الوقت في حياة المسلم

قيل قديماً الوقت كالسّيف إن لم تقطعه قطعك، وهذا الحكمة المشهورة تدلّ على أهميّة الوقت في الحياة، فالوقت يعتبر عنصراً أساسيًّا في الحياة وهو مظنّة إنجاز الأعمال ووكذلك تهيئة المجال الزمني لقضاء أوقات المتعة والتّسلية والعبادات وغير ذلك من أمور الحياة وشؤونها المختلفة والمتنوّعة، وإن أهميّة الوقت بالنسبة للمسلم تنبع من عدّة أمور نذكر منها:

  • أنّ وقت المسلم هو عمره الذي يقضيه في هذه الحياة الدّنيا ويكون مسؤولاً عنه يوم القيامة أمام الله تعالى، وفي الحديث الشّريف إنّ العبد يسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه فيما أفناه وكيف قضاه، كما يسأل عن الفراغ الذي توفّر له في حياته وكيف شغله، فإن شغله بالمباحات والعبادات وطاعة الله تعالى كان ذلك خيراً له، وإن شغله بالسّيئات كان ذلك شراً له، لذلك على المسلم أن يحرص على أن يقضي وقته بما يعود عليه بالنّفع في الدّنيا والآخرة.
  • وقت المسلم هو مظنّة تنفيذ برنامج المسلم فالمسلم الحريص على تمضية وقته بالنّافع والمفيد من الأمور يحرص على كلّ دقيقةٍ في حياته فتراه يضع برنامجاً لنفسه يحدّد فيه وقت العبادة وقيام الليل، كما يحدّد فيه وقت الرّاحه والتّسلية بالمباح من الأمور، فالمسلم يعلم بأنّ عليه حق اتجاه نفسه وأهله وبدنه فيعطي كلّ شيءٍ حقّه وهذا الأمر يحقّق التّوازن في حياة المسلم ويجعله يعيش في نظام وترتيب يحقّق له السّعادة في الدّنيا والآخرة.
  • الوقت محدودٌ ينتهي وينقضي، والمسلم يدرك هذه الحقيقة فتراه يحرص على وقته ولا يضيّعه في توافه الأمور أو ما لا ينفع، وقيل قديماً يا ابن آدم إنّما أنت أيّام فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك، وكذلك فإنّ هذه الحقيقة تجعل المسلم لا يركن إلى الحياة الدّنيا وزينتها لعلمه بانقضائها بمجرّد موته، فالدّنيا هي رحلة يمشي فيها المسلم زماناً ثمّ يدفن في ثراها، وفي الحديث الشّريف كن في الدّنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل.
  • الوقت نعمةٌ محسودٌ عليها النّاس، فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الفراغ الذي هو من الوقت يعدّ نعمةً من النّعم التي يحسد عليها المرء، ذلك بأنّ الإنسان المنشغل دائماً يتمنّى أن يكون عنده وقت فراغ يجعله للرّاحة أو أداء أعمالٍ معيّنة، وبالتّالي فإنّ الحفاظ على الوقت هو حفاظ على نعمةٍ من نعم الدّنيا الكثيرة.

أخيراً على المسلم أن يتعظ بالأمم السّابقة التي ظنّت أنّها خالدة على وجه هذه الأرض وأن يؤمن بحقيقة أنّ هذه الحياة الدّنيا لو دامت لغيرنا ما وصلت إلينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى