تأملات في التسرع 2019

التسرع كلمة نستخدمها كثيراً للتعبير عن التهور ، نستخدمها لوصف الإنسان قليل الحكمة ، ولكن هل كلها شر؟..لنحاول الوقوف مع التسرع بطريقة خاصة ونصل إلى الحكمة في النهاية.

– التسرع له وجهان عند الرد بكلمة أو القرار بسرعة ، فلو أصاب رأينا أطلقوا علينا صفة “سرعة البديهة” ولو فشلنا وصفونا بالمتسرعين.

– يرى فرانتس كافكا أن التسرع سبب في نصف خطايا هذه الدنيا ، كلام صحيح للغاية فعادة عندما نرتكب أي من الخطايا ونفكر فيها بعدها بلحظات لأدركنا أن ثوانٍ من الصبر كانت كافية لمنع ارتكابها.

– دائماً يعلموننا أن هناك فرق بين السرعة والتسرع ، لكنهم كانوا دوماً يفشلون في تعليمنا الفرق بينهما… سنوات الحياة تعلمنا أن السرعة هو اتخاذ القرار ضمن الوقت المتاح والتسرع هو اتخاذه رغم وجود وقت إضافي لدينا كي نفكر من دون التأثير على باقي الأمور.

– كل متسرع يعرف أنه متسرع ويندم على تسرعه ويعاهد نفسه على أن يعود عن هذه العادة ، لكن للأسف هذا العهد يأتي متسرعاً ومن دون خطة والعهد الذي بلا عقل عهد فارغ غير قابل للتطبيق.

– بعض القرارات التسرع فيها عادي لأنه قابل للتعويض وبالتالي هو من التسرع المبسط للحياة الذي يجعلها خالية من التعقيدات ، أسوأ التسرع الشائع لدينا في مجتمعنا هو التسرع في الزواج واختيار “الرجل للمرأة” أو العكس!.

– التسرع بعض الأحيان شرط للجرأة والشجاعة ، فالمطلوب منه أن يجعل عقلنا يفكر بالفوائد ولأن لا وقت لدينا نتوقف عن التفكير في السلبيات والعقبات فتكون الجرأة ولكنها غير محسوبة تماماً..على كل حال لن يعرف الناس أنها غير محسوبة إلا عند الفشل.

– يمكن جعل التسرع أقل ضرراً بل قد يكون مفيداً لو بنينا في داخلنا حزمة مبادىء ونظم أخلاقية وفكرية ، هذه المنظومة تجعل تصرفنا تلقائياً منطلقاً منها وبالتالي لو تسرعنا فإن تسرعنا سيكون في مجال جيد … من أمثلة هذا ما قام به حاتم الطائي تلقائياً من ذبح فرسه إكراماً للضيف من دون تفكير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى