المشاكل الاجتماعية

يتميز البشر في طبيعتهم بقدرتهم على تكوين مجتمعات قوية تبدأ من بناء الأسرة الموجودة داخل البيت الواحد والانتقال ثانية لبناء القبيلة والعائلة الواحدة وانتقالا إلى بناء المجتمع الصغير ثم بناء الدولة ثم المجتمع الأممي ثم المجتمع الإنساني الواسع، ومما يميز المجتمع الإنساني أنه محاسب عن الذنوب الخاصة بكل فرد فيه وانفصال كل فرد فيه عن حالة المجتمع في مشاكله، وفي نفس الوقت المجتمع يقدم تعويضاته الكبيرة لأفراده بالتعاون فيما بين أفراده سواء كان ذلك في المجتمعات الصغيرة التأسيسية كالأسرة أو العائلة الصغيرة، وحتى في مجتمع الأمة الكامل كالامة العربية على سبيل المثال، وذلك ينتج عنه كثير من الحقوق والواجبات، فمن الحقوق التي يحصل عليها الإنسان من المجتمع وفتح الفرصة له لتقديم ابداعاته والنجاح في التقدم الفردي، ومن الواجبات الأساسية على الفرد للمجتمع أن يقدم بنفس الحق الذي يأخذ فيه للمجتمع، ولكن ترابط الفرد مع المجتمع يجعل عملية التواصل فيه ومعه معضلة ومشكلة في أحيان كثيرة حيث يندفع الإنسان بكل قوته ليتناغم مع المجتمع ويتواصل معه مما يدفع به إلى وقوعه في مشاكل ناتجة عن سوء فهم المجتمع له أو بسبب سوء فهمه للمجتمع.

من المشاكل الاجتماعية المشهورة الناتجة عن عدم الوعي بالحقوق والواجبات لدى كلا الطرفين هي الاهمال وعدم الثقة واللعن، بل وتصل في أحيان كثيرة إلى القتل داخل المجتمع للحصول على بعض الحقوق غير المشروعة له، وهذا ينقل عملية البحث إلى طراز أوسع وأكثر عمقا وهو العلاقة الواجب توافرها بين الفرد والمجتمع في الأحوال الاساسية للإنسان فيما يتعلق بمسائله السياسية والاقتصادية والنفسية الخاصة به، والتي تشكل في مجملها عند تعامل الفرد مع المجتمع أو المجتمع مع الفرد القضايا الاجتماعية الأساسية التي تبدأ بحق الإنسان العيش والمنتهية بحق كل إنسان في إثبات نفسه، وهذا على صعيد الفرد أما على صعيد المجتمع فهو أن يبدأ بمجتمع قادر على حماية الأفراد الذي يعيشون فيه وحتى يصل إلى القدرة على الوصول لأعلى درجات الرقي والتسامح داخل أطر ذلك المجتمع، وهذا ينقلنا للحديث عن أشهر المشاكل المتواجدة في مجتمعنا العربي والذي يمكن أن نبدأها بعلاقة الفرد مع اسرته المحيطة به وقد يستلم زمام تلكم المشاكل المشاكل النفسية الناتجة عن رغبة الأهل في جعل ابنهم خيل سباق ليحقق أحلامهم دون الاكتراث بأحلامه هو، وهذه مشكلة كبيرة، أيضا فإن من المشاكل الرئيسية التي تجعل الأمر عائقا كبيرا يمكن أن يسبب الكثير هو ظن الابن أيضا بأن المشكلة من الأهل ومحاربتهم وبالتالي حدوث تلك المشكلة التي لا ينتبه أي طرف من الأطراف لها في حين أن حلها بسيط جدا وهو التعارف بين الأهل والابن فيسمح كل طرف من الطرفين بالتعبير عن ما يجول في خاطره وعقله دون تجريح أو هجوم ويسمى هذا الحل بالحل التعارفي بأن أعرف ما تطمح إليه وأناغمه فيما أطمح إليه أنا فنخرج بحل متوافق سليم بين الطرفين، وإذا استطاع الانسان حل مشاكله المتعلقة في البيت الذي يعيش فيه فلن يجد أي مشكلة في حل المشاكل الاجتماعية مهما كبر حجمها وزادت حدتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى