اجمل رداء 2019

جُبلَت الفتاة على حبِّ التجمُّل والتزيُّن، ولبس أجمل الثياب، واختيار أفخر الألبسة وأبهاها، ويبقى أجمل رداء ترتديه المسلمة على الإطلاق: رداء الحياء.

ذاك الرداء المَهيب الوقور، الذي يُزيِّن فتاتَنا المسلمة، ويكسوها مزيدًا مِن جمال وبهاء.

كيف لا وهو يدعوها لفعل الفضائل وترك الرذائل؟!

كيف لا وهو يرسم ملامح علاقتها بخالِقها وبنفسِها وبالآخَرين؟

وإن كان هذا الرداء الجميل – في أصله – خلُقًا عظيمًا وفطرة نبيلة في نفس الفتاة المسلمة، لكن ثمَّة دلائل تدلُّ على وجوده، وتُشير إلى حياته وصحَّتِه ونضارته.

حياء المسلمة جزء مِن إيمانها الصادق، ويقينها الخالص؛ قال – عليه السلام -:
((والحياء شُعبة مِن الإيمان))؛ رواه البخاري ومسلم.

يتجلى هذا الخلُق النبيل في المظاهِر التالية:

** حياؤها مِن الله أن تعصيَه ولو كانت في موضع لا يراها فيه سواه؛ فهو السميع البصير الخبير العليم اللطيف الرقيب الحفيظ – سبحانه وتعالى.

فتبادر لرضاه وطاعته؛ حياءً مِن نظره إليها واطلاعِه على حالها.

** حجابها الشرعي الساتر السابغ.

ذاك الحجاب الذي يلفُّها عن العيون الجائعة، ويَطرُد عنها القلوب المريضة.
ذاك الرداء الذي لم تَعرِف له الزينة طريقًا، ولم تجد إليه الموضة سبيلاً.

** لباسُها المُحتشِم بين النساء.

فهو لباس جميل، أنيق التفاصيل، وما زاده جمالاً إلا ستره لجسَدِها، فأضاف إليها وقارًا ومهابةً رائعةً، وأفاض عليها رقَّة وأنوثةً آسِرَة.

** ألفاظها الرشيقة.

كلماتها العذبة.
تَنتقيها بذوق، مُحتسِبةً فيها الأجر من الله، مُستشعِرةً أنها مسؤولة عن كلماتها وعباراتها.
فلا يُسمع منها ما لا يَليق في حال غضب أو رضا أو مِزاح أو غيره.

** جوارحها محفوظة، وعن الفِتَن مصونة.

فلا تَمدُّ بصرَها إلى ما حرَّم الله، ولا تُرخي سمعَها لما لا يَحلُّ.
وتَستحضِر شهادة هذه الجوارح يوم القيامة حين يُنطقها الله، فتستحيي منه اليومَ قبل أن تندَم غدًا.

** تعامُلها الراقي.

خلُقُها السامي مع الناس.
في حياتها مُباشَرةً.
أو مِن خلف شاشات وقنوات التقنيَة الحديثة.
فترفَع نفسَها عن كل خلُق يَشينُها، وتتسامى بخلُقها عن النقائص ومُجاراة السفهاء.
فالإحسان لها منهَج.
والبِرُّ لها دَيدَن.
والإخلاص لعمَلِها رفيق.

** تلك الحَيِيَّة على ما بها مِن حياء مُتدفِّق، وأدبٍ جمٍّ، إلا إنها لا تتردد في المشاركة في مناشِط الخير ولقاءات العطاء، ولا تتوانى عن نصح الأُخرَيات وتوجيهِهنَّ، ولا تجد غضاضة في أن تقف موقف العدل والإنصاف في حياتها، مُتسلِّحة بما وهبَها الله مِن حكمة وحُسنِ تصرُّف، فذاك والله مِن الحياء.

بلغ بالحييَّة حياؤها أن تَطلُب رفقة صاحبات الحياء، لابِساتٍ أجملَ رداء؛ لأنها تجد في صحبتِهنَّ ما يَزيدها فخرًا بردائها الفريد، وخلُقِها الأصيل، وتقرأ في سِيَر الصحابيات وذوي الحياء والمكرمات.

وقَبلَهم تُقلِّب في سيرة حبيبها المصطفى – صلى الله عليه وسلم – الذي وُصِف أنه أشد حياءً مِن العذراء في خدرها؛ رواه البخاري ومسلم.

فترتوي روحُها مِن سِيَرهم العَطِرة، ويَبقى رداؤها جميلاً لا يَبلى، ويَبقى حياؤها غضًّا لا يَذبُل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى