اتقني مهارة التفاؤل 2019

التفاؤل في هذا الزمان أصبح عملة نادرة، ربما لسوء الظروف والأوضاع من حولنا، وربما لافتقادنا جزء كبير من القيم والأخلاقيات التي جعلت الحياة صعبة المراس وسط اناس يشحنون قلوبنا بالحزن والألم والتشاؤم من القادم، ولكن المتفائلون دائماً يقولون لأتفسهم “اليوم أفضل من أمس”، “ما زال هناك أمل جديد نحن في انتظاره”.

سيقول بعضكم أن الكلام أسهل من الأفعال بكثير، ولكن الأمر جداً يحتاج إلى إرادة قوية، وبعضاً من تمرينات التفاؤل من أجل التمتع بحياة مشرقة مليئة بالأمل والسعادة.

إن مفهوم تمرينات التفاؤل ليس مفهوم خيالي ضيق، إنه أمر سهل جداً، فلما لا نيقظ بداخل أنفسنا الشعور بالتفاؤل وبحياة أفضل؟!، إن إكتساب مهارة التفاؤل ليس أمراً سهلاً، لأنها مهارة تحتاج إلى تدريب وتعلّم وتتطلب مجهوداً ليس هيناً، ومع ذلك فإنها تُكتسب بالممارسة والصبر.

تجميد المشكلة مؤقتاً

دعونا نتفق أولاً أن التشاؤم ما هو إلا حالة مزاجية تعترض الانسان عندما يكون عاجزاً عن حل مشكلاته اليومية، ولذا فالمطلوب في هذا الوقت تجميد المشكلة بشكل مؤقت وعدم التفكير فيها، إلى أن تتحسن الحالة المزاجية لنا، وقتها نستطيع أن نفند أسباب المشكلة ونعالجها خطوة بخطوة إلى أن ننتهي منها بالكامل، والأمر ليس سهلاً ولكن بالصبر والتدريب سيكون كل شئ يسير.

الابتسامة
دع وجهك يعتاد الابتسامة مهما كان بك من ضيق، فإن الابتسامة ستفتح لك الأبواب المغلقة، لما لا تبتسم في وجه من أساء إليك؟، لما لا تقابل ضغوط الحياة وعنائها بابتسامة بسيطة هي ابتسامة الرضا، فما أجملها، ابتسامتك هذه تعني سيطرتك على الأمور، ستعطيك دافعاً قوياً لأن تحل مشاكلك في هدوء واعصاب هادئة.

هكذا تحدث الرسول

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تفاءلوا بالخير تجدوه”، هكذا تحدث نبي الرحمة عن مهارة التفاؤل، وما أروعها من كلمة وما أعظمها من عبارة، إنها كلمة تلخص نتائج التفاؤل، فالمتفائل بالخير لابد وأن يجده في نهاية الطريق، لأن التفاؤل يدفع بالإنسان نحو العطاء نحو التقدم نحو النجاح، إن التفاؤل يعني الأمل والإيجابية والإتزان والتعقل، والتفاؤل لكي يصل بك إلى شاطئ السعادة والنجاح، لابد وأن يقترن بالجدية وبالعمل الدؤوب وبمزيد من السعي والفعالية، وإلا إذا كان التفاؤل مجرد أمنيات وأحلام بدون أي عمل، فلابد وأن تكون النتيجة ليست على ما يرام.

الثناء والشكر

اجلس مع نفسك في وقت ما، وآتي بورقة وقلم وسجل الأشياء الجميلة التي منحك الله إياها، سواء الصحة أو الرزق أو الأبناء، أو الوالدين، وغيرها وغيرها من النعم التي من الله بها علينا، في هذا الوقت ستشعر أنك أفضل من غيرك بكثير، فهناك من حرمهم الله من نعمة الأولاد، وهناك من حرمهم الله من نعمة الصحة، وهناك من حرمهم الله من نعمة الرضا، ولهذا أنت أفضل من غيرك كثيراً.

التمس الأعذار للغير

ربما يأتي عليك صباح يحدثك فيه مديرك بطريقة فظة وغليظة، التمس العذر في هذا الوقت، وقل لنفسك ربما يواجه مديري ظروفاً سيئة جعلته في هذه الحالة، إن التماس الأعذار للغير سيوفر عليك الكثير من العناء، ويكبح جموح تشاؤمك وحزنك من أفعال الغير،فلا تدع سلبية الآخرين تنعكس عليك وعلى حالتك المزاجية والنفسية، واقبل حقيقة أن “ليس كل الناس متفائلين، وليسوا جميعاً في حالة مزاجية جيدة”، ولكن هذا لا ينبغي أن يملي عليك حالتك المزاجية، فبالسيطرة على حالتك المزاجية بالتدريج قليلاً فأكثر ثم غالباً، سوف تنمو الثقة لديك ويتحول التفاؤل عندك إلى حالة دائمة.

كلنا يواجه أوقاتاً عصيبة

يجب أن تعلم أنه ليس من السهل أن تصبح متفائلاً بصورة دائمة، فكلنا يواجه أوقاتاً عصيبة تتحدى تفاؤله، ومع ذلك فإننا إذا قبلنا أننا لن نستطيع تغيير أشياء معينة، ولكننا يمكن أن نسيطر على مزاجنا، نكون قد خطونا الخطوة الأولى في طريق الإيجابية والتفاؤل

يقول الداعية الإسلامي عمرو خالد، “أنه قبل أن نحكم على الأفراد، لابد أن نستوعب جيداً وجهة نظرهم ونستقبلها بهدوء ودون تعصب”، مؤكداً “أن أمهر الناس في اكتساب الناس هو ذلك الشخص الذي يرى المناطق المشتركة بينه وبين غيره ويتحدث معهم فيها، محاولاً تغيير حياته والاستفادة من كل المحيطين به”، مؤكداً “أن الشخص الذي يرى العالم من وجهة نظره الفردية هو إنسان خسران من كل الاتجاهات، لأنه سيكون صعب جداً أن يتعامل مع الغير، أما استيعاب النقاط المشتركة بيننا وبين غيرنا هو طريقنا الوحيد للتعامل الأمثل مع الغير، وهذه هي أولى الخطوات لدغدغة صفة التشاؤم في النفس البشرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى