اضطراب السلوكيات لدي المراهقين ، تعرفى على اضطراب السلوكيات لدي المراهقين 2019

تتفاوت الاضطرابات النفسية السلوكية للمراهق من حيث شدتها بين الأمراض العقلية ( الفصام ) وحتى التغير البسيط في بعض السلوك واغلب هذه الاضطرابات ممكن تفادي مضاعفاتها إذا أحسن الأهل معاملة أبنائهم المراهقين
وذلك بان يفهموا طبيعة هذه المرحلة والتغيرات الفزيولوجية والنفسية التي يتعرضون لها وجعلها تمر بسلام دون أن تترك آثارا سلبية مدمرة في شخصيات المراهقين حيث أن معظم الأمراض النفسية والعقلية تبدأ جذورها في مرحلة المراهقة.

وتوضح العالمة النفسية آنا فرويد : إننا يجب ألا ننزعج من ظهور هذه الاضطرابات بل أن نساعد على ظهورها لأنه من خلالها تتكون شخصية الإنسان وتتبلور في مرحلة بحثه عن ذاته ومن الخطأ كبت ظهور هذه التبادلات والاطمئنان إلى عدم ظهورها لان هذا يعتبر حالة مرضية تستوجب العلاج .
إذا الأهل يجب ألاّ ينزعجوا وألاّ يخافوا بل يراقبوا من بعيد ويوجهوا برفق وحب وفهم لان ما يحتاج إليه المراهق هو الفهم والاهتمام ويحتاج إلى من يعامله على انه رجل صغير وليس طفلا كبير الحجم وانه ولو كان ثائرا حاقدا وعدوانيا فهو فرد حائر قليل الخبرة تعوزه الكثير من الحكمة حكمة الكبار التي تحترم الرجل الناشىء فيه و تهتم بما يهتم به وتقوده بحزم كي يدرك من هو ومن سيكون , لان المراهق يكره ألا يقاد بحزم وينفر من أن يترك له كل الخيار لأنه هوه نفسه حائر ويرغب من أعماق نفسه ألا يكون والديه حائرين ليستطيعا تخليصه من حيرته بحزم نعم لكن خال من الإكراه وقائم على الحب والتقبل .

وعلى هذا فان إعادة الأهل لهيكلة إطاراتهم التي ينطلقون منها في التعامل مع أبنائهم المراهقين تمكنهم من أن يتصرفوا بشكل أفضل و بدلا من المجادلة حول عدم منطقية ما يبديه المراهقون من آراء أو سلو كيات يجب عليهم الإقلال من الكلام والإكثار من الإنصات إلى أبنائهم ولإظهار هذه الإنصات يمكنهم ترديد أقوال ووجهات نظر أبنائهم فكثير من المراهقين يشكوون أن لا احد يفهمهم وهذا صحيح إلى حد كبير ومع هذا فان العديد من المراهقين يتقبلون عدم موافقة الأهل على أمور معينة شرط أن يكونوا قد استمعوا بشكل جيد إلى ما يقولونه وبنفس هذا المنطق من الأفضل أن نطلب من الأبناء إعادة ما فهموه من أقوال أهلهم عندما يحدثونهم .

وقد أثبتت التجارب أن التوقف لمدة شهر عن مجادلة الأبناء وتوجيه النقد إليهم أدى إلى نتيجة مذهلة حيث أبدى كل الأبناء تقدما وتحسنا في سلوكياتهم . وهناك وسيلة جيدة لكسر دائرة عدم التفاهم مع المراهقين وخصوصا الذين يعاندون أهلهم و يستفزوهم بتهديداتهم مثلا بعدم الذهاب إلى المدرسة أو عدم التقدم للامتحانات أو الالتحاق بأعمال لا تليق بهم ولا بأسرهم فهنا بدلا من الجدال و تأجيج الموقف بالتأنيب والاتهام الحل السليم يكون بالتجاوب معهم وموافقتهم وعرض دعم خطواتهم بشرط ألا يكون ذلك خيارهم الوحيد ومساعدتهم في فتح باب الخيارات فهنا سيتوقف المراهق عن سلاح الإزعاج هذا وستصبح مجريات الأمور ايجابية. وإطار الموافقة هذا نوع من أساليب رياضة الايكيدو التي لا تعلم فقط كيف نتجنب ضربات الخصم أثناء الدفاع عن النفس بل كيف نعكس أثرها القوي عليه .
إذا بتجنب الشجار سواء من قبل المراهق أو الأهل عن طريق إعادة التاطير وإبداء الفهم بالإنصات الانعكاسي وأسلوب الايكيدو يمكن كل من الطرفين فعل ما يريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى