الاحساس بالوحدة 2019

في دراسة لمعهد جوتوليو فارغاس البرازيلي للدراسات الاجتماعية والإستراتيجية تبين أن الشعور بالوحدة لا يعني بالضرورة بقاءك وحيدة في ركن من أركان هذه الدنيا؛ لأن وحدتك قد تكون ذات منشأ عاطفي وهي من أخطر الأنواع.

فمن هذا المنطلق فإن العازبة قد تشعر بالوحدة رغم وجود الملايين من حولها، ورغم وجودها بين مجموعات كبيرة من الناس.

ذلك يقودنا إلى التطرق لموضوع آخر وهو الانطوائية التي تؤدي إلى ما أطلقت عليه الدراسة الشعور بالوحدة لأسباب عاطفية. فالانطوائية، بحسب الدراسة، لا تستطيع التفاعل عاطفياً مع المجموعة.

أخطاء شائعة

أوضحت الدراسة أن هناك أخطاء شائعة حول شعورنا بالوحدة، ويأتي على رأسها:

فرض الشعور بالوحدة على الذات بعد أزمة عاطفية. فصحيح أن العازبة قد تحتاج إلى وقت مع ذاتها؛ لإعادة النظر في مواقف شخصية أدت إلى حدوث تباعد عاطفي مع شخص عزيز على قلبها، ولكن ذلك يجب ألا يستغرق طويلاً؛ لأنه قد يتأصل فيها. وينصح كثير من العلماء بأنه في حالات التعرض لأزمة عاطفية ينبغي على الأنثى التقرب أكثر من المجموعة لمحاولة التخلص من الوحدة المفروضة.

تعتقد الكثيرات أن أحداً لا يستحق صداقتهن. ولشرح ذلك قالت الدراسة: إن هناك فتيات يضربهن الغرور يعتقدن أنهن فوق الجميع. وهذا الاعتقاد يمكن أن يتأصل فيهن أيضًا فينقلب إلى شعور دائم يؤدي إلى ابتعاد الآخرين عنهن. فليس هناك من يحب أن يختلط بالمغرورات.

هناك خطأ آخر شائع وهو الخوف من بناء صداقات جديدة بعد فقدان الثقة بالآخرين، بعد التعرض لموقف تشعر فيه الفتاة بأن أحدًا قد خانها. وقالت الدراسة: «يجب دائماً أن يتوافر الحد الأدنى من الثقة بالآخر؛ لأنه بدون ذلك تصبح الحياة بمثابة الغابة التي تحتوي على كائنات كثيرة تعيش بمفردها؛ لخوفها من مخلوقات أخرى تشاركها العيش في الغابة ذاتها».

المرأة تشعر بالوحدة أكثر من الرجل

إن القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة في كثير من المجتمعات من شأنها أن تجعلها تشعر بالوحدة أكثر من الرجل. ففي أغلبية مجتمعات العالم يتمتع الرجل بهامش أكبر بكثير من المرأة من حيث حرية الحركة، وبناء الكثير من الصداقات، ولكنها هي تبقى أسيرة قيود ربما تكون وهمية ولكنها موجودة وتؤثر على حالتها النفسية من حيث شعورها بالوحدة. فإذا كانت منفتحة وقادرة على بناء صداقات كثيرة فإن المجتمع يتحول ضدها، وتكثر الأقاويل حول تصرفاتها.

وأضافت الدراسة: «هذه القيود الاجتماعية تفرض على المرأة في أغلب الأحيان كبح نفسها، والانغلاق على نفسها؛ لتفادي القيل والقال حول تصرفاتها وسلوكها الاجتماعي.

شبكات التواصل لا تزيل الوحدة

رغم وجود شبكات كثيرة للتواصل الاجتماعي على الإنترنت فإن الفتيات العازبات مازلن يشعرن بالوحدة. فالتواصل مع الآخرين بشكل شخصي يعتبر أكثر فاعلية، ورغم إمكانية التحادث والتواصل مع المئات، بل والآلاف من الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي فإنهن يشعرن بأن كل ذلك يحدث خلف أربعة جدران في المنزل. وبعد الانتهاء من الحديث مع الآخرين عبر الإنترنت، وإغلاق الكمبيوتر تشعر الفتاة بأن الوحدة تميل إلى الأسوأ. فتنظر حولها لتجد أنها مازالت وحيدة في غرفتها رغم الحديث مع عشرات الأشخاص.

استراتيجيات التخلص من الشعور بالوحدة

حددت الدراسة سبع استراتيجيات تساعد المرأة العازبة على التخلص من الشعور بالوحدة وهي:

أولاً: استعيدي ثقتك بنفسك: حسب الدراسة؛ فإن هناك نساء كثيرات يفقدن الثقة بأنفسهن بعد التعرض لمواقف عاطفية فاشلة تؤدي إلى تفضيل فكرة البقاء وحيدة لتجنب الدخول في أي مواقف أخرى مشابهة. السبيل للخلاص من ذلك هو محاولة المرأة استعادة الثقة بنفسها؛ لأن الحياة ليست موقفاً واحداً، بل تجارب وتجارب لاتحصى تعلم الكثير عن الحياة.

ثانياً: شاركي في عمل طوعي، فهي محاولة تعتبر من الاستراتيجيات المهمة؛ للتخلص من الشعور بالوحدة.

ثالثاً: حاولي بناء صداقات شخصية: باستطاعتك بناء صداقات مع نساء أخريات يشعرن بالوحدة مثلك، وربما يتم ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

رابعاً: لا تجبري نفسك على الدخول في علاقة عاطفية للتهرب من الوحدة: فهناك نساء في المجتمعات الغربية يحاولن التهرب من الشعور بالوحدة عبر بناء علاقات عاطفية مع الجنس الآخر. وهذا، بحسب رأي الدراسة، يعمق الشعور بالوحدة؛ لأن الرجال قد يظهرون تعاطفاً معها ولكن بعد نيل ما يريدونه يميلون بظهورهم، ويختفون تماماً. هذا يؤدي إلى شعور المرأة بالإحباط أكثر.

خامساً: انتسبي إلى ناد اجتماعي: أوضحت الدراسة أن هناك نوادي اجتماعية كثيرة تنتشر في أيامنا هذه، وباستطاعة المرأة أن تنتسب إلى ناد محترم، العلاقات الاجتماعية فيه مبنية على أسس صحية.

سادساً: شاركي في نشاطات شخصية: فالانخراط في نشاطات شخصية مثل الكتابة والقراءة والرياضة تساعد على التخلص من الشعور بالوحدة.

سابعاً: اطلبي المساعدة إذا كنت لا تتحملين الوحدة: هنا أشارت الدراسة إلى أنه إذا شعرت العازبة بأن الوحدة التي تشعر بها لم تعد محتملة فإنه ينبغي عليها اللجوء لطلب المساعدة، وعلى رأسها مساعدة العيادة النفسية، قبل أن تتحول الوحدة إلى اكتئاب أسود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى