جدال المراهقات 2019

تتسم فترة المراهقة بعدة ميزات خاصة لعل من أبزرها: حب التفرد، العناد، حب التمسك بالرأي، القناعة القوية بالمعتقدات والآراء الذاتية. السمات السالفة قد تجعل المراهقين غالباً مختلفين مع الآخرين في وجهات النظر.
هذا الأمر الذي قد يعوقهم عن تنفيذ بعض الرغبات مّا يضطر المراهقات إلى اللجوء إلى الجدال الدائم لفرض وجهة نظرهنّ ومحاولة إقناع الآخرين بها، والجدال بشكل عام مهارة تعتمد على البيئة خاصة في البيئة المنفتحة القائمة على حرية الرأي والتعبير التي تصبح فيها الفتاة قادرة على استخدام هذه المهارة بطلاقة، بينما تحرم المراهقات في البيئات غير المنفتحة من الجدال ما يولد لديهنّ في معظم الأحيان شعوراً بالكبت.
تباين
لا يتبنى المراهقون الذكور هذه الطريقة على الإطلاق، بل يفضلون الاحتفاظ بأفكارهم بعيداً عن أجواء المناقشة، التي غالباً ما يرونها غير مجدية مع الأهل وتندرج تحت بند “ثرثرة البنات”، التي لا طائل لها؛ فالمراهق يفضل العزلة بأفكاره ومشاريعه الخاصة والصمت، وغالباً ما يسارع لتنفيذ قراراته وأفعاله دون كلام ونقاش… فما أسباب حب المراهقات للجدال؟ وهل يعترفن بأنهنّ كثيرات الجدال مقارنة بالذكور؟ ولماذا هذا التباين بين الإناث والذكور؟
تبرر، الدكتورة عصمت الجميعي، أستاذة التمريض النفسي بجامعة الملك سعود ميل المراهقات للجدال الدائم قائلة: “الجدال عند المراهقات يعتبر نوعاً من أنواع إثبات الذات وإثبات شخصياتهنّ، لذا نجدهنّ دائماً ما يلجأن إليه، فالمراهقة غالباً ما تسعى للدخول في نقاش وجدال طويلين مع من هم أكبر منها سناً، سواء كانت الأم أو الأستاذة، حتى تحاول إثبات قدرتهاعلى التحاور لتثبت لنفسها أنها أصبحت كبيرة وناضجة فكرياً، وقادرة على تكوين وجهة نظر خاصة بكل موضوع”.
أما الدكتور علي الزهراني، الاستشاري النفسي، والأستاذ بكلية الطب بالطائف فيرى أن سبب التباين بين سلوك المراهقات والمراهقين في الجدال هو:
1 – فروق فردية بين الجنسين فالبنات يتكلمن في الغالب قبل الأولاد.
2 – البنات يملكن مخزوناً هائلاً من الكلمات مقارنة بالذكور، وبالتالي فمن الطبيعي أن تجدهن متفوقات في الحديث وفنونه من الشعر والقصة القصيرة والأدب على وجه العموم.
3 – هذا المخزون الهائل من الجمل والعبارات يجعل لديهنّ إحساس مستمر، ودائم برغبتهنّ في الحديث والتعليق والمشاركة والجدال والإصرار على إثبات وفرض وجهة نظرهنّ.
4 – هنّ يأخذن الفكرة، وينسجن عليها من خيالهنّ الخصب لدرجة تظهر فيها للآخرين أحياناً إن لم يكن دائماً بأنهنّ يبالغن في الإضافات وحبك القصص.
يتابع الزهراني: “هذا لا يعني أنّ الفتاة متفردة بالثرثرة والجدال الدائم ومناقشة مختلف المواضيع أكثر من مرة، ولكن يقابلها في الشباب نسبة، ولكنهم بطبيعة الحال لا يرقون إلى نسب النساء العالية.
وأنا هنا أنصح المراهقة التي تملك هذا الكم من المخزون الكلامي، أن تعمل ما يسمى بعلم النفس بـ(التسامي) أي تحويلها إلى موهبة تفيد بها نفسها والمجتمع المحيط، لاسيما المواهب الأدبية والفكرية التي تبرع فيها الفتيات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى