بحث حول ظاهرة التسرب الدراسي للطلبة,التسرب الدراسي بحث شامل

التسرب الدراسي ظاهرة سلبية انتشرت في الوسط الطلابي في مختلف شرائحه، سواء في مراحل التعليم العام او الجامعي، له اسباب عديدة، لكن آثاره ونتائجه واحدة أقلها ضرراً العودة إلى الامية وخسارة العلم.
«أوان» تسلط الضوء على أبعاد هذه الظاهرة، والأسباب الحقيقية التي تقف وراء تفشيها، والسبل الكفيلة بعلاجها والحد منها.
وفي لقاء مع كبير الاختصاصيين بوزارة التربية الأستاذ يوسف الشلاش، ناقشنا أسباب انتشار هذه الظاهرة، وآثارها السلبية وغيرها من المواضيع المتعلقة بهذه القضية:
{ ما التعريف الأكاديمي والعلمي للتسرب الدراسي؟
] عرف أحد منشورات اليونسكو التسرب الدراسي على انه التلميذ الذي يترك المدرسة قبل السنة الأخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها. وعرفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1973 التسرب بأنه صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي، ترك الطالب للدراسة في احدى مراحلها المختلفة وبمعنى شامل هو كل طالب يترك المدرسة لأي سبب من الأسباب قبل نهاية المرحلة التعليمية مما يمثل إهدارا لطاقات المجتمع المستقبلية وفقد اقتصادي سلبي للعملية التعليمية من الناحية الاقتصادية.

في دراسة حديثة قدمت إلى مؤتمر مواجهة ظاهرة التسرب في مرحلة التعليم الأساس 1997 انقسم التسرب إلى شكلين: المؤقت، وهو الذي يحدث بشكل يومي متكرر وما يلبث أن يتحول إلى انقطاع تدريجي ومن ثم انقطاع مستمر وينتج عنه فصل التلميذ عن المدرسة، وتسرب دائم بمعنى هجر التلميذ للدراسة كليا.
أشكال التسرب
{ ما أشكال التسرب الدراسي إذن؟
] ان التسرب يأخذ أشكالا من خلال أربع قضايا كما جاء بإصدار الملتقى التربوي الخامس للتنظيمات المدرسية والمجتمعية 2004:
القضية الأولى: تتعلق بالجهة التي يتجه إليها التلميذ إلى التسرب عند انسحابه دون إكمال المرحلة التعليمية التي بدأها.
القضية الثانية: تتعلق بفترة الانقطاع عن الدراسة الابتدائية الملتحق لها التلميذ لكي يمكن اعتباره متسربا.
القضية الثالثة: تتعلق بالمستوى الذي وصل إليه التلميذ التسرب قبل انسحابه وتميز عدد من الدراسات بين التسرب والإكمال استنادا إلى ما أطلقت عليه النضج في الإنتاج التعليمي ومن التميز تتضح الفروق بين تلميذ أكمل المرحلة التعليمية التي بدأها وبين زميله الذي انسحب دون الوصول إلى النضج.
القضية الرابعة: تتعلق بمدى معقولية الأعذار التي تقف وراء هجر التلاميذ للمدرسة فالتلميذ الذي يترك المدرسة قبل أن ينهي دراسته بها لأعذار غير مقبولة يعتبر تسربا.
أسباب متنوعة
{ ما أسباب تفشي هذه الظاهرة في مراحل التعليم العام في الكويت؟
] إن التسرب الدراسي يرجع لأسباب تربوية أو ثقافية أو اجتماعية نفسية أو أسباب اقتصادية، وسنناقش هذه الأسباب آخذين بالاهتمام الوضع في الكويت.
أولا: الأسباب التربوية:
أ- المناهج التربوية: تعد المناهج التربوية من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى عملية التسرب ويرجع ذلك لإمكانية مناسبتها لمراحل النمو التي يمر بها الطالب أو عدم ارتباطها بالبيئة أو عدم شعور الطلبة بأهميتها وفائدتها، كما إن تعديل وتغير المناهج الدراسية يعمم في بعض الأحيان دون تجربة لعدة مرات ومازالت المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية تستخدم منهجا واحدا ومدرسا واحدا وكتابا واحدا وهدفا واحدا وجدولا محددا لتعليم جميع أطفال الصف الدراسي الواحد دون مراعاة الفروق الفردية واختلاف ميول وقدرات ومقومات الطالب بشكل واقعي ملموس والواقع إن زيادة التسرب في الصف الأول الثانوي بالمقارنة بنسبة التسرب في جميع الصفوف الأخرى قد يرجع للاختلاف الشاسع بين مناهج المرحلة المتوسطة ومناهج المرحلة الثانوية وقد يكون تعديل المناهج وتحسين طرق التدريس من أكفأ الطرق للتغلب على الفقدان التربوي ومن هذا المنطلق تقوم وزارة التربية بالكويت دائما بالبحث عن الجديد والتطوير ومتابعة ما توصلت إليه الدراسات الحديثة للاستفادة منها. ويتضح ذلك من تطبيق السلم التعليمي الجديد بوزارة التربية لمناسبته وملاءمته مع تطورات مراحل النمو للأطفال والطلاب جسميا وعقليا.
ب- هيئة التدريس: تكاد تكون اغلب المراحل التعليمية في حالة اكتفاء في مجال احتياجاتها من هيئة التدريس حسب المعايير الرسمية، حيث تسعى الوزارة لتحقيق هذا الهدف إلى تشكيل اللجان لاختيار المعلمين الأكفاء وتقوم فيما بعد بتنمية قدرات المعلمين على التطوير والتجديد وتزويدهم بكل ما هو جديد من دورات تدريبية واستخدام أفضل أنواع التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية.
ثانيا : الأسباب الثقافية والاجتماعية: تعتبر الأسباب الثقافية والاجتماعية والنفسية من بين الأسباب المؤدية إلى عملية التسرب ومن أهم تلك الأسباب قصور الوعي بأهمية التعليم في بعض المناطق وخاصة البدوية منها وانتشار الأمية في بعض العائلات بحيث لا يتوفر لديها اتجاهات مناصرة للتعليم كذلك تعد الإعاقات النفسية في معظم الأحيان عن عدم شعور الطفل بالأمن والاستقرار في منزله نتيجة لعدم الاستقرار العائلي وحالات الطلاق وتعدد الزوجات من بين الأسباب المهمة التي قد تؤدي إلى تأخر الطفل في المدرسة وإخفاقه فيها مما يبني الأساس لعملية التسرب.
ثالثا : الأسباب الاقتصادية: قد يرجع التسرب لأسباب اقتصادية منها لحالات التنقل والارتحال والتي تضطر لها بعض القطاعات السكنية كالبدو أو نتيجة للسماح للطلبة بالامتلاك والتصرف والحصول على ما يبتغيه من أموال فيقلل في أعينهم من فائدة وأهمية العملية التربوية وقيمة التعليم وبذلك لا تتوفر لديهم الدوافع الكافية للاستمرار في الدراسة والاندماج في التعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى