تنظيم الوقت

تمر الأيام سريعاً، ولا ينتبه الإنسان للزمن إلا حين تدور عقاربه ويقع في فجواته، فيرى الشيب قد بدأ يغزو رأسه، وقوته تتداعى أمام عينيه، فيعود خائباً على وجهه، حينما يدرك أنه أفسد حياته بضياع الوقت.

إنَّ أسمى ما يفعله الإنسان أن يكون منظماً دقيقاً، ذو هدف محدد واضح، يسعى خلفه فيحققه وينجزه، فيضع مخططاته المستقبلية ضمن قائمة من الأولويات، فيبدأ من الأهم  فالمهم، فعلى سبيل المثال: إن كنت طالباً جامعياً لديك دراسة، وتكاليف، وأبحاث، واختبارات،فإن تنسيق الوقت وتقسيمه يلعب دور مهما في النجاح هنا، لكن عليك أن تخطط وتجعل لنفسك وقتاً كي تستريح وتأكل وتشرب.

أول خطوة في تنظيم الوقت هي أن تسأل نفسك ماذا أريد ان تفعل اليوم؟ هذا السؤال وجهه لنفسك إن تخطط للذي ستقوم بفعله في السنة المقبلة أو الاسبوع المقبل، أو اليوم.  إسال نفسك قبل ان تنهض من السرير ماذا سوف أفعل؟

الخطوة الثانية: اجلب ورقة، ودون عليها ما تريد أن تفعله ، وضع قائمة بالمهام، وأمام كل مهمة مهلة زمنية محددة.

الخطوة الثالثة: إبدأ بالمهمة الأسهل، هذا سيشعرك بالانجاز ويجعلك تنجز أكثر من مهمة.

الخطوة الرابعة: حينما تنهي مهمة ما ، اشطبها بقلم الرصاص واكتب بجوارها أنجز، وكافئ نفسك بأي شي تحبه، فلتأكل تفاحة مثلاً، أو اشتري المثلجات.

مقالات ذات صلة

الخطوة الخامسة: المهام التي لا تستطيع انجازها لا تؤجلها، بل حدد لها فترة زمنية ذات مدى  زمني أطول.

الخطوة السادسة: لا تكلف نفسك فوق طاقاتها، ونوع مجالات المهام المكلف بها ، كأن تقرأ عشر صفحات من كتاب كل يوم، أو أن تلعب كرة القدم لخمسة دقائق.

إن سرّت على هذا النهج، و اتبعته وتعودت عليه ، فبوسعك أن تنظم وقتك وحياتك أيضاً لأن كل تنظيم تفعله سيشمل أدق الأشياء و الأمور، وعليك أن تعيش اللحظة لا مفكرًا في ماضي ولا قلقاً من مستقبل، توكل على الله، و ارصد خطواتك القادمة، وضع احتمالات لأي شيء قد يحدث، وكيف ستتغلب على العوائق إن واجهتك، فإن كنت مديراً لشركة ما ولديك قائمة مكتملة من المهام والاجتماعات، ثم أتاك اتصالا من المنزل بأن زوجتك سوف تلد وهي بطريقها إلى المستشفى، شيء طبيعي أنك ستفوت الاجتماع لأن لحظات ولادة فلذة كبدك لن تتكرر، ولكن ستسأل إن فوته فإنه لن يُعاد، فماذا ستفعل؟ هل فكرت في هذا؟ حسنًا فلتكلف نائبك، او السكرتير الخاص بك، أو موظف لديه خبرة في الاجتماعات بحضوره بدلاً عنك، وليخبرك بالمستجدات حين تعود، هكذا سوف تحل المشكلة ولن تضيع وقت ولادة طفلك و وقوفك بجوار زوجتك.

البعض من الناس يسرفون أوقاتهم في اللهو ،و اللعب، و الرفاهية الزائدة، وهذا شيء خاطئ لأن الوقت كالسيف، سوف يقطعك إن لم تقطعه، والدقيقة الواحدة من اليوم غالية جداً لأنها تعادل الحياة، والحياة إنجازات متلاحقة لكل انسان عظيم أدرك قيمة الوقت و وجد في يده ساعة كالبوصلة ترشد وتنظم ، وتسير عقاربها كما تسير خطى العمر للأمام لا إلى الخلف، فكن حذراً وذكياً في استغلال  كل ساعة تقضيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى