اللهم اجعل رمضانا راحلا بذنوبنا 2019

عباد الله! إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل ولم يبق منه إلا القليل،
فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن فرط فليختمه بالحسنى والعمل بالختام،
فاستغنموا منه ما بقي من الليالي اليسيرة والأيام،
واستودعوه عملا صالحا يشهد لكم به عند الملك العلام،
وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

سلام من الرحمن كل أوان ***- * على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على الصيام فإنه ***- * أمان من الرحمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة ***- * فما الحزن من قلبي عليك بفان

لقد ذهبت أيامه وما أطعتم، وكتبت عليكم فيه آثامه وما أضعتم،
وكأنكم بالمشمرين فيه وقد وصلوا وانقطعتم،
أترى ما هذا التوبيخ لكم أوما سمعتم.

ما ضاع من أيامنا هل يعزم ***- * هيهات والأزمان كيف تقوم
يوم بأرواح تباع وتشترى ***- * وأخوه ليس يسام فيه درهم

قلوب المتقنين إلى هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن.

دهاك الفراق فما تصنع ***- * أتصبر للبين أم تجزع
إذا كنت تبكي وهم جيرة ***- * فكيف تكون إذا ودعوا

كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع! وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع.

تذكرت أياما مضت ولياليا ***- * خلت فجرت من ذكرهن دموع

ألا هل لها يوما من الدهر عودة ***- * وهل لي إلى يوم الوصال رجوع

وهل بعد إعاض الحبيب تواصل ***- * وهل لبدور قد أفلن طلوع

أين حرق المجتهدين في نهاره!
أين قلق المجتهدين في أسحاره!
فكيف حال من خسر في أيامه ولياليه!
ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه! وقد عظمت فيه مصيبته، وجل عزاؤه،
كم نصح المسكين فما قبل النصح! كم دعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح!
كم شاهد الواصلين فيه وهو متباعد! كم مرت به زمر السائرين وهو قاعد
حتى إذا ضاق به الوقت وخاف المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم،
وطلب الاستدراك في وقت العدم.

أتترك من تحب وأنت جار ***- * وتطلبهم وقد بعد المزار

وتبكي بعد نأيهم اشتياقا ***- * وتسأل في المنازل أين ساروا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى