الرجل الشكاك سبب الفزع الأكبر لكل زوجة 2019

تعيش بعض النساء في سجن يضيق عليها كلما مر الوقت، تستنشق الخوف في كل لحظة وتفتقد الأمن والأمان، أشعر بالرعب من كل إنسان تتعامل، ومن نظرات شرسة تترقب حتى خطواتي المحدودة”.
هذه المشاعر تنتاب كل زوجة تشكو من شك زوجها تجاهها، وبعدم ثقته فيها وفي تصرفاتها، ويتفنن في اسقاط التهم البشعة عليها، لا لشئ يخص أخلاقها، بل لسلوك مرضي لديه، فماذا تفعل الزوجة مع هذا الرجل الشكاك؟!.
الشك يتطور في الثلاثينات والأربعينات
ويؤكد خبراء علم النفس أن الشك الزوجي يتطور في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، بحيث يلجأ الزوج إلى البحث والتمحيص بكل ما يخص زوجته”، والذين أكدوا أيضاً على أن “الشك مرض مرتبط باضطراب الشخصية، وأحد أسبابه الخبرات السابقة بنساء عرفهن الرجل من قبل، ليصبح التعميم لديه على كل النساء، وهذا المرض نتائجه تكون خطيرة، ويمكن أن يتطور هذا المرض إلى حد قتل الزوجة”.
الجرح النرجسي
وعند سؤال الدكتورة رضوى فرغلي المعالجة النفسية وخبير العلاقات الزوجية حول لماذا يهرب الرجل من الزواج بامرأة لها ماضي، وما الذي يدفع الرجل إلى سلوك الشك قالت “يُعد الجسد أبرز العناصر التي استخدمها الرجل كسلاح فعال للسيطرة على المرأة، فأصبح مألوفا أن يتردد على ألسنة النساء والرجال أن المرأة مِلك لزوجها ويقصدون بذلك الملكية الجسدية، من هنا يشعر الرجل بالجرح النرجسي إذا عرف أن زوجته كانت لها تجارب سابقة على الزواج، وتحديدا تجارب جنسية، رغم أنه لم يكن يعرفها في ذلك الوقت، لكن الأمر يتعلق بعشق الرجل لذاته وتمسكه بأسطورة سيطرته على المرأة، فإذا ضاعت منه عذرية جسدها وهي الشيء الوحيد الملموس والمنظور، ماذا سيتبقى له منها؟! هل سيظهر في الليلة الأولى من الزواج ليباهي بقية الرجال بفكرها وثقافتها ووعيها العميق وتعليمها الراقي أو حسبها ونسبها العريق؟! إضافة إلى أن زواجه ذات التجارب السابقة يُشعره بأنه في منافسة مستمرة مع رجل آخر حتى وإن لم يعد موجودا بالفعل، إلا أن وجوده الرمزي يهدد كيانه النفسي لأنه يعتبره سلب منه شيء كان يتمنى أن يمتلكه وحده دون شريك”
احذري من علاقات قبل الزواج
في الوقت نفسه، تنصح الدكتورة رضوى النساء قائلة “من المهم أن تفهم كل فتاة أن سلوكها وتصرفاتها مرهونان بالمجتمع الذي تعيش فيه، وثقافته، ومدى تقبله لحرية أفراده التي غالبا ما تكون منقوصة ومُراقبة، وأن عليها أن توازن بين عاطفتها وبين النتيجة المترتبة على إشباعهما، فغالبا لا يتقبل الرجل العربي تاريخ أو ماضي المرأة، وبالتالي من الأسلم والأكثر أمانا لها ألا تستسلم جسديا لشريك وإن كانا في مرحلة ما قبل الزواج حتى لا تدفع وحدها فاتورة رغبة مشتركة وتعاشر “رجلا” لا يحترم تجاربه بما لها وما عليها، ويمتلك من ازدواجية المعايير ما يجعله يعتبر فعلا واحدا شيئا تافها لنفسه، يبنما إثما عظيما لغيره”.
وأضافت د.رضوى “علينا كمجتمع وأفراد أن نحتكم إلى فكر بناء يجعلنا نتعاطف مع المرأة التي مرت بتجارب فاشلة ونعيد تأهيلها مرة أخرى وصياغة حياتها بطريقة تؤثر إيجابياً عليها وعلى المحيطين بها، لأنها منذ البداية لم تكن نبت شيطاني فاسد، إنما هي نتاج أسرة ومدرسة ومجتمع لم يقم بدوره على وجه صحيح ومتكامل.. من هنا الشعور بالمسئولية مهم بدلاً من إلقائها على شخص واحد، فالمجتمع الذي يوصم كل من يشذ من أفراده ويعاملهم بطريقة فوقية، هو أشبه بجسد يفقد أعضائه بالتدريج حتى يصبح كلاهما أشلاء مشوهة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى