امنح بعض الوقت لنفسك 2019

– يشعر كثيرون بوجود فكرة ملحة في أذهانهم من أجل القيام ببعض النشاطات التي يحبونها، لكنهم يواجهون مشكلة ضيق الوقت.

فقد ترغب بأن تأخذ دورة لتعلم لغة جديدة أو تقوية لغة تعرفها، الأمر الذي من شأنه زيادة فرص الحصول على الوظيفة التي تبحث عنها.

أو قد تتمنين أن تشتركي في أحد مراكز اللياقة من أجل خسارة بعض الكيلو غرامات الزائدة في وزنك. لكن جميع تلك الأحلام والأمنيات تقف عند حاجز واحد وهو: ضيق الوقت.

ترى هل سبق وأن سألنا أنفسنا أين يذهب الوقت يوميا؟ وكيف نرى غيرنا يقومون بكافة الأنشطة على الرغم من أنهم يملكون نفس عدد الساعات 24 ساعة في يومهم؟ لو فكرنا بما نقوم به يوميا فعلى الأغلب أننا نقضي يومنا بين العمل وتناول الطعام والنوم ومساعدة أحد الجيران، على سبيل المثال، في تنقيل أثاثه لبيته الجديد وتوصيل أحد الأصدقاء للمطار كي لا يتأخر عن رحلته، لكن ماذا عنا نحن؟ ألا يحق لنا بعض الوقت لأنفسنا؟

لا بد وأنك لاحظت بأنك فعلا تقوم بالنشاطات السابقة أو على الأقل بنشاطات شبيهة بها، من الجيد أن تكون صديقا وفيا وأن تكون ألقابك بين أصدقائك تضم أسماء مثل “الصديق الذي يعتمد عليه” أو السيد “دائما في الخدمة”، لكن عليك أن تفكر ماذا عن الوقت الذي تكون أنت الشخص الذي يحتاج خدمة من نفسك، وفي حال لم تجد الوقت لنفسك فاعلم أن هناك ما يجب تعديله في حياتك، واعلم أن قول “لا” للآخرين قد يكون أول الطريق لقول “نعم” لنفسك.

من المعلوم بأن قول “لا” يعد في كثير من الأحيان من المهام الصعبة. فنحن نريد إسعاد الآخرين ونحتاج أن نشعر بالقبول من قبلهم ونحتاج أيضا لدليل على أننا جيدون في عيونهم، وذلك لأنه يوجد لدينا خوف داخلي بأننا لسنا كذلك. قد تكون لدينا الرغبة بالتقرب من أحد الأشخاص ولم نجد سوى طريق تلبية رغباته من أجل زيادة الألفة بيننا. وقد تكون أيضا طريقة للتهرب من القيام بنشاطات أخرى من خلال إيهام النفس بعذر عدم توفر الوقت الكافي للقيام بأي نشاط إضافي.

هل تشعر بأن أحد تلك الأسباب تتفق مع طبيعتك فعلا؟ هل ترى بأن المبالغة باستخدام كلمة “نعم” يحول بينك وبين القيام بواجباتك تجاه نفسك؟ لو كان ردك على الأسئلة السابقة إيجابيا فلا تقلق هناك عدة حلول لهذا الأمر، فقط تذكر بأن إغلاق الباب أمام الالتزامات يفتح نافذة للعديد من الفرص.

فيما يلي خطة عملية من شأنها مساعدتك على إعطاء نفسك
بعضا من وقتك اليومي :

تعرف على رغباتك:
أول خطوة عليك القيام بها تتمثل بالتعرف على الأشياء التي تود القيام بها لكنك لم تتمكن من ذلك لغاية الآن. قد تكون تلك الأشياء عبارة عن مشروع كبير أو أحلام صغيرة متعددة، أيا كان الأمر فتذكر أنه يعبر عنك أنت، لذا عليك الاهتمام به.

تعرف على الهدف من وراء رغباتك:
بعد أن تكون قد حددت رغباتك قم بسؤال نفسك “لماذا يهمني القيام بهذا الأمر؟” ابحث الأمر بشكل أكثر عمقا وستجد بأن بحثك أدى إلى أن تكبر قيمة رغباتك أكثر وأكثر. لو ناقشنا مثلا سبب رغبتك بقراءة عدد من الروايات العالمية لأحد الكتاب المشهورين. قد تجد بأن هذا الأمر يجعلك تمضي وقتا ممتعا مع كل رواية، خصوصا لو كانت المطالعة من أهم هواياتك لكن هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا. فمن خلال قراءة تلك الروايات ستتمكن من تكوين فكرة جيدة عن حضارة الدولة التي ينتمي لها المؤلف، وستقوي لغتك فيما لو لم تكن الرواية مترجمة للعربية، الأمر الذي سيزيد من مخزون مصطلحاتك الذي قد تكون بحاجة له لو كان عملك يخص أحد الأبواب الأدبية. خلاصة الأمر أنه كلما كان الهدف لرغباتك أكبر، زادت صعوبة تخليك عنه.

بعد أن تكون حددت قائمة بالأمور التي ترغب بالقيام بها، يأتي دور القيام بفلترة
لرغبات الناس التي يطلبونها منك وذلك على النحو الآتي:

·بمجرد أن تستلم طلبا للمساعدة من أحد الأشخاص قم بسؤال نفسك أحد الأسئلة التالية أو جميعها:
o هل أرغب بالقيام بهذا الأمر؟
o هل لدي الوقت الكافي للقيام به؟
o لو قلت “نعم” لهذا الطلب، ما الشيء الذي سيصبح على القول “لا” له؟

في حال لم تكن الأمور واضحة بالنسبة لك، قم بعمل مقياس خاص لترتيب أولوياتك، واسأل الشخص الذي يطلب المساعدة على مقياس الأرقام من 1 إلى 10 كم تبلغ أهمية طلبك بالنسبة لك؟ على أن تذكر له أنه لا يجوز المداومة على استخدام الرقم 10 في كل مرة تطرح عليه هذا السؤال. على سبيل المثال هل يريد صديقك أن تساعده في تدريس أحد أبنائه حتى يتمكن هو من اكمال مهام عمله؟ أم أن الأمر أخطر من ذلك حيث أن صديقك بحاجة لإيصال زوجته التي على وشك الولادة للمستشفى، علما بأنه ليس لديه سيارة؟ لا بد وأنك لاحظت الفرق بين الطلبين.

علينا أن نتذكر دائما ألا ندع رغبتنا بمساعدة الآخرين أن تتحول لنوع من الحمل على كاهلنا يمنعنا من الاهتمام بأنفسنا التي لها الحق علينا أيضا. علما بأن هذه الرغبة تعد إشارة لعدم وجود توازن لحدود علاقاتنا بالآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى