السترات الصفراء ليته طوحنا!!.. بقلم طه مدثر

السودان اليوم:

(1)
الالحاد في الحركة الاسلامية ، والفساد في حزب المؤتمر الوطني لا تعليل لهما سوى أنه طبيعة فيهما!!والطبيعة جبل ، ومن الصعب أن تدك الجبل او تنزل منه!!
(2)
يبدو لي أن لا أحد في السودان ، يسعى خلف التغير ، ولكن لا أحد يستطيع أن يهرب من أمامه ، فان جاء فمرحباً به ، وإن تأخر فهو وشأنه ،ولكن الحقيقة أنه آت آت!!مها رأى البعض أنه ليس بقريب.
(3)
من يرى إحتجاجات اصحاب السترات الصفراء في فرنسا ، ثم يدرك أن الرئيس الفرنسي الشاب ماكرون وصل الى الحكم بالانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة ، ويدرك أن الاغلبية الفرنسية إنتخبته ليأتي لها براحة البال والرخاءوالخ ،ولكن ذات الاغلبية تريد رحيله لذات الأسباب البحث عن راحة البال والرخاء والخ.أرحل ياماكرون..خلى عندك دم ، فإن سقف الطموح عند اصحاب السترات الصفراء ،إرتفع الى مستويات عالية(اريتو طموحنا) فمهما تراجعت عن قراراتك الاخيرة ،فإنه لن يرضهم إلا رحيلك. ملحوظة :ليس بالضرورة أن من جاء بالصندوق أن يرحل بالصندوق ، فقد جاء الرئيس المصرى المعتقل دكتور محمد مرسي بالصندوق ،ولكنه لم يرحل الصندوق ، فيجب أن لا يصدق ماكرون أنه جاء بالصندوق ، ولا بد أن يذهب بالصندوق..فالشعوب حسابات تختلف عن حسابات الرؤساء والملوك والامراء ،ويبدو لي أن أصحاب السترات الصفراء.يريدون التشبه بثورات الربيع العربي فجاؤا بسترات وثورات الشتاء الغربي.!!
(4)
لا أقول لكم إن السودان(قاب قوسين)ولكن السودان(قاب قوس) أو (أقل من قوس أو نص أو ربع قوس)من الوصول إلى وين؟.كلما سألنا أحد الخبراء والمحللين السياسين(السودان واصل لوين) يردوا علينا رداً مبهماً. فاذا كان هولاء العباقرة لا يعرفون السودان واصل إلى اين..فهل تريدون منا نحن (العنقالة)أن نعرف السودان واصل لوين؟
(5)
حكومة الوفاق الوطنى الثانية لا (جذر ولا فرع ولا ورق ولا نسيم ولا طل ولا ثمر) تغريد فقط ، وبالمناسبة اول من غرد في ظل الانظمة الشمولية والديكاتورية ، كان شاعر الشعب الراحل المقيم محجوب شريف حين قال(نغرد ونحن في أسرك)ومن (ديك وعيك)إنطلقت شرارة التغريد حتى اصبح التغريد رئاسياً ،الرئيس الامريكى ترامب مثال ورؤساء آخرين.
(6)
هذا الجيل الحديث ، جيل مابعد الثورة المباركة والميمونة ،ثورة الانقاذ الوطني ، هو جيل مظلوم ظلم (شديد)فهو لم يسافر بالقطارإلا ماندر. ولم يلعب الدافوري(شاطر في لعب الليدو )ولم يعرف كثير من الالعاب الشعبية(حرينا وشدة وأم الصلصل وشليل وينو؟)ولم يخرج فى مظاهرات طلابية(عندما كان الطالب في سنة سادسة ابتدائي طالب بلغ سن البلوغ وأصبح راجل كبير.)وجيل اليوم يتظاهرون عبر الاسافير فقط إلا من رحم ربك ، وهذا الجيللم يحضر زمن الشاي الجد جد ، شاي الصباح وتوأم روحه صحن اللقيمات(هم يسمونها زلابية)ثم شاي عقب كل وجبة. وصولاً الى شاي المغربية.اما الجبنة(هم يسمونها القهوة).فحدث ولا حرج ، وهذا الجيل لم يعرف (الأكل الصاح)عندما كانت اللحوم زبوناً معتمد اًعلى (الصواني والصحون) ولا تخلو وجبة من اللحمة ،بل كنا نتحايل على قرار الرئيس الراحل جعفر النميري,بمنع الذبح يوم الاربعاء ،كنا نتحايل بشراء اللحم يوم الثلاثاء مضاعف(لأنو بكرة الاربعاء مافي لحمة) واليوم هذا الجيل لا يعرف اللحمة إلا فى المناسبات(فرح أو ترح) أو في عيد الأضحى..وكان .عندما يأتيك ضيف ،تفرح به ،وإكراماً له تذبح له (خروف سمين)ولم يستطع يذبح له(حمل او تيس)وأقل إكرام للضيف أن تذبح له ديك أو دجاجة..ولكن اليوم أنظر الى الحال الضيوف أدركوا أن الاوضاع لا تتحمل المزيد من الصرف ،فأ صبجوا لا يأتون إلا (للشديد القوى) وأنظر لكيلو اللحمة بكم؟وأنظر لكيلو الدجاج.هم يسمونها فراخ بكم؟ وبعد كل هذا علينا التسليم والرضا ،ونردد مع المرددين(إنتو دايرين تبقوا زى سوريا ولبييا)؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى