المرأة والثـــــــــقة بالنفس 2019

المرأة من الشخصيات التي تمر بعواصف كثيرة في حياتها، فلا تجد من يساندها ولو كان أحب الناس وأعزهم في حياتها، ما يؤثر تأثيرا كبيرا على فقدها الثقة بنفسها والتعثر في مراحل حياتها.
ومن أهم ما يجب أن تتمتع به المرأة الثقة بالنفس.. لكن ما أسباب فقد تلك الثقة؟
– عدم الرضا بما حباها الله من النعم، والنظر للأخريات نظرة حسد وغل.
– الطفولة التعيسة وعدم الشعور بالحب والحنان من قبل الأبوين أو أحدهما أو فقد أحدهما أو كلاهما.
– تعرضها لفشل في حياتها الشخصية والمواقف القاسية مثل الطلاق أو وفاة الزوج، أو الحياة التعيسة مع زوجها، وعدم إشباع رغباتها العاطفية والمادية والمعنوية.
– الإحساس بالوحدة والغربة الدائمة والعزلة عن المجتمع.
– الفشل في الدراسة أو الحياة العملية، أو عدم حصولها على قدر من التعليم والثقافة، يجعلها في موضع مقارنة دائمة بين الأخريات ونفسها.
– الاستسلام للهزيمة واليأس عند التعرض لمشكلة أو عقبة أو فشل ما.
– الشعور الدائم بالنقص والتقصير وعدم الثقة بنفسها وبمن حولها.
– الحرمان من بعض القدر من الجمال ومقارنتها الدائمة بالنساء الأخريات أو قريباتها.
– تخلي أحبائها وأسرتها عنها في الظروف القاسية.
– الاعتماد الكلي في حياتها على الآخرين وعدم مواجهتها للمواقف بمفردها.منقول
– المرأة بطبيعتها عاطفية لأقصى الحدود، وأقسى ما يؤلمها حرمانها من الحب والدفء الأسري، وربما كان ذلك من أكبر عوامل فقدان الثقة بنفسها، وكذلك إذا تعثرت ولم تُوفق في حياتها للإنسان الذي يمنحها الحب والعطف، أو فشلت في بناء أسرة ناجحة، أو قُدر لها عدم الإنجاب.
– الغيرة الشديدة والشعور بالنقص ولو ممن أقل منها جمالا وثقافة.
– الاستغراق في التوافه والأحلام الزائفة، وعدم محاولة الترقي والرقي.
– الخواء الروحي وعدم التوكل على الله تعالى والتوجه بالدعاء أن يبدلها خيرا مما هي فيه.
سبل العلاج
وبعد طرحنا أسباب فقد المرأة ثقتها بنفسها نتطرق في السطور القادمة إلى سبل علاج هذه الحالة:
– الثقة الشديدة بالله تعالى والرضا بما قسمه لك من نصيب في الحياة.
– اعلمي أنه لا قيمة للشخصية أو الجمال بدون الثقة بالنفس، فجمال الشكل ليس هو الجوهر؛ فهناك أجمل الجميلات يفقدن الثقة في أنفسهن ويعشن حياة تعيسة.
– التمتع بالروح النقية وسمو الأخلاقيات والتفاني والإخلاص وإنكار الذات أكثر حلل البهاء للمرأة.
– تخلصي من الغيرة المدمرة، فهذا الشعور يحولك لإنسانة تبحث عن الإطراء الزائف والإعجاب في عيون الآخرين واستجداء الحب والحنان.
– لا تفزعي من انتقاد زوجك أو أبيك أو أخيك أو صديقتك، كوني واثقة من نفسك مهما سمعت ومهما قورنت بسواك من النساء.. اشعري بتميزك.. وتمتعي واستفيدي من مواهبك التي منحها الله إياك.
– ثقي أنه لا توجد امرأة أو إنسان، وهبه الله كل ما في الحياة، فالله سبحانه وتعالى هو مقسم الأرزاق ولا أعني بالرزق المال، لكن الرزق يشمل كل منح الله تعالى من مال وزواج وذرية وجميع النعم.
– ليس اقتناء الملابس والحلي الثمينة هو الوسيلة للفت الأنظار وتميزك ووسيلة لإشباع النقص، فكم من نساء يملكن أغلى وأبهى الثياب والحُلي ،لكنهن يفقدن الأمان النفسي والاستقرار الروحي.
– كم من نساء خلقهن الله بلا جمال ولا ميزة تتميز بها عن سواها، لكن التمتع بخفة الظل وقوة الشخصية غير المسيطرة، ما جعل الآخرين ينجذبون لها انجذابا، وتتمتع بالحب والاحترام.
– تخلصي من الغرور القاتل الكاذب، الذي يعطيك الثقة الزائفة من الخارج، ويتركك خاوية بداخلك.
– امنحي من حولك الحب والحنان والدفء والبذل دون مقابل، تُمنحي ثقة الآخرين وبالتالي ثقتك في نفسك.
– اعلمي أنه لا يوجد إنسان بلغ الكمال، وإذا تخيلت الكمال في نفسك، ستجدينه كمالا وهميا.
– لا تكثري الشكوى، فينفض من حولك..ابحثي في أسباب مشاكلك ونقط ضعفك واهتمي بتربية نفسك وقوميها، فلن يمسح أحد دمعتك ويأخذ بيدك، ولا يوجد أفضل من التوكل على الله تعالى مفرج الكروب، وسامع الشكوى.
– كوني دائما كالوردة الزاهية الزكية، التي تجذب القلوب وتحب الحواس عطرها، وتعشق العين رؤيتها، فالنظافة وحسن الهندام دون مبالغة تعطي الإحساس بالراحة لك ولمن حولك ،وتمنحك الثقة بالنفس.
– لا تنظري للماضي وسلبياته، اجعليه حافزا لك على المضي بثقة في دربك.
– لا تبالغي في الشعور بالذنب والتقصير لنفسك، امنحيها الفرصة لإصلاح ما مضى، ورتق ما تمزق.
– حاسبي نفسك حسابا إيجابيا يدفعك للأمثل فالأمثل والثقة بالنفس.
– إذا فاتك أو لم يُقدر لك الحصول على قدر من التعليم، لا تفقدي الثقة بنفسك، وعليك بالتعلم وتثقيف نفسك، ولا تقارني نفسك بمن حصلن على التعليم العالي أو حصلن على الشهادات الكثيرة، فكم من نساء حصلن على أعلى الدرجات، لكن لا يملكن الثقة بالنفس ولا يتمتعن بمحبة الناس.
وأعرف نساء اندهشن واستنكرن في البداية حينما حدثتهن ونصحتهن بإكمال تعليمهن، والمدهش أن منهن من أتممن تعليمهن مع أولادهن!! فالعلم والتعلم ليس بالكبر والصغر، ومن جَدَّ وجد.
– وأخيرا أهمس لكل امرأة تشعر بعدم الثقة أو إن حياتها توقفت عند لحظة انهزام لا تستطيع التخلص منها، أن تتخطى كل الحواجز وكل قيد وكل لحظة فقدت فيها غاليا، أو فرقت بينهما الأيام، أو عصفت بحياتها الرياح، أو تعرضت للغدر.. أهمس لها أن تحيا الحياة من جديد، وأن تنظر للحياة بعينيها وليس بعين الحبيب الزوج الغائب، ولا أُنكر أن الحياة لها معنى ومذاق آخر في وجود من نحب، وأن الحب مصدر من مصادر القوة في حياتنا، لكن لابد من الاعتدال والاعتداد والثقة بالنفس والاعتزاز بالنفس.
ولا تكوني تلك المرأة المنهزمة.
وأخيرا دعوة لكل شخص بالثقة بالنفس مهما واجه من صعوبات، فمن حق كل إنسان أن تُتاح له فرصة ثانية للسعادة إذا غابت شمسها من حياته، وأن يمارس استقلاله النفسي والعاطفي والاجتماعي، ويكون ذا شخصية مستقلة متناسقة ومتصالحة مع داخله، وينظر للمستقبل بعين الإيمان والثقة بالله تعالى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى