تجربة فى الحياة,تعالى اتعلمى 2019

ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر مابين الحفر
وأيضاً لطالما قال
نامو ولاتستيقظو مافاز إلا النٌومُ
هذه كانت كلماته التى كان يحفزنا بها..
وصلت للصف الثاني ثانوي وأنا أكره الفيزياء بشدة
وتفاجئت به معلماً لى
كانت الابتسامة لاتفارق وجهه
كان دائماً يعشق التحدي
كان له أسلوب يجذبنا وكأنه مغناطيس
ونحن لسنا إلا برادة حديد
لأول مره أشعر أن الفيزياء شيئٌ ممتع
وقفزت علاماتى من المقبول للجيد للجيد جداً والممتاز
وقبل انقضاء الفصل الاول أعطى لنا هذا المعلم مسئلة وأعطانا
الجواب النهائي وطلب طريقة الحل
وحاولت حلها لكننى فشلت
توجهت لزميلة لى فنظرت لى نظرة أحرقتنى
وهى تقول : منذ متى تحلين مسائل الفزياء!
ولم ترشدنى لشيئ
فاتجهت لأستاذى لأسئله
: لقد بدئت بحلها واستخدمت القوانين بنفس الطريقة التى شرحتها لنا
لكننى فى كل مره اصل لحل غير الذى اعطيته لنا
أجابنى وهو يضحك: ريم صح! هززززززززززززت رأسي بالايجاب ليكمل : ريم هاى المسئلة آبتنحلش هيك هاى
بتروحى للمقصف تبع المدرسة وبتشتري عصير الفيزياء وبتشربي لانها مابتنحل الا بالعصير او يمكن بالسحر!
غضبت جداً من أسلوبه ورمقته بنظره تحدي

أنى أصنع العصير الذى يتحدث عنه وسأحدث السحر الذى يتباها به
وفعلاً أمضيت ليلتى ساهرة عليها حتى وصلت لنفس حله
وانتظرته عند باب الصف حتى أتى
وركضت اليه وأنا أخبره أنى توصلت للحل
ليسئلنى: وانو عصير أخدتى اوعك تحكى الازرق لانه طعمه مر الاحمر اطيب ومفعوله احسن
ضحكت من أعماقى هذه المره لانى فهمت اسلوبه وفهمت أنه يتعمد ان يتحدانا ليخرج منا الافضل
لازال هذا الاستاذ عاهد اسماعيل لا يفارق ذاكرتى أبداً ولايفارق ذاكرة اى طالب او طالبة درسها
كان فلسطينى الجنسية حضرمي الانتماء
لم يبخل علينا يوماً بمعلومة كان لنا معلماً وأباً وصديقاً
أذكر حين كان يدخل علينا فى الحصة الاخيرة و يبدء بالشرح ليجدنا قد أنهكنا التعب
وأصبحنا فقط عيونناً تتابع دون عقول ليكسر الطبشور ويرميه على الارض
ويقول لنا : يلا هسه روحو اتفرجو عشتار ليشت تعبي حالك وتدرسي روحي!(عشتار كان مسلسل تلفزيونى يتابعه هو ^_^)
ويكمل : ليش بدنا نتعب حالنا اصلاً عصير الفيزياء بنشتري من المقصف بنشربه بنصير اذكياء في الفيزياء
حينها تجد الجميع قد اعتدل فى مقعده وعاد عقله له.
هذا الشخص زرع فى داخلى الكثير
علمنى التحدي
علمنى أنه أن أردت أن أحصل على شيئ على أن أسعى له بكل جوارحى
أن أؤمن به أن أفعل المستحيل لأحصل عليه
وحين أكون فى موضع مسئول علي أن أصبح لبوة شرسة
أدافع بكل ما أوتيت من خبره من مهارة ..
باختصار هذا الإنسان قلب شخصيتى رأساً على عقب
من شخص لا طموح له
إلى إنسانه طموحها لا حدود له
من شخصية تشاؤمية
إلى شخصية متفائله مؤمنة أن القادم دائماً أجمل..

أتذكر يوم امتحان الفيزياء
خرجنا من قاعة الاختبار إليه نشكره
لولا الحياء لقبلت إحدانا رأسه و الاخرى يده
….
مرت الاعوام وتخرجت
وذهب لأستلم شهادتى وحين دخلت رأيته وكنت مع مجموعة من صديقاتى
ركضنا نحوه نسئل عن أخباره
ونخبره بنسبنا وعلامتنا التى حصدنها فى امتحان الفيزياء ..
وكنا نزور المدرسة باستمرار فقط لنسئل عنه وتفقد احواله
وتتحدى احدانا الاخرى أنه مازال يذكرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى