تأملات في الغرور 2019

الغرور تلك الصفة السيئة المنتشرة للأسف لدى كثيرين لدينا ، سواء كان لديهم ما يغترون به أم لا… يستحق هذا الخلق السيء جداً وقفة معه في تأملاتنا الخاصة.

* الغرور لدى البشر الطبيعيين يأتي بعد الإنجاز وبعد عمل شيء يجعلك تغتر به ، لكنه عند مختلي الفطرة وما أكثرهم هذه الأيام للأسف يأتي كي يوحي لنا بأنهم أصحاب إنجاز وأصحاب أعمال عظيمة … الغرور الأول لا يقتل لكن الثاني قاتل أصحابه لا محالة.

* قال يوماً جوناثان سويفت : ” الغرور علامة ذل لا علامة كبرياء” ، فكروا بكلماته قليلاً وستجدون أنها صائبة بكل ما فيها، فالمغرور بشيء والمتباهي به يهدف إلى إخفاء علامات ضعف أخرى تقتله من داخله لحسده الناس على تميزهم بها.

* من الاستحالة أن تجد شخصاً عادياً يحب شخصاً مغروراً ، لم أجد ذلك في حياتي من قبل… لكن المغرور يحب المغرور ، لذلك فهؤلاء النوعية من البشر هم الأقل شعبية بين الناس وإن كان هدف غرورهم رفع شعبيتهم .

* للمغرور عملية صنع قرار مختلفة عن البشر ، فالقرار لدى البشر إما بناء على العقل أو القلب ، لكن المغرور لديه عقل جديد اسمه ” أنا الصح” وبالتالي يقيس رأيه ويعيش عليه.

* الغرور تماماً كالسرطان الخبيث الذي ينتشر في أنحاء الجسم ، فالموضوع قد يبدأ غروراً بمظهر أو بإنجاز ثم ينتشر وينتشر حتى تصبح مغروراً بأمور أنت عادي للغاية فيها وهنا تبدأ الكارثة وتتحول إلى سخرية البشر ومركز فكاهاتهم وأنت لا تدري.

* الجدلية الشهيرة المطروحة في كل برامج التلفزيون والصحف والإذاعات هي ما الفرق بين الغرور والثقة بالنفس… كان أولى بهؤلاء سؤال : ” ما هي العلاقة بينهما أساساً؟”…الثقة بالنفس أمر داخلي والغرور أمر خارجي ، فالنمر الذي يجري من دون التفات واثق بنفسه لكن الطاووس الذي يمشي نافشاً ريشه كي يلفت الانتباه إلى الألوان الجميلة لديه مغرور!…أتمنى أن تكون الفكرة واضحة!

* الغرور أبيح في الإسلام لكيد الأعداء فقط شرط أن يكون نيته كيد الأعداء لا التفاخر ، وبالتالي أرجوك لا تغتر أمامي فإما أنك تأثم أو أنك تعتبرني عدوك!

* المغرور هو إنسان عيناه مبصرتان لكنه مصاب بالعمى ، فيرى كل ما يفعله رائعاً وكل ما يفعله الأخرون قبيحاً… لذلك كان لا بد من طبيب غرور وهو الحياة التي تعاقب هذه العينة من الناس في الوقت غير المناسب بالنسبة لهم!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى