تاريخ جزيرة فيجي

موقع جزيرة فيجي

جزيرة فيجي (بالإنجليزيّة: Fiji) هي جمهوريّة تقع في المنطقة الجنوب غربيّة للمحيط الهادئ، وتبعد مسافة 1000 كيلو متر عنأوكلاند بالقرب من نيوزلندا، ومسافة 2700 كيلو متر إلى الجهة الشّمال شرقيّة عن سيدني في أستراليا، ويصل عدد الجُزر التّابعة لفيجي إلى 800 جزيرة، وتُعتبر كلّها مأهولةً بالسُكّان، وتعدُّ مدينة سوفا هي العاصمة الرسميّة لجزيرة فيجي، وتُصنّف كأكبر مدينة في منطقة جنوب المحيط الهادئ.[١]

التّاريخ

وصل أوائل المُستوطنين إلى جزيرة فيجي من جُزر ميلانيزيا منذ 3500 سنة، وجلبوا معهم العديد من أنواع الأشجار والنّباتات وغيرها من أنواع الطّعام الأخرى، والتي ساهمت في بناء المجتمع السُكانيّ الأول في جزيرة فيجي، كما أنّهم استخدموا العديد من الوسائل التي ساعدتهم في الملاحة البحريّة، وبناء القوارب، كما قاموا بإنشاء المزارع التي ساعدت على تطوير مُجتمعهم، وظهر كلّ هذا التطوّر في المَخطوطات التاريخيّة التي تمّ العثور عليها حول فيجي، وأشارت إلى العديد من مظاهر الثّقافة العامّة لسُكّان جزيرة فيجي في ذلك الوقت.[٢]

اعتمد المُجتمع السُكانيّ في جزيرة فيجي على وضع نظام لقيادته؛ إذ يتمّ توزيع القادة بناءً على رُتب قياديّة، والتي تشمل أيضاً على إنشاء مجموعةٍ من التّحالفات بين العشائر المُختلفة، ممّا ساهم في تطبيق وِحدة بين القبائل في فيجي، ولكن في بعض الأحيان كانت تنشب حروب أهليّة بين هذه القبائل، إلا أنّها كانت تنتهي بعد مرور الوقت، وتُؤدّي إلى ظهور تحالفات جديدة أكثر قوّةً.[٢]

وصل المُستكشفون الأوروبيّون إلى جزيرة فيجي في منتصف القرن السّابع عشر للميلاد، فاكتشفها الرّحالة تاسمان في عام 1643م، ليصل من بعده جيمس كوك في عام 1747م، ونتج عن هذه الرّحلات كلها تعرّض الجزيرة للاستعمار من قِبَل الأوروبيين؛ إذ أصبحوا يزورونها بشكل مُستمرّ من أجل الحصول على الموارد الطبيعيّة الموجودة فيها. في عام 1835م أصبحت البعثات التبشيريّة للدّين المسيحيّ تصل إلى أراضي فيجي، وقد عانت في تلك الفترة من الدّيون، ممّا أدّى إلى تخلّي ملكها عن جُزرهالبريطانيا مُقابل سدادها للدّيون، وفي عام 1874م أصبحت فيجي مُستعمرةً بريطانيّةً، وتمّ تعيين أول حاكم بريطانيّ عليها، وظلّت فيجي تتبع للاستعمار البريطانيّ حتّى عام 1970م الذي حصلت فيه على استقلالها، وتمّ الاعتراف بها كدولة مُستقلّة.[٣]

المعالم الجغرافيّة

تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لجزيرة فيجي إلى 18,272 كم²، وتُشكّل الجزيرتان الرئيسيّتان أكبر أجزاء هذه المساحة وهما: جزيرة فيتي ليفو بمساحة 10,386 كم²، وجزيرة فانوا ليفو وتصل مساحتها إلى 5,535 كم²، أما الجُزر الأخرى فتتميّز بمساحاتها المُتنوّعة، وهي: جزيرة تافوني ومساحتها 435 كم²، وجزيرة كادافو ومساحتها 409 كم²، وجزيرة روتوما التي تُصنّف كجزءٍ من جزيرة فيجي.[١]

تغلبُ الطّبيعة الجبليّة على التّضاريس الجغرافيّة لجزيرة فيجي، وتَشكّلت أغلب جبالها من خلال النّشاط البركانيّ، تُحيط في هذه الجبال مجموعةٌ من الحواجز المرجانيّة التي تُشكّل خطراً كبيراً، وبعض الجُزر الثانويّة التّابعة لفيجي التي تشكّلت من الطّين والرّمال عن طريق حركة مياه الأنهار. تُعتبر قمّة جبل تومانيفي أعلى قمةً جبليّةً ارتفاعاً، إذ تصل إلى 1,323 متر.[١]

المناخ

تتأثّر جزيرة فيجي بالمناخ النّاتج عن حركة الرّياح التجاريّة من الجهة الجنوب شرقيّة، والتي ينتج عنها هطول الكثير من الأمطار في أغلب أيام السّنة على الأراضي الساحليّة الجنوبيّة والشرقيّة، ويُعتبر كلٌّ من شهرَي شباط (فبراير) وآذار (مارس) من أكثر الشّهور غزارةً بالأمطار؛ إذ يصل مُعدّل هطول المطر سنويّاً على عاصمة فيجي سوفا 300 سم،[١] ويتراوح مُتوسّط درجات الحرارة السنويّة بين 20 – 29 درجةً مئويّةً في المناطق ضمن سطح البحر، وتحدث أغلب الأعاصير الموسميّة في الفترة الزمنيّة بين شهور تشرين الثاني (نوفمبر) ونيسان (أبريل).[٤]

الاقتصاد

تُعتبر جزيرة فيجي دولةً مُزدهرةً بقطاعها الاقتصاديّ؛ إذ تعتمد على الموارد الطبيعيّة التي تشمل الغابات والمعادن والأسماكالتي تُشكّل جُزءاً مُهمّاً من إنتاجها المحليّ الذي يُساهم في دعم اقتصادها، لذلك يُصنَّف اقتصاد فيجي بأنّه من أكثر قطاعات الاقتصاد تطوّراً في منطقة المحيط الهادئ. كما تعتمد فيجي على قطاع السّياحة الذي يُشكّل نسبةً كبيرةً من عوائدها الاقتصاديّة؛ إذ يزورها سنويّاً أكثر من 750,000 ألف سائحٍ من مُختلف دول العالم.[٥]

تستند جزيرة فيجي أيضاً في دعم اقتصادها على التّحويل الماليّ والذي يعتمد على العملات الأجنبيّة كموردٍ مُهمّ من الموارد الاقتصاديّة، كذلك يُعتبر تصدير السُكّر من أهمّ الصّادرات الاقتصاديّة الخاصّة في الجزيرة؛ إذ ساهم في عام 2010م في دعم العوائد الماليّة لاقتصاد فيجي، وتصل قيمة إجماليّ النّاتج المحليّ لجزيرة فيجي إلى 8,048 مليار دولار أمريكيّ وفقاً للإحصاءات الاقتصاديّة في عام 2015م.[٥]

التّركيبة السُكانيّة

يصل العدد التقديريّ لسُكّان جزيرة فيجي إلى ما يُقارب 915,303 نسمة، أما نسبة الكثافة السُكانيّة فتصل إلى 0,63%، ويُشكّل السُكّان من أصول ميلانيزيّة وبولينيزيّة نسبة 56,8%، أما النّسب المُتبقيّة لأصول السُكّان فهي مُوزّعة على الجماعات الآتية: الهنود بنسبة 37,5%، والرّوتومان بنسبة 1,2%، والأقليّات بنسبة 4,5% وهم من أصول أوروبيّة ومن جُزر المحيط الهادئ والصين، وتُعتبراللغة الإنجليزيّة هي اللّغة الرسميّة في فيجي، مع استخدام اللغة التقليديّة كلغةٍ ثانية. تنتشر الدّيانة المسيحيّة البروتستانتية بنسبة 45%، أما الإسلام فينتشر بنسبة 6,3% من إجماليّ عدد السُكّان، والنّسب المُتبقيّة هي للدّيانات الأخرى.[٥]

تنتشر في جزيرة فيجي العديد من المدارس العامّة والخاصّة التي تُوفّر التّعليم لكافّة المراحل الدراسيّة، ويلتحق نسبة 99% من الطلاب المؤهليّن للتّعليم في المدارس الأساسيّة والإعداديّة، ولكن يقلّ هذا العدد في المرحلة الثانويّة؛ إذ تصل نسبة الطلاب إلى 77%، كما توجد في جزيرة فيجي جامعة جنوب المحُيط الهادئ التي تمّ تأسيسها في عام 1968م، أمّا نسبة محو الأميّة في فيجي فإنّها تشهد نموّاً ملحوظاً؛ إذ وصلت إلى ما يُقارب 92,9%.[

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى