الامان الاسري مسؤلية مشتركة 2019

سلآم من الله عليكم ..
الأمـــان الأسري مسؤولية مشتركة

شأن كل الخدمات التي تحصل عليها بالحياة ، تحتاج المشاعر ، أيضاً ، إلى أن نقدم مقابلاً لها ، فلا يعني كونها ، مشاعر ألا تقدم مقابلاً لها ، نعم ربما تبدأ الشرارة الأولى للمشاعر من بدايةالحياة الزوجية وتمر الأيام بسعادة وهناء ، لكن سرعان ما يتبدل الحال ، وتنقلب نظرات الإعجاب إلى إعراض متبادل من كلا الزوجين ، أو مناوشات وسجالات كلامية قد تنتهي بهما ، لا قدر الله ، إلى ما لا يحمد عقباه ، من تعدي أحد الطرفين على الآخر بالقول أو الفعل أو الانفصال .سيناريو لم يكن متوقعاً على الإطلاق لزوجين عاش كل منهما إل جوار الآخر أحلى الأوقات ، فما الذي تبدل إذن ، حتى تسوء الأمور على هذا النحو ؟
إن ترك الزوجة بمفردها في المنزل فترات طويلة من قبل الزوج ، وإطلاق ساقيه بين العمل نهاراً والأصدقاء ليلاً ،من شأنه أن يؤدي إلى تلك النتائج المخيبة للآمال ، أيضاً تركيز الزوجة على علاقاتها بأهلها وصداقتها وعلاقاتها الإنسانية التي كانت تقيمها قبل الزواج على حساب الاهتمام بالزوج وقضاء فترات طويلة من اليوم حوله أيضاً من شأنه أن يؤدي إلى ذلك . وما هذان إلا مثالان من عشرات الأمثلة التي يمكن أن نضربها لأزواج ، رجال ونساء على التوازي ، يشعر كل منهما أن دوره في العلاقة الزوجية بين هؤلاء وشركاء علاقاتهم الزوجية تتحول إلى واجب يؤديه على مضض ، بل قد يتطور الأمر لما هو أخطر في ظل حالة البرود العاطفي التي تهيمن على تلك العلاقات إلى أن يتطلع أحد طرفي العلاقة إلى الانفصــــــال .
وما ذلك إلا للجفاء المتتالي ، والإهمال المزمن من قبل أحد الطرفين أو كليهما . ولقد أثر ابن عباس أنه قال : (( إني لأتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي )) ، فلما سئل عن ذلك قال : ” أو ليس الله يقول : (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) . إذ نصل إلى نقطتين غاية في الأهمية . أولاهما : تزين الزوج لزوجته والزوجة لزوجها .
ولعلنا نلفت هنا إلى أن التزين لا ينبغي أن يكون في الملبس وحسب ، بل ليشمل ذلك اللفظ والنظرة وأسلوب النقاش ، وكل ما يجعل أحد الزوجين جميلاً في عين شريك حياته . والنقطة الأخرى هي أن هذا التزين ليس واجباً على المرأة وحسب ، فمن الظلم بمكان أن نٌحمل طرفاً واحداً واجبات علاقة قائمة على الشراكة ، وليس التملك أو الاستعباد ، يتأكد هذا من قوله تعالى : ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) .إذا ً نؤكد مجدداً ، أن حياتنا الزوجية وأماننا واستقرارنا الأسري كلها أمور تحتاج منا إلى أن نبذل بعض المجهود ، حتى نسير على خير ما يرام لها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى