الحركة أوجدت البشير من عدم فشطبها من الوجود! .. بقلم: عثمان محمد حسن

السودان اليوم

* موسى كرامة، وزير التجارة، وزير شجاع و لكن من ورق.. و الحكومة كلها حكومة على الورق، فكم تم شطب حكومات سبقتها و تم رسم حكومات أخرى على نفس الورق..

* قطاعات متخصصة في حزب المؤتمر الوطني هي التي تشكل الحكومة الحقيقية المنوط بها إدارة شؤون السودان من وراء الكواليس..

* فالقطاع الاقتصادي في الحزب ، مثلاً، مسئول عن جلب الأموال للحزب على جثة اقتصاد السودان.. و هو مسئول عن استدامة قوة الحزب ماليا.. و مسئول عن توجيه الأموال العامة المهربة للاستثمار في الخارج لمصلحة الحزب.. و اعتماد أرباح مئات الشركات الحكومية لدعم الحزب بعيداً عن عين الوزير المسئول على الورق..

* و من الشعور بالعجز و قلة الحيلة، صرخ وزير التجارة، موسى كرامة، صرخة عبر فيها عن فشله في مواجهة متنفذي حزب المؤتمر الوطني المسئولين عن تلك الشركات و قال: “… فشلنا في حصر الشركات الحكومية وفي ناس ناديناهم قالوا ما جايين – كو – وديل ناس عندهم قوة ما بنقدر عليهم”

* إن الموضوع أكبر من وزير التجارة.. بل و أكبر من كل من يتولون مسئوليات وزارية على السطح؛ فإن مسئولية القطاعات المتخصصة المختلفة في الحزب هي التي تحدد الخطوط (الدقيقة) لمهام وزراء جميع الوزارات الصورية..

* فلا تتكالبوا نقدا و تجريحا على الوزراء المساكين.. كفاهم بؤسا أنهم وزراء بلا حقائب وزارية حقيقية يتصرفون بمقتضاها وفق رؤاهم بحرية تامة..

* هناك حكومة ( عميقة) تخطط و الوزراء، الذين على الورق، ينفذون و يتحملون وزر مخططات فاشلة ليست من بنات أفكارهم، إذ يقع الوزر على الحكومة الحقيقية الرابضة في دار حزب المؤتمر الوطني القابع في شارع المطار.. و على رأسها يربض البشير المسئول الأول عن مآسي ملايين السودانيين بلا منازع..

* و الشعب السوداني الجائع المفجوع يعلم ذلك و يصب لعناته بغبينة المكلوم على حزب المؤتمر الوطني دون أن يربطه بالإسلام و الحركة الإسلامية.

* لكن الحركة الإسلامية تتباهى بأنها هي التي خلقت حزب المؤتمر الوطني ( بما فيه البشير) و أن حزب المؤتمر الوطني هو الذي خلق الحكومة.. و إن صح هذا الكلام في بدايات الإنقلاب، فإنه لا يصح الآن حيث أن البشير هو الذي يخلق موات المؤتمر الوطني.. و يفعل ما يريد و يختار.. بل و شطب الحركة الإسلامية من الوجود (الفعلي)، رغم أنها هي التي خلقته من عدم..

* و لتأكيد تسلط حزب البشير على التشريعات يقول محمد مصطفى الضو، نائب رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني: ((سنسمح للأحزاب تنوم مع صناديق الانتخابات للصباح عشان ما تقول زوروها))!!.. و (سنسمح) هذه تعني أن للقطاع السياسي للحزب اليد الطولى في رسم قانون الانتخابات و في تمريره.. و أنه هو الذي يرسم جميع مسودات القوانين التي تعرض على البرلمان.. و هو الذي يمررها..

* و التنسيق دائم بين قطاعات الحزب بتخصصاتها المختلفة لتأمين سيطرة النظام على الأحداث في السودان.. و تتم مؤامرات الحزب بسرية تامة..

* فلا غرابة في أن يحتكر القطاع الاقتصادي السماح بالكشف أو عدم الكشف عن تجنيب الأموال في المؤسسات و الهيئات الحكومية.. و أن لا يسمح للشركات الحكومية أن تكشف عن نفسها لوزير التجارة..

* و نعيب على، موسى كرامة، وزير التجارة، أن صرخته اليائسة لم تتبعها إستقالة مسببة من الوزارة.. كما نعيب عليه أنه لم يفصح لنا عن المتنفذين الذين دعاهم و رفضوا الدعوة قائلين: “كو! ما جايين!”

* و للعلم، فإن كلمة (كو) هذه كلمة تستخدم في غرب السودان لتأكيد الرفض المغلظ.. و أعلى ما في خيلك أركبو!!

osmanabuasad@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى