الكاتب الطبال!!.. بقلم طه مدثر

السودان اليوم:

(1)
والطبيب يسأل المرافق مريضتكم دي عندها شنو؟ فيرد المرافق عندها عمارة ناصية!! وبذات الإجابة يسألنا أحدهم إنتاجكم السنوي من الذهب كم؟ فنرد عليه ما بين مائة واثنين طن!! فيقول لنا طيب المارضكم شنو؟ فنرد عليهم المارضنا المؤتمر الوطني!! وأننا ما عارفين الأطنان دي قاعدة تمشي لجيبوب منو؟
(2)
إذا رأيت قوماً (وأنت دائماً ما ترى ذلك في حياتك) يعبدون عجلاً ما فلا تكن مثلهم وتحذو حذوهم و(تحش) وتطعم العجل ولكن وطن نفسك وقل لهم إنك لعملهم من القالين، ثم رأيت كثيراً من شياطين الإنس يعبدون حزباً سياسياً فلا تتبع أهواءهم والحزب الذي لا يتغير لن يستطيع تغيير شيء واللهم عفوك وأننا لا نستحق رضاك فإننا رأينا المنكر ولم ننكره ورأينا المعروف ولم نعمل به.
(3)
على العاملين في أي دولة عميقة في أي بقعة من بقاع الدنيا أن يقوموا بإرسال (كميات كبيرة) من أصوات الشكر والتقدير والعرفان للمعارضين للنظام الحاكم فلولا هؤلاء المعارضون لما تنسم أولئك العاملون مواقعهم.
(4)
أغلب دول العالم تستهلك ما تنتج إلا نحن نستورد منهم كل شيء وحتى مناديل الورق و(البابمبرز)!! وإذا كنا نستعمل مناديل الورق لمسح دموعنا التي تسيل جداول على سوء أوضاعنا فإننا نستورد (البابمبرز) لنضعه على أفواه المسؤولين الفاشلين في حياتنا (وما أكثرهم حين تعدهم) الذين يحسنون ويجيدون كل فنون التبرير والتعليل!!
(5)
كيف يحس بشقاء الناس ومعاناتهم من لا تنقطع المياه عنه ولا يعرف أن سعر برميل الماء في بعض المناطق وصل إلى مائة جنيه؟ كيف يشعر بمآسي الناس من تسري الكهرباء في داره كما تسري الدماء في عروقه؟ كيف يحمل هم كيس الملاح (عدى فات زمن الرجال الذين يحملون قفة الخضار) من يأتيه رزقه رغداً من أرقى المولات وبرنة جوال؟ كيف يشعر بتعب الناس من لا يعاني أزمة مواصلات ولا أزمة وقود؟ وسيارته الفارهة (بل هي سيارة الشعب) متى أدارها دارت ولا تشكو سيارته قلة الوقود وغلاء الإسبير؟ أمثال هؤلاء المسؤولين غرباء عن عامة الناس وإن ادعوا أنهم منهم!!
(6)
لا تعلب دور الشرطي (نفر) إذا كان في إمكانك أن تلعب دور الضابط ولا تلعب دور الراقصة إذا كان في إمكانك أن تلعب دور الطبال، ولا تلعب دور الطبال إذا كان في إمكانك أن تعلب دور الكاتب الذي يمكنه أن يكتب مقالاً رائعا يُمجد فيه والي ولايته (القاعد ساكت) ما دام الكاتب يسبح بحمد الوالي وينال دعواته وعطاياه وهباته ونفحاته المباركة الراقصة أفضل من كثير من الكُتاب أصحاب الطبلة الحادة الإيقاع!!
(7)
نحمدالله أن لدينا فضائل سالبة لا يستطيع أن يقربها إلا أصحاب الفضائيات والإذاعات والصحف وهي فضيلة (الضحك على الذقون) فتجد صاحب الفضائية يتوهط الاستديو الفاخر فيجلس ويثرثر ويبربر ويروي ويحكي
عن حكايات وعجائب وغرائب كان هو بطلها ومحركها الأول والأوحد ويستشهد في ذلك بمن سكن القبور أو سكت لسانه ولم يرد أن يصحح ذكريات وحكايات صاحب القناة ومسعولين من الخير، قناة مثل قناة أم درمان هل هي تعبر عن أهل أم درمان (ناس الأمراء والعرضة والهاشماب والموردة والملازمين وبيت المال.. الخ) مثلها مثل قناة الخرطوم أو الشمالية أو جنوب دارفور تعبر عن حال أحوال من تنطق بأسمائهم؟ وباسم من تتحدث قناة أم درمان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى