القواعدالعشره حتى تدوم العشرة(الجزءالاول) 2019

سيدتي العزيزة الرقيقة حواء.. أعلم وأُقدّر كمّ المعاناة التي تتكبّدينها بسبب الرجل الذي أعترف أنه في كثير من الأحيان بيكون “دبش” في بعض كلماته وعباراته، مما يحوّل الحياة الزوجية بينكما في كثير من الأحيان لعرض مستمر للخناق، وبالتالي تستحيل الحياة بينكما، ويعيش كل طرف في عالم مغاير لذلك الذي يعيش فيه الآخر، وينظر كل طرف للآخر باعتباره كائنا فضائيا هبَط لتوّه من طبق طائر من كوكب “بلوتوث” (آه.. باقلش.. فيه مانع!!).

وبالتالي.. فأنا أُحاول في تلك السطور القليلة القادمة أن أُقدِّم لعزيزتي حواء “مانيوال” (كُتيّب) يمكن من خلاله إيجاد لغة خطاب وتواصل؛ لتتمكّني من تفسير بعض تصرّفات الرجل التي ترينها خرافية فضائية، بينما يرى فيها هو منتهى الطبيعية والمنطقية، وأنكِ أنتِ من تشذّين عن هذا المنطق.

لا تثيري أي مشكلة مع زوجك عند عودته من العمل

1- بلاش النكد من على الباب
القاعدة الأولى في قائمة ضبط وتشغيل الرجل، والتي لا يجب ولا يجوز بتاتا إطلاقا أن يتم تجاوزها أو التغاضي عنها؛ هي تجنّب إثارة أي موضوع شائك مع الرجل بمجرد عودته من العمل؛ لأنك بهذا تقومين بما يُسمّى “إعادة ضبط المصنع للرجل”؛ بمعنى أنك ستستفزينه لدرجة تعيده لبدائية الماضي، وبالتالي فلتتوقّعي منه وقتها أي رد فعل تتخيّلينه أو لا تتخيّلينه.

وإذا كنتِ تعارضين ما أقول؛ فلتحاولي معي أن تتخيّلي كيف يسير يوم زوجك بالعمل، فهو يذهب أولا لعمله في الثامنة أو التاسعة صباحا، بعد ساعة على الأقل قضاها في مواصلات أفضل ما فيها البهدلة داخل علب الميكروباصات المحشوّة بشر بالبندق، ثم يستلمه مديره الذي يعاني على ما يبدو من قهر زوجته، فيمارس بدوره القهر ذاته عليه، ثم يكون مطالبا منه بعد ذلك أن يعمل بشهية مفتوحة، ويتحمّل سخافات العملاء -إن كان يتعامل مع الجمهور- أغلبهم يسألون السؤال نفسه 300 مرة مكررا ولكن بصيغ مختلفة، ثم يعود إلى بيته في مراجيح المواصلات ذاتها التي عانى منها صباحا، وسط ضجيج وزحام وإرهاق جسماني وجوع ورغبة في الراحة، وهَم يطبق على صدره بسبب سخافات عديدة تعرّض لها ثم يفاجأ بـ”حمد الله على السلامة يا حبيبي.. مديرة المدرسة عايزة 500 جنيه قسط مدرسة طارق”.

طبعا يمكنك تخيّل رد فعله الذي سيكون -وفي أفضل الأحوال- الصراخ في وجهك -وذلك على افتراض حُسن النية وحسن أخلاق زوجك أيضا- وستُصدمين أنتِ طبعا برد فعله الذي ستعتقدين وقتها أنه رد فعل مبالغ فيه وافتعال لمشكلة غير موجودة، ولكن الخلفيات والظروف التي مرّ بها قبل أن “تُضلميها معه” ربما غائبة عنك.

وبالتالي التعامل الأمثل في هذه الحالة، هو أن تستقبليه بمجرد عودته من البيت بابتسامة مشرقة وليست ابتسامة تقضية واجب، وقُبلة رقيقة، وترافقينه في غرفة النوم حتى ينتهي تماما من تغيير ملابسه، وتسأليه عن أحواله، وكيف قضى يومه بالعمل حتى يشعر أنك مهتمة به ومهتمة بهمومه، وبشّريه بأنك على وشك الانتهاء من الغداء حتى وإن كنتِ تكذبين؛ فالكلام وحده سيُريّحه نفسيا، ويخفّف من آثار الجوع عليه.

بعد الغداء وبعد أن يرتاح وتصل الطمأنينة والسكينة إلى قلبه؛ يمكنك وقتها أن تطلبي منه الـ500 جنيه بخفة دم وبمقدمات من نوعية “فيه خبر وحش بس ماتضربنيش”، واتخذي وضعية الدفاع عن النفس، وكأنك تتحاشين ضربه، وصدّقيني وقتها ستنتزعين منه ابتسامته غصبا عنه، وسيكون وَقْع الخبر أخف وطأة عليه مئات المرات عن لو سمعه بمجرد عودته للمنزل، وسيكون ذهنه أكثر صفاءً وأكثر قدرة على حل المشكلة وإيجاد حلول، ولن يغضب منك؛ لأنه وقتها سيكون هادئ النفس والطباع وراجح العقل وقادرا على تفهّم أن المشكلة ليست مشكلتك بل إنك مجرد ناقلة لها.

إياكِ وأن تختبري صبر زوجك على الجوع تحديدا

2- ماما لأ
لا تُفشين سرا له مع والدتك أبدا مهما كانت الظروف، وأنا بالطبع أتفهّم العلاقة الخاصة التي تجمع الفتاة بأمها، ومتفهم أنها تعوّدت أن تحكي لها كل شيء منذ الصغر، ولكن الرجل لم يتعوّد على ذلك، لم يتعوّد أن يفشي أسراره سوى لمن يريد، ويعتبر الإفشاء بأسراره إهانة موجّهة لشخصه وتعرية له أمام الآخرين، ورد الفعل وقتها سيكون عنيفا وقد يتطوّر في بعض الأحوال إلى الانفصال لا قدّر الله، وإذا كان لا بد وأن تتكلّمي مع والدتك فليكون ذلك في الأمور العادية غير المصنّفة أسرارا؛ لأن الرجل لا يتسامح ولا يأمن لامرأة سرّبت ما يدور بينهما خارج جدران المنزل، وستضيعين بذلك أفضل ما في الزواج السعيد ألا وهو السكينة.

3- إلا الأكل
إياكِ وأن تختبري صبر زوجك فيما يتعلّق بالطعام تحديدا، إياكِ وأن تعاقبيه بسبب خلاف بينكما بالامتناع عن إعداد الطعام؛ لأن في ذلك إهانة له، فيعتبر هذا التصرّف تعمّد لإذلاله ولن يُسامحك عليه أبدا، فضلا عن عواقب هذا التصرّف من غضب غير متوقّع بسبب الحالة النفسية التي يفرضها الجوع على زوجك، وبالتالي فردود أفعاله غير محسوبة وغير مضمونة، ولا تعتبري ذلك نوع من أنواع الفجع؛ فالتكوين الجسماني للرجل يفرض عليه نوعية مختلفة في التغذية غير تلك التي تحصلين أنتِ عليها، وربما يمكنك ملاحظة ذلك من اختلاف الأوزان دائما بين الرجل والمرأة.

احذري أن تستغلي ضعفه أمام دموعك كثيرا

4- الدموع النووية الفتّاكة
في حال تطوّرت الأمور بينكما وبدت المشكلة وكأن لا حل لها، وقتها يجب عليكِ استخدام السلاح الأكثر فعالية، ذلك السلاح الرباني الذي منحه الله عز وجل إياكِ، ألا وهو البكاء؛ فنحن كرجال ننهار بمعنى الكلمة عندما نرى دموع امرأة تنساب من عينيها، ننسى أي شيء وكل شيء، نتسامح ونصفح في ثانية واحدة، بل وقد نصالح من أخطأوا في حقّنا رغم أنهم هم مَن أخطأوا، ولكن احذري أن تبتذلي هذا السلاح وتستخدمينه كثيرا بدافع الاستسهال، فلو تعوّد زوجك أنك تفتعلين البكاء فعليه العوض ومنه العوض.

5- الشتيمة جريمة
إياكِ و”الشتيمة”.. أنا بالطبع أقدّر أن زوجك في كثير من الأحيان ما يكون مستفزا، ولكن لا تعطيه الفرصة أبدا لاستدراجك لهذا الخطأ الذي قد لا يغتفر أحيانا، فتوجيه السُباب لزوجك سواء كان فاحشا أو غير ذلك هو أولا إهانة لكرامته التي يعتزّ بها كثيرا، ثانيا هي إهانة من إنسانة لا يتوقع منها رد الفعل هذا على الإطلاق، فضلا عن أنكِ لن تأمني رد فعله هو إذا قمتِ بسبّه، قد يكون من ذلك النوع الذي لا يمكنه التحكّم في انفعالاته وتتطوّر الأمور لمنحى في منتهى السوء، بخلاف أن زوجك لن ينسى لكِ أبدا أنك سبّتيه في يوم من الأيام، وستظلّ تلك العبارة سدّا مانعا بينكما إلى الأبد، وبالتالي عوّدي نفسك ألا تنجرفي لهذا الوحل أبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى