بحث حول الصناعات الاستخراجية في الأردن.بحث عن الصناعات التي يتم استخراجها من باطن الارض

بحث حول الصناعات الاستخراجية في الأردن.بحث عن الصناعات التي يتم استخراجها من باطن الارض

المقدمة

تعتمد الصناعات الاستخراجية على المواد الخام التي يتم استخراجها من باطن الارض كالنفط او الفوسفات.

صنّف الأردن في الشريحة الدنيا للبلدان المتوسطة الدخل، ومتوسط نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي 3730 دولارا، يعتمد اقتصاد المملكة بشكل رئيسي على قطاع الخدمات، التجارة، السياحة، وعلى بعض الصناعات الاستخراجية كالأسمدة والأدوية. توجد مناجم فوسفات في جنوب المملكة، جاعلة من الأردن ثالث أكبر مصدر لهذا المعدن في العالم، البوتاس، الأملاح، الغاز الطبيعي والحجر الكلسي هم أهم المعادن الأخرى المستخرجة؛ فالأرض الزراعية محدودة، والموارد المائية نادرة إلى حد بعيد.

‏ أهم العناصر التي تعتمد عليها الصناعات الاستخراجية في الأردن: البوتاس لعلَّ أهمَّ استخدامٍ لمركباتِ البوتاسيوم هو استخدامها في صنعِ الأسمدةِ. فمن هذه المركباتِ يُصْنَعُ سمادُ البوتاس، ولهذه المركباتِ استخداماتٌ عديدةٌ أُخرى، إذ تحضَّر من كربوناتِ البوتاسيوم وكربونات البوتاسيوم الهيدروجينية وهيدروكسيد البوتاسيوم الضروري لصناعةِ الصّابونِ والأصباغِ والأدوية. ويستخدم يوديد البوتاسيوم في صناعةِ الأدوية، وفي صناعة الأقلام، والأصباغِ. كما يُستخدمُ كلوريد البوتاسيوم في صناعةِ المتفجِّراتِ، والألعابِ الناريّة، ومعجونِ الأسنانِ، والأدويةِ، والأصباغِ. أما بيرمنغنات البوتاسيوم، فَتُسْتَخدَم كمادةٍ مؤكسدةٍ قويةٍ، وتُستَخْدمُ أيضاً كمادةٍ مطهَّرة.

الفوسفات

يوجد في الأردن في منطقة الرصيفة وسط المملكة ومنطقة الحسا والشيدية جنوب المملكة وتم إيقاف الاستخراج من منطقة الرصيفة بسبب الغبار الناتج من الاستخراج وأثره على السكان واقتصر الاستخراج الآن على منطقة الحسا والشيدية، ويوجد في الأردن شركة تهتم باستخراج الفوسفات وهي شركة مناجم الفوسفات الأردنية والتي تنتج المواد الصناعية المهمة مثل حمض الفوسفوريك الذي يستخدم في صناعة الأدوية والسماد الكيميائي. تقدر سلطة المصادر الطبيعية الأردنية أن تشكيلات الفوسفات تغطي حوالي 60 في المئة من إجمالي مساحة الأردن، لا سيما في حزام واسع على بعد 300 كيلومتر يمتد من الشمال إلى الجنوب وتعتبر غالبية تلك الاحتياطيات قابلة للاستثمار اقتصاديا. يقدر مجموع خام الفوسفات في الأردن ضمن المناجم التي تحت التشغيل بما يصل إلى 1459 ملايين طن حتى 31 ديسمبر 2008. الشركة الوحيدة المرخص لها في الأردن لاستكشاف الفوسفات هي شركة مناجم الفوسفات الأردنية. عملية الاستكشاف تنطوي على حفر آبار بعمق حوالي 40 مترا ضمن مسافات محددة تليها عملية التحليل النوعي والكمي للعينات الخام ثم تصنف من أجل تحديد الجدوى الاقتصادية من الاحتياطيات. يستخدم الفوسفات أيضاً في صناعة المنظفات كعنصر مساعد على تخفيف عسر الماء، في الزراعة يكون الفوسفات أحد ثلاثة عناصر لتغذية النباتات؛ تستخدم في صناعة الأسمدة. في الوقت الراهن تغطي شركة مناجم الفوسفات الأردنية مساحة إجمالية تبلغ 52 كيلومترا مربعا في مناجم في الأحساء وآل الأبيض، و 258 كيلومتر مربع في الشيدية وذلك لأغراض الاستكشاف والاستخراج.

الغاز الطبيعي

تم اكتشاف الغاز في الأردن في عام 1987، ويقدر حجم الاحتياطي المكتشف بما يقارب 230 مليار قدم مكعب، وهي كميات متواضعة جدا بالمقارنة مع جيرانها. تم تطوير حقل الريشة في الصحراء الشرقية بجانب الحدود العراقية، والحقل ينتج ما يقارب 30 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، ليتم ارسالها إلى محطة كهرباء قريبة لإنتاج ما يقارب 10% من حاجة المملكة الأردنية الهاشمية الكهربائية، ومن المعروف ان كل 6000 قدم3 من غاز الريشة يعادل برميلا نفطيا واحدا اي ان قدرة الحقل تعادل 5000 برميل نفط مكافئ يوميا، والمتوقع أن يرتفع إنتاج الحقل خلال السنوات الثلاث الأولى، إلى أكثر من 50 مليون قدم مكعب. حيث تدخل شركة بريتيش بتروليوم في اتفاقية مع الحكومة الأردنية على مرحلتين، الأولى لاستكشاف الحقل وتقييمه، تمتد بين 3 إلى 4 سنوات، تنفق في الحد الأدنى مبلغ 237 مليون دولار، وفي حال استكشاف الغاز بالكميات المتوخاة، ستدخل الشركة بتطوير الحقل، وعندها سيكون الإنفاق بحدود 8 -10 بلايين دولار، لإنتاج بين 330 مليون قدم مكعب يوميا، إلى حوالي ألف مليون قدم مكعب يوميا، وهذه الكمية الكبيرة، ستكون كافية لسد احتياجات الأردن وإمكانية التصدير.

البترول

رغم أن احتياطيات البترول الخام في الأردن غير تجارية، إلا أن الأردن يعتبر أحد أغنى دول العالم بمخزونات الصخر الزيتي، تهدف استراتيجية قطاع الطاقة في الأردن إلى إدخال الصخر الزيتي، كأحد البدائل لمصادر الطاقة الأولية، ليساهم بما نسبته 11 % في خليط الطاقة الكلي في العام 2015، و14 % في العام 2020؛ إذ يزيد حجم الاحتياطي المثبت للصخر الزيتي السطحي في الأردن على 40 مليار طن، تحوي أكثر من 4 بلايين طن نفط، أو ما يعادل 28 مليار برميل، وبدراسة أخرى، يقدر مخزون الأردن من مكثفات الصخر الزيتي بما يعادل 69 مليار برميل حسب دراسة وكالة الطاقة الأمريكية. توجد كميات ضخمة جدا يمكن استغلالها تجاريا في المنطقتين الوسطي والشمالية الغربية من البلاد. وحسب تقديرات مجلس الطاقة العالمي فان احتياطيات الأردن من مخزونات الصخر الزيتي تصل إلى ما يقارب 40 مليار طن مما يضعها كثاني أغنى دولة باحتياطيات الزيت الصخري بعد كندا،(النسبة التقديرية)، والأولى على مستوى العالم بالاكتشافات المؤكدة، بنسبة استخراج بترول تصل ما بين 8٪ – 12٪ من المحتوى، يمكن إنتاج 4 مليار طن بترول من الاحتياطي الحالي، مما يضع نوعية الزيت الأردني، من ناحية الاستخراج، علي قدم المساواة مع مثيلاتها الغربية في كولورادو في الولايات المتحدة، يقدر أن هذه الكمية قد ترتفع إلى 20 مليار طن. الزيت الصخري الأردني بشكل عام جيد جدا، إذ أن محتوى الرطوبة والرماد داخله منخفض نسبيا، وإجمالي القيمة الحرارية (7.5 ميغاجول / كلغ)، وله محتوي كبريتي يصل إلى 9٪ من وزن المحتوي العضوي. الاحتياطيات التي يمكن استغلالها سهل الوصل لها، إذ أن معظمها في مناجم مكشوفه سطحية.

اليورانيوم

يبلغ الاحتياطي المقدر أوليا في الأردن حوالي 65 ألف طن، وحسب هيئة الطاقة الذرية الأردنية من المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج لليورانيوم في موقع مناجم الوسط بسواقة حوالي 2000 طن سنويا بقيمة تبلغ حوالي 1.250 مليار دولار سنويا، وذلك في ثمانية مواقع استكشاف للخام تم تحديدها حتى الآن. يذكر أن الأردن اكتشف كميات هائلة من اليورانيوم وضعته في المرتبة الحادية عشرة عالميا بين دول العالم، وبهذا تثير احتياطاته من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان، ويسعى الأردن إلى إنشاء أول مفاعل نووي لهذا الغرض بحلول عام 2015 ،حيث تستورد المملكة 95% من احتياجاتها من الطاقة، ورجحت هيئة الطاقة الذرية الأردنية توقيع اتفاقية ثنائية مع شركة “ريوتنتو” الأسترالية إحدى الشركات العالمية في قطاع التعدين أبدت اهتماما سابقا لمشروع التعدين في مناطق جنوب المملكة ووقعت مذكرة تفاهم أولية بهذا الخصوص حيث ستضمن الاتفاقية الجديدة تأسيس شركة جديدة لتعدين اليورانيوم مشتركة بين ريوتنتو والشركة الأردنية لمصادر الطاقة على غرار الاتفاقية الموقعة حاليا مع أريفا الفرنسية، فيما أبدت شركة صينية عاملة في قطاع التعدين اهتماما للدخول بمشاريع تعدين أيضا في مناطق الجنوب وسيقوم وفد من الشركة بزيارة للمملكة للاطلاع على الدراسات الخاصة بمناطق المشروع لاتخاذ قرارها بالدخول بمشاريع لتعدين اليورانيوم جنوب المملكة. ويشار إلى أن مشروع تعدين اليورانيوم في منطقة السواقة قد أنجز أعمال الحفر لحوالي 29 خندقا كل منها بطول يتراوح من 100-250 متر، كما يشمل حفر 250 بئر تم التقاط 6 آلاف عينة من الخام أرسل منها 3 آلاف عينة لمختبرات هيئة الطاقة الذرية الأردنية، حيث تم انجاز وفحص 1500 عينة منها لقياس تراكيز 20 عنصرا فيها، ووفق معلومات الهيئة بهذا الخصوص فقد ظهرت نتائج إيجابية ومبشرة لمعظم هذه العينات والتي تدل بدورها أن النتائج إيجابية لمشروع استكشاف اليورانيوم في المنطقة.

السليكا

السليكا في الأردن كمياتها ضخمة وسهلة التعدين بالطرق السطحية وقريبة من الطرق وميناء العقبة حيث يوجد الرمل الزجاجي في مناطق راس النقب وقاع الديسي والبتراء وعين البيضاء ويصل سمك رمل الديسي إلى 300 متر في حين يصل سمك الخام في وادي السيق ومنطقة الجيشة/ العقبة إلى 200 متر، تتميز خامات رمال السليكا الأردنية والتي تقدر بحوالي 13 مليار طن، بمواصفات ممتازة كونها رمالا بيضاء قليلة الشوائب ومتكشفة وذلك حسب ما ذكرته سلطة المصادر الطبيعية في الأردن. تميزت خامات السيلكا الأردنية وفق الدراسات التي اعدتها سلطة المصادر الطبيعية بمواصفات عالمية ليستخدم في صناعة الزجاج وزجاج الكريستال والألياف الزجاجية وزجاج البصريات وقوالب السباكة، حيث ان الرمل الزجاجي العالي الجودة المنتج من موقعي رأس النقب والسيق امكن مقارنته مع درجة (أ) في المواصفات البريطانية لرمال الزجاج المستخدم لإنتاج زجاج البصريات. كما يستخدم خام رمال السيلكا الأردني كعامل مخفض لدرجة الاذابة للأكاسيد القاعدية وفي عمليات الاذابة وكمادة صقل وفي صناعة الخزف والطوب، ويستخدم أيضا في فلاتر تنقية المياه ويدخل في صناعة البلاستيك والمطاط والدهانات والورق وفي الصناعات الكيماوية المختلفة، وأشارت سلطة المصادر الطبيعية إلى أن الدراسات التي أجريت على رمال السيلكا في الأردن أظهرت أنه يمكن الحصول على منتج رمال السيلكا عالية النقاوة ورمل زجاجي بحجم حبيبي بين (500-125) ميكرون وبجودة عالية، باستخدام الكاشط المفكك وفصل المعادن الثقيلة باستخدام الفاصل الحلزوني والتنخيل. وبحسب سلطة المصادر الطبيعية فان فرص الاستثمار في هذا الخام الذي يتركز في مناطق الجنوب متاحة امام المستثمرين والشركات المتخصصة في معالجة هذه الخامات المنافسة بقيم مضافة لتدخل في استخدامات مختلفة ولدواعي التصدير إقليمياً وعالميا مشيرا إلى الإمكانات الجيدة التي يوفرها الخام للاستثمار في إنتاج الزجاج وبخاصة في ظل عدم وجود مصنع للزجاج في المملكة. يوجد عدد من المرامل تعمل في المملكة في منطقة راس النقب لاستخدامات مواد البناء وشركتين محليتين تعملان على إنتاج كميات بسيطة من الرمل المغسول والمطحون، ويوجد هناك فرصا استثمارية لمستثمرين وشركات لعمل صناعات متعددة.

الخاتمة:

الصناعات الاستخراجية تعني المواد الخام التي تستخرج من باطن الأرض مثل المعادن، تعتمد الصناعات الاستخراجية على الموارد الطبيعية التي لا يمكن ان تجدد أو تعوض مثل صناعة الفوسفات والإسـمنت وكثير من الثروات متل النفط والفلزات. وتعتبر المملكة الأردنية الهاشمية أحد اكبر البلدان العربية المشهورة بالصناعات الاستخراجية وذلك لاحتواء باطنها على الكثير من المعادن كالفوسفات والبوتاس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى