إذاعة مدرسية عن المذاكرة والدراسة وأهميتها 2019

برنامج للإذاعة المدرسية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله العليم الخلاق، قسم بين عباده الأخلاق كما قسم بينهم الأرزاق، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المبعوث بمكارم الأخلاق، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم التلاق. أما بعد:
حتى نصل إلى التفوق لا بد لنا من المذاكرة، فلا تفوق بلا مذاكرة، ولا نجاح بلا مذاكرة.

ونحن من هذا اليوم (……….) الموافق (……….) من شهر (……….) لعام (……….) نخصص الحديث في هذا اليوم عن المذاكرة وأهميتها.

نبدأ بالقرآن الكريم
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا * إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 33 – 35].

ونثني بالحديث الشريف
الحديث
عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغتنِم خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرمكِ، وصحتَك قبل سقمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شغلِك، وحياتَك قبلَ موتِكَ” قال الألباني: إسناده صحيح.

وها نحن نصل إلى كلمتنا الصباحية

المذاكرة.. وما أدراك ما المذاكرة
• المذاكرة هي خلاصة العملية الدراسية.
• المذاكرة إكمال لجهود الطالب الصباحية.
• المذاكرة سبب التفوق على الأقران.
• المذاكرة هي السبيل الوحيد للمقعد الجامعي.
• المذاكرة هي الطريق الوحيد للنجاح. وجاء في الحكمة (إن تذاكر تنجح) وكل ذلك بعد توفيق الله.

وهذا الفصل يعد من أهم فصول الكتاب جميعًا، فهو ثمرة العمليات التعليمية جميعًا وإنني لأشبه الطالب الذي يجتهد طوال العام في الدراسة، ثم لا يذاكر دروسه، بزرع قام صاحبه بغرسه في الأرض ومن ثم رعايته، حتى إذا كان في مرحلة النضج تركه للآفات فمات الزرع.

وهكذا الطالب الذي ينتظم في الدراسة، ويعمل بما تقدم من إرشادات، ثم تعتريه آفات المذاكرة، تموت المعلومات في ذهنه جميعًا. وإن آفات المذاكرة كثيرة، ولكن أهمها ما يلي:
1- ترك بداية العام الدراسي دون مذاكرة، وهي الفترة الذهبية، حيث يكون العقل نشيطًا.
2- الإهمال الشديد للدروس.
3- الكسل وكثرة النوم.
4- إهدار الوقت في مشاهدة ما لا يفيده من خلال القنوات وغيرها.
5- الجلوس في الطرقات أو المقاهي العامة أو التسكع في الطرقات.

وهنا سؤال يطرح نفسه

لماذا تذاكر؟!!
أهداف الطلاب من الاستذكار لا تخرج عن أمور ثلاثة:
1- طلاب أهدافهم متواضعة جدًا، لا دافع فيها ولا طموح، فهم يسيرون مع السائرين، يدرسون ويستذكرون مسايرة لأبناء مجتمعهم وبيئتهم، يريدون النجاح دون أدنى جهد، ولا يعلمون ولا حتى يفكرون بالمجال الذي سيلتحقون به في مستقبلهم!!.

2- وطلاب أهدافهم شخصية بحتة، فهم يتعلمون ويستذكرون، بل ويسعون جاهدين للتفوق والتميز، ولكن ليحققوا أهدافًا ذاتية وأمجادًا شخصية، دون النظر إلى حاجة أمتهم إليهم!!!!.

3- وطلاب أهدافهم واضحة ومقاصدهم سامية، فيجعلون من الدراسة والاستذكار هدفًا أصغر أو مرحليًا لتحقيق هدف أكبر، وهو نفع الأمة لنيل رضا الله تعالى، وتحقيق الغاية التي خلقوا من أجلها.

فما هدفك أنت من الدراسة والاستذكار؟!!.
وتذكر أن الهدف الضعيف يولد نتائج صعبة، والذي يكون هدفه ساميًا بأتيه من توفيق الله وتسديده ما لم يكن في حسبانه قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

وحين تلزم نفسك بمثل هذا الهدف السامي، تصبح حياتك منظمة، وشخصيتك متميزة، لا يسيطر على حياتك الفراغ، ولا تضيع فيها الأوقات، فيحقق الشخص بهذه النية النجاح بالدارين.

ونقف مع معوقات النجاح

معوقات النجاح
• السرحان؛ وعلاجه؛ ابدأ المذاكرة بالمواد التي تشغلك واستخدم الصوت العالي.
• الملل؛ وعلاجه؛ غير مكان المذاكرة،ورفه عن نفسك.
• عدم الرغبة في المذاكرة؛ وعلاجها تقوية الحافز والباعث على المذاكرة، وتهيئة الوسائل المساعدة.
• النسيان؛ وعلاجه التلخيص والمراجعة المستمرة والابتعاد عن المعاصي.
• عدم التركيز؛ وعلاجه الملخصات والاستعانة بصحبة الخبير.
• صعوبة الفهم، وعلاجه الاستعانة بالمدرس.
• فقد الثقة بالنفس؛ وعلاجها زيادة المدة المحددة لمذاكرة المواد الصعبة.

وهنا أمور مهمة تخص المذاكرة:
أمور ينبغي تجنبها في أثناء عملية المذاكرة
• أبعد كل غرض يلهيك عن التركيز من فوق طاولة الدراسة، كأن تكون كتبًا أخرى غير كتب الدراسة.
• لا تجعل طاولة الدراسة مواجهة لسرير النوم، بل اجعله خلف ظهرك.
• لا تذاكر وأنت مستلقٍ على السرير؛ لأنها مدعاة لتسرب النعاس إليك.
• ابتعد عن جلسة الاتكاء أو الاسترخاء، واجلس الجلسة الصحيحة المعروفة، وتجنب المذاكرة حتى ساعة متأخرة من الليل.
• لا تذاكر وأنت مرهق؛ لأن جهدك سيكون ضائعًا، ومحصلة الدراسة ستكون ضعيفة.
• احذر من الجوع والتخمة، فالجوع يحرم من التركيز، والتخمة تصنع غشاوة على العقل، يقول لقمان الحكيم لولده: (يا بني إذا امتلأت المعدة، نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبارة).

هل تعلم ما هو أفضل وقت للمذاكرة

أوقات المذاكرة
يؤكد الخبير التربوي الدكتور (أحمد صادق) على أهمية الجو المحيط بالطالب، وضرورة أن يكون مريحًا يمتاز بالهدوء وعدم الانشغال بأمور أخرى، لذا فإن أفضل مكان للمذاكرة هو المسجد أو الغرفة الخاصة، مع عدم الإكثار من تناول الوجبات الخفيفة بشكل مستمر، أو الاعتماد على السكريات فقط، أو الإكثار من تناول المنبهات كالقهوة والشاي؛ لأنها تمنح النشاط والطاقة، إلا أنه سرعان ما يعقبهـا حالة من الخمول والارتخاء. أما الشيء الذي يحتاج إليه الطالب بشدة فيتمثل في المواد (الكربوهيدراتية) التي تتوافر في الخبز والفطائر، مع عدم مزاولة أي نشاط يأخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا -إلا في أيام العطلة الأسبوعية- مثل لعب كرة القدم؛ لكونها تحتاج إلى جهد جسمي وإلى وقت طويل، وتحتاج بعد المباراة إلى راحة طويلة. وكذلك الابتعاد عما يشغل في أثناء وقت المذاكرة من قراءة الصحف ومشاهدة التلفاز.. وغيرهـا.

أما بالنسبة لوقت المذاكرة والمراجعة فيرى الدكتور صادق أن أفضل وقت لذلك هو الساعات التي تعقب صلاة الفجر وصلاة العصر، حيث يكون الجسم قد نال قسطـًا من الراحة بعد النوم.

ونختم بهذه الفقرة

تجنب عادات المذاكرة الخاطئة
الاستلقاء لفترات طويلة على الظهر، أو الاضطجاع على الجنب، أو الرقود على البطن، هذه الأوضاع تؤدي إلى مضاعفات انحناء الظهر والشعور بآلام الرقبة أو أسفل الظهر، بسبب ضغط الفقرات على الأعصاب، وأنت في غِنى عن تلك المشاكل في تلك الفترة.

وضع الإضاءة أمامك مباشرة عند الاستذكار طريقة خاطئة، والإضاءة يجب أن تكون من الخلف عن يمين القارئ، إذا كانت الكتابة باللغة العربية، وأن تكون من الخلف على يسار القارئ، إذا كانت الكتابة باللغة الإنجليزية، وفائدة ذلك تجنب انعكاس الأشعة الساقطة على الكتاب من أن ترتد إلى العين، مما يؤدي إلى حدوث زغللة بالعين واحتقان شديد بالملتحمة، وبالتالي شعور بالصداع بعد فترة من القراءة.

تجنب المذاكرة على ضوء (أباجورة) المكتب الخافتة – وهي اللمبة الجانبية التي توضع في المكتب -، بينما تكون بقية الغرفة مظلمة، لأن هذا من شأنه إرهاق العين، بسبب الأشعة المنعكسة عليها، مما يسبب الصداع مع طول الوقت.

تقريب الكتاب للعينين أو إبعاده بصورة كبيرة، يؤدي إلى إجهادهما، والمسافة الطبيعية بين العينين والكتاب – في أثناء القراءة – يجب أن تكون بين (30-50) سم.

ختامًا نقول: الله الله بالمذاكرة فهي بوابة الفلاح، فليحرص كل طالب على المذاكرة بشكل يومي؛ حتى يصل إلى امتحان نهاية العام وقد أنجز مذاكرة جميع مواده ودروسه.

“والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى