بحر الميت

يقع البحر الميّت في منطقة بلاد الشام، وهو الحاجز الطبيعي بين المملكة الأردنيّة الهاشمية وبين دولة فلسطين العربيّة؛ حيث يقع هذا البحر أو البحيرة ضمن ما يعرف بأخدود وادي الأردن، وهذا الأخدود يقع في ما يعرف بالشقّ السوري الأفريقي.
من أشهر أوصاف البحر الميّت أنّه النقطة أو البقعة الأخفض في كافّة أرجاء العالم؛ فانخفاض مستوى شاطئ البحر الميت عن مستوى سطح البحر يصل إلى حوالي 400 متر تقريباً تحت مستوى سطح البحر، وهذا الانخفاض كبير جداً مقارنة بباقي مناطق العالم. يقدّر عرض البحر الميّت تقريباً بحوالي سبعة عشر كيلو متراً، أمّا طوله فيصل إلى حوالي سبعين كيلو متراً، في الوقت الّذي تقدّر فيه مساحة هذا المسطح المائي الهام بحوالي 650 كيلو متراً مربعاً تقريباً. وقد تناقصت هذه المساحة خلال نصف العقد الأخير بما نسبته حوالي 35 % تقريباً من إجمالي النسبة التي كانت مياهه عليها. يتميّز هذا البحر بأنّ له نسبة ملوحة مرتفعة؛ حيث قدّرت نسبة الأملاح في مياه هذا البحر بحوالي 34 %.

منسوب مياه البحر الميّت

تعرّض هذا البحر في الفترة الأخيرة إلى تراجع كبير جداً وضخم وهائل، وهذا التراجع الكبير في مستوى مياه البحر الميّت يعزى إلى عدد من الأسباب منها: استنزاف مياه نهر الأردن الّذي يعدّ واحداً من مصادر المياه المتعلّقة بهذا النهر، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على مياه البحر الميت في الحوض الجنوبي؛ فالبحر الميّت في هذا الوقت يتكوّن من حوضين اثنين، أحدهما شمالي والآخر جنوبي. أيضاً، فإنّ الإقبال الكبير من شركتي البوتاس في الكيان الصهيوني وفي المملكة الأردنية الهاشمية على تبخير مياه هذا البحر لتجميع البوتاس وإنتاجه ساهم وبشكل ملحوظ وكبير في تضاؤل ونقصان كميّة المياه في هذا البحر.
عُرف البحر الميّت تاريخياً بأسماء متعدّدة منها: بحر الملح، والبحر الشرقي، وبحر العربة، وعمق السديم، أمّا في عهد عيسى المسيح – عليه السلام – فقد عرف هذا البحر ببحر الموت، وقد عرف أيضاً ببحر سدوم، وذلك لارتباطه بالتراث الديني عند الديانات التوحيديّة الثلاث، فقد شهدت منطقة البحر الميّت هلاك قوم نبي الله لوط – عليه السلام – الطغاة العتاة، الّذين كانوا لا يتورّعون عن فعل المعاصي والمنكرات في العلن قبل السر، وقد كانوا يعيشون في منطقة البحر الميّت في قرية سدوم، فأهلكهم الله تعالى بذنوبهم. ومن هنا فإنّ منطقة البحر الميّت تعتبر منطقة خسف؛ حيث خسف الله تعالى على أرضها هؤلاء الكفرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى