المراهقات وصدمة خداع الاصدقاء 2019

التعرض للخداع أمر شائع في وقتنا الحالي ،وكلنا يمر به في تعاملاته اليومية ،وكلنا يعاني الكثير من جراء تلك الأزمة ،ويصاب معظمنا بصدمة قد تثنيه عن محاولة التقرب إلى الآخر وقد تدفعه أحيانا إلى إعادة النظر في نوعية أصدقائه. قد يجد المرء منا صعوبة في الاطمئنان إلى الآخرين والاستجابة إلى محاولات توددهم إليه بعد صدمته في أحد أصدقائه ،وهذا يؤثر بالطبع على تعاملاتنا الإنسانية وقد يجرنا إلى الوحدة والانعزال عن الآخرين ،خشية التعرض لتجربة شبيهة.
تتفاوت درجة الصدمة باختلاف طبيعة العلاقة ،فالصدمة أشد وأصعب في التحمل كلما كان الصديق حميما ،وتتنوع طبيعة الصدمة التي قد نتلقاها منه وتتعدد أسبابها ،فهناك من يغتابنا وهناك من يفشي أسرارنا وهناك من يستولي على متعلقاتنا ،وكلها أسباب كافية للإصابة بالصدمة وللإحجام عن التعامل مع بقية الأصدقاء بلطف حتى يتبين لنا الطيب من الخبيث.
تتسبب المنافسة على التفوق في الدراسة أو الأنشطة الرياضية في توتر العلاقات بين الأصدقاء ،وقد لا يجد أحد الحاقدين على نجاحك سوى تدبير المكائد لك أو انتقاد عيوبك أو التحدث عن أمورك الخاصة في وجود الآخرين ،وهذا لا يدل سوى على خبثه وسوء خلقه.
قد يكون الإحجام عن التواصل مع الآخرين الحل الأمثل لتجنب التعرض لخداع الأصدقاء ،ولكن التعاملات اليومية تفرض علينا التواصل مع الجميع دون تفرقة ،وهنا قد تساعدنا خبراتنا الحياتية في مواجهة خداع البعض ومكائد البعض الآخر ،ولكن كيف للمراهق قليل الخبرة أن يفرق بين الكاذب والصادق من الزملاء، وكيف يواجه أزمة التعرض للخداع بمفرده ودون دعم نفسي؟
بإمكان المراهق الخروج من أزمته بسهولة باتباع وسائل متعددة ،ولكنه سيخرج من أزمته أسرع إذا ما وجد العون والمساندة من الوالدين والمحيطين ممن هم في مرحلته العمرية ،ومن بين تلك الوسائل ما سيرد ذكره لاحقا.
البقاء عن بعد من الأصدقاء
لا تتورط مجددا في التواصل عن قرب مع أي من الغرباء والبوح بأسرارك لأي منهم ،وهذا ما توفره التكنولوجيا الحديثة في عالم التواصل الاجتماعي ،فالدردشة مع أصدقاء غرباء كفيلة بالتسلية والشعور بالراحة النفسية ،وإن كانت لا تغني عن التمتع بصديق مقرب يشاركك أمتع لحظاتك ويساندك في وقت الأزمات. اكتفِ بتبادل الصور وبالتندر حول الأمور الشخصية حتى تتضح طبيعة شخصيته وتتعرف أكثر على أخلاقه.
التركيز على أمر مختلف
ابحث لنفسك عن وسيلة تلهيك عن التفكير فيمن خدعك من قبل ومارس رياضة مفيدة أو نشاطا فنيا محببا إلى نفسك. تذكر دائما أن الناس ليسوا جميعا مخادعين وأنه لابد وأن تجد صديقا خلوقا يشاركك اهتماماتك ويحفظ غيبتك ويراعي ظروفك الشخصية.
الخروج من المنزل والمشاركة الفعالة اجتماعيا
لن تستفيد شيئا من الاختلاء بنفسك في غرفتك ،فقط ستضيع عمرك هدرا ولن تجني إلا العزلة والقنوط ،وقد ينصرف الجميع عنك بسبب إعراضك عن التواصل معهم ،ولا حل لذلك سوى الخروج من المنزل والمشاركة الفعالة على جميع الأصعدة ،خاصة الصعيد الاجتماعي. شارك في تجميل منزلك أو الحي الذي تعيش فيه وحاول التخفيف عن المحتاجين ومساعدة المنكوبين بدلا من الاستسلام لليأس.

مقاومة الإحساس بالظلم

ليس من المجدي الشعور بالأسى للتعرض للإساءة أو الشعور بأنك عرضة للخداع لأن بك نقصا في أمر ما ،فهذا لن يجر عليك سوى الاكتئاب والوحدة في المجتمع. كن واثقا من نفسك وراجع نفسك جيدا حاول الوقوف على أسباب تعرضك للخداع ،فربما تكون أنت من منحت صديقك الفرصة للإساءة إليك وشجعته على إهانتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى