فهي مُوزَّعة على التّركمان، والشّركس، والعرب بنسبٍ ضئيلةٍ لا تُحتسَب.[٧]

اللُّغة التركيّة هي اللُّغة الرسميّة في الدّولة، وقد استُخدِمت فيها الأبجديّة والحروف العربيّة، وفي عام 1928م استُخدِمت الحروف الرومانيّة بدلاً عنها، وتُستخدَم في تركيا أيضاً اللُّغتان: الكرديّة،والعربيّة بوصفهما لُغَتَين رئيسيّتين، كما تُستخدَم مجموعة من اللُّغات الثانويّة الأخرى، مثل اللُّغتَين: اليونانيّة، والأرمنيّة.[٧]

ينتشر الإسلام بين 99% من سُكّان تركيا، أمّا الباقون فهُم من: المسيحيّين اليونايّين الأرثوذكس، أو المسيحيّين الأرمن الأرثوذكس، أو اليهود، ولكن لا تعتمد الدولة التركيّة في دستورها على وجود دين رسميّ لها، بل يُشير الدّستور إلى أنّ تركيا عبارة عن دولةعلمانيّة.[٧]

اقتصاد تركيا

تعتمد تركيا في اقتصادها على تطبيق الاقتصاد المُختلَط، الذي يجمع بين المؤسّسات الحكوميّة والمؤسّسات الخاصّة، ممّا ساهم في دعم التّنمية الاقتصاديّة، وأدى إلى تحوُّل الاقتصاد من اقتصاد زراعيّ إلى اقتصاد مُعتمِد على الصناعة، والخدمات التي تُعدّ أكثر القطاعات تطوُّراً؛ إذ عمل في قطاع الخدمات ما يُقارب نصف عدد القوى العاملة في القرن الحادي والعشرين، بينما عمِل في كلٍّ من قِطاعَي الصّناعة والزّراعة ربع نسبة العمالة.[٨]

حرصت الدّولة التركيّة حتّى عام 1950م على دعم الصّناعة، وتوفيررؤوس الأموال لتعزيز عمل السِّكَك الحديديّة، والمرافِق المُخصَّصة للشّحن، والصّناعات الرئيسيّة، مثل: الصّناعة المعدنيّة، وإنتاج الموادّ الكيميائيّة، بالإضافة إلى الاستثمار في مجال الصّناعات التحويليّة، وخصوصاً في مجالي: المنسوجات، والغذاء، وقد ساهم التطوُّر السياسيّ في تركيا إلى زيادة التّعاون مع الدُّول الأجنبيّة، ولكن في عام 1970م عانى الاقتصاد التركيّ من ارتفاع نِسَب البطالةوالتضخُّم، مع عجزٍ في التّجارة الخارجيّة.[٨]

ظهرت عدّة تغيُّرات في السّياسة الاقتصاديّة التركيّة في عام 1980م؛ إذ ازداد التّشجيع على الاستثمار الأجنبيّ وإقامة المشروعات، ولكن استمرّ التأثير السلبيّ للتضخّم في عام 1990م، وظلّت حصّة الأفراد من النّاتج المحليّ أقلّ من أغلب دُوَل أوروباوالشّرق الأوسط، ثمّ بدأ تطبيق برنامج الرّصد الاقتصاديّ في عام 1997م لمدّة 18 شهراً بمُشاركة صندوق النّقد الدوليّ، ونجح ذلك في تقليل معدلّ التضخُّم، إلّا أنّه مع حُلول الأزمة الماليّة في عام 2000م أُرْغِمت تركيا على المشاركة في البرنامج الإصلاحيّ التّابع لصندوق النَّقد الدوليّ، فشهِد الاقتصاد التركيّ نموّاً مستمرّاً وقويّاً، ولكنه تأثّر بحالةٍ من الرُّكود في عام 2009م؛ عندما تأثّر بالأزمة الاقتصاديّة العالميّة.[٨]

تمتلك تركيا مجموعةً من الموارد الطبيعيّة المتنوّعة، ومن أهمّها: الفحم، والنّفط؛ إذ يوجد إنتاج نفطيّ على نطاق ضيّق في حقول النّفط الواقعة ضمن المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة لتركيا، وتُستغَلّ الموارد المائيّة فيها أيضاً لإنتاج الكهرباء. ومن أهمّ الخامات المعدنيّة المنتشرة في تركيا معدن الحديد.[

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى