انتي متضايق وحسه مخنوقة وعندك ضغوط نفسية 2019

هل تعانى من التوتر والقلق بشكل دائم؟.
هل تدخل فى حالات من الاحباط والاكتئاب؟.
إذا كنت توافق على هذا وانك تتعرض له احيانا .. فهل تدرك خطورة الضغوط المتكررة أو المشاكل المستمرة على حياة الانسان وصحته .. ومدى ماتسببه من خلل فى التوافق بينه وبين نفسه وبينه وبين المجتمع؟.
هل ترى من حولك المجتمع تسوده الأنانية والعدوانية والمشاحنات ورغبة الناس فى مُخالفة القوانين!… وفوضى المرور، وتدهور الآداء فى العمل وغيرها؟.
هل تصدق إذا قلنا لك أن (الضغوط النفسية) هى من اهم واخطر اسباب هذه الفوضى المدمرة ؟. تتزايد متطلبات الحياة.. ويضطر الكثيرون إلى آداء أكثر من عمل مرهق لساعات طويلة فى اليوم الواحد للحصول على المال اللازم لضرورات الحياة.

عندما ترتفع متطلبات الحياة… وتجبر الفرد على التخلى عن كثير من عاداته وسلوكياته، رغباته وهواياته، أو عندما تقل قدرة الفرد على التكيف مع التغيرات السريعة للحياة العصرية وما ينتج عنها.. ينشأ نوعاً من تشوش التفكير والفشل فى حل المشكلات اليومية والتناقض والعجز؛ والمزيد من الضغوط العصبية التى تجلب الكآبة والاحباط وقد تنتهى بحالة من الاكتئاب أو العنف خاصة عندما تهدد الحاجات الاساسية اللازمة لحياة الانسان .
وقد كشف فريق بحثى بكلية الطب فى بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية عن تأثير المشاكل والهموم اليومية على مجموعة من الأشخاص العاديين.
قام الباحثون باخضاع هؤلاء الأشخاص للتفكير العميق فى بعض الهموم والأفكار، وحملوهم مسئولية حل بعض المشكلات التى تراود اغلب الناس يومياً… فى نفس الوقت؛ ومن خلال الفحص بالرنين المغناطيسى للجزء العلوى والأمامى من الدماغ (وهو الجزء الذى تأكد أنه مركز القلق والاكتئاب) قام الباحثون بمراقبة نشاط مناطق الدماغ وقياس الانفعالات المصاحبة للتفكير فى تلك المشاكل والهموم اليومية.
أكدت الدراسة أن الانشغال بالمشاكل والهموم يؤدى الى تزايد الانفعالات.. مثل التوتر والقلق وقلة الحيلة، ويصاحبه زيادة فى تدفق الدم بالمناطق المذكورة فى الدماغ، كما تم تسجيل تغيرات فى ضربات القلب ومعدل هرمونات التوتر… وهى أعراض استمرت – فترات مختلفة – حتى لما بعد التجربة !.

وهناك عدة طرق خاطئة للهروب من مواجهة الضغوط والمشكلات، من أكثرها شيوعا ما يعرف بــ ” الحيل النفسية ” أو ” ميكانيزمات الدفاع ” لتجنب هذه الضغوط والهرب من مسئوليات وأعباء المواجهة ..ويختلف الاسراف فى استخدام هذه الحيل اللا شعورية – ولها العديد من الاضرار – عن التجنب الواعى والمؤقت أو التأجيل المرحلى لبعض المشاكل والضغوط .فقد يلجأ الفرد لحيلة “الاسقاط” وتعنى فى علم النفس أن ينكر الفرد عيوبه ويتهم الآخرين بها … وكذلك “العدوان” وهو ما نجده حولنا فى المعارك و”الخناقات” اليومية الكثيرة والتى تشتعل لأسباب بسيطة!… و”السلبية” والهروب من المسئولية، أوالصمت واللامبالاة، وفعل عكس المطلوب!… و”النكوص” وهو العودة أو الردة إلى سلوك طفولى غير ناضج؛ مثل بكاء شاب أو رجل عندما تواجهه مشكلة، أو محاولة حل المشاكل بواسطة السحر والأفكار الخرافية!.

من الممكن أيضاً أن يلجأ الإنسان إلى “التبرير” بتفسير تصرف خاطئ بأعذار تبدو معقولة ولكنها غير حقيقية… أو “التعميم” هو أن يطبق الفرد خبرة مر بها فى موقف معين على مواقف أخرى قد تتشابه أو تختلف معها.. وكما يقول المثل المصرى: “اللى يقرصه التعبان.. يخاف من الحبل”!… وكذلك يقوم بعض الأفراد بـ “تكوين رد الفعل العكسى” أى الإفراط فى إظهار الحب لشخص مستبد أو معتدى… كرد فعل عكسى للكراهية شديدة!.. أو المبالغة فى الضحك بصورة هستيرية … كرد فعل عكسى لضغوط وصراعات مؤلمة… وكذلك هناك “التفكيك أو العزل” فنجد من يسرق ويتصدق، أو يصلى ويزنى، أو يرتشى ويحج… وعلى أساس “إن دى نقرة ودى نقرة”!.

منظمة العمل الدولية (وهى هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بشؤون العمل والعمال) قامت بمجموعة من الدراسات الإحصائية والعملية أكدت أن نحو عشرة فى المائة (10%) من البالغين يتعرضون بفعل ظروف العمل الضاغطة وعدم التوافق مع التكنولوجيا.. لانواع من الإحباط المؤدية للاكتئاب.
إذا كان هذا يحدث على مستوى العالم، فلا عجب أن توضح العديد من الدراسات الاخرى أن عدم توافر الحاجات الاساسية لحياة الانسان وارتفاع معدلات البطالة أسهمت فى تفاقم مشكلة الضغوط النفسية والاكتئاب فى مجتمعاتنا النامية والفقير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى