الحب وحده لا يكفي2019 , تربية الاولاد من منظور علم النفس

يظن الأهل أن أهم شيء و أهم هدية يقدمونها لأبنائهم هو الحب. لكن الأهل غالباً ما يقومون بأمور عقيمة أو حتى مؤذية باسم الحب.
إذن ما الذي يجب أن يترافق مع الحب حتى نعطي أولادنا ما يساعدهم على النمو و النجاح و الوصول إلى أن يكونوا قادة في المستقبل؟

قد تقول إحدى الأمهات على سبيل المثال: «أنا أعطي أولادي كل ما يريدونه لأني أحبهم»،
و تقول أخرى: «أجعل أولادي يعملون جاهدين من أجل أي شيء لأني أحبهم فالعالم الخارجي قاسٍ».
ينتقد الأهل أولادهم و يعاقبونهم و يدللونهم، كل هذا باسم الحب.
نادراً ما يكون الحب هو المشكلة في التربية. إذا ما راقبت ابنك و هو ينام ليلاً في سريره فأنت تعرفين كم هو غامر ذاك الشعور بالحب. لكن الحب يكون فعالاً عندما يمتزج بالحكمة وبمهارات تربوية فعالة و بالقدرة على التفكير في النتائج الطويلة الأمد لقراراتنا.
من حسن الحظ أن الأبحاث و التجارب تعطينا معلومات جديدة يومياً تقريباً حول أفضل طريقة لتربية أطفال قادرين وأصحاء.
دافع الدكتور درايكر وهو أحد رواد الطب في دراسة و فهم سلوك الأولاد ،عن العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل و وجد أن الأطفال يحتاجون إلى حس الانتماء إلى عائلاتهم و أهميتهم فيها أكثر من الحب وحده.
لِمَ الانتماء والأهمية مهمان:
يتعلم الأولاد عن الحياة في إطار العلاقات و تُعتبر علاقاتهم الأولى هي الأهم. و بغض النظر عن الجنس أو المظهر أو الموهبة، يحتاج كافة الأولاد لأن يعرفوا بأنهم ينتمون إلى عائلاتهم و بأن ثمة مكانا لهم فيها.
يحتاج الأولاد لأن يعرفوا بأنهم مقبولون من دون قيد أو شرط وبأنهم محبوبون على الرغم من سلوكهم الصعب أحياناً.
آمن الفرد ادلير و هو طبيب رائد في علم النفس بمعاملة الأولاد باحترام لكنه رأى أن التدليل و الإفراط في الغنج يعيقان التربية و يؤديان في نهاية المطاف إلى مشاكل اجتماعية و سلوكية.
تشكل أفكار الدكتور ادلير أساس نظريات التربية و التعليم الديمقراطية التي تعتبر اليوم الأكثر فاعلية في تعزيز النمو الصحي للدماغ والعلاقات القوية.
يحتاج الأولاد لأن يشعروا بأهميتهم الخاصة أي أن يعرفوا أنهم مهمون بغض النظر عما يفعلونه أو ينجزونه، وأن الخيارات التي يقومون بها في الحياة مهمة.
في الواقع، يرى الدكتور أدلير أن لدى كل البشر رغبة غريزية في التواصل مع المجتمع المحيط بهم وفي إعطاء شيء في المقابل.
الأولاد الذين يعرفون أنهم ينتمون إلى عائلاتهم و عالمهم وأنهم مهمون فيها، يصبحون على الأرجح أفراداً قادرين ومنتجين في مجتمعاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى