أين تقع بغداد

مدينة بغداد هي العاصمة العراقيّة، وأكبر المدن في جمهورية العراق، وثاني أكبر المدن العربيّة بعد مدينة القاهرة بتعداد سكاني يقترب من الثمانية ملايين نسمة. كما ويعد تاريخ مدينة بغداد حافل بالأحداث الكبرى منذ إنشائها وإتخاذها عاصمة للخلافة العباسيّة، وقد كانت المدينة بحكم كونها العاصمة الإسلامية الأولى على مر المئات من السنين مقصداً للعلماء، الفنانين، الرحالة، من جميع أصقاع العالم الإسلامي ومن خارجه أيضاً، وقد احتفظت بغداد بتلك المكانة الثقافيّة والعلميّة على مر السنوات لتكوّن مركزاً حضاريّاً هامّاً من المراكز الحضاريّة العربيّة رغم ما حل بها من انتكاسات كبرى في بعض المراحل التاريخيّة، التي كان آخرها الغزو الأمريكي في عام ألفين وثلاثة. وقد صاحب هذا الغزو سرقة العديد من القطع الأثريّة، والفنيّة، والوثائق، والمخطوطات النادرة المتواجدة في الأرشيف العراقي وتهريبها إلى خارج البلاد.
تقع مدينة بغداد في منتصف الأراضي العراقيّة وهي مركز محافظة بغداد، يقسِم نهر دجلة المدينة إلى نصفين هما الكرخ على الجانب الغربي للنهر، والرصافة على الجانب الشرقي الذي توجد فيه المناطق والأحياء الأكثر شعبية والتي يقصدها سكان المدينة لتسوّق المنتجات التقليديّة العراقيّة، وتمتد الجسور على طول النهر لتربط بين شقي المدينة الكبيرة. ويعتبر موقع المدينة وسيط بين المدن العراقيّة الكبرى الأخرى مثل البصرة في الجنوب، والموصل وأربيل في الشمال، أمّا أقرب العواصم لبغداد هي العاصمة الإيرانيّة طهران على مسافة سبعمائة كيلو متر، وأقرب العواصم العربيّة للمدينة دمشق بمسافة سبعمائة وخمسين كيلومتر، أمّا أبعد العواصم في محيط بغداد القاهرة حيث تقع على بعد ألف ومئتين وتسعين كيلومتراً.
وقوع المدينة على جانبي نهر دجلة جعل من سهولها أراضي صالحة للزراعة بشكل ممتاز، هذا إلى جانب ارتفاعها النسبي عن مستوى سطح البحر الأمر الذي وقاها من الفيضانات النهريّة الموسميّة، ورغم ذلك فإنّ المدينة تتميز بمناخ صحراوي يتّسم بالقسوة خاصّة في فصل الصيف الذي يشهد درجات حرارة شديدة الارتفاع تكون الأعلى في العالم في العديد من السنوات، ومع التطوّر الذي حدث في المدينة بعد الغزو الأمريكي للعراق وكثرة استخدام المواطنين لمولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود الحفري زادت نسبة العوادم في الجو، ممّا أدى إلى زيادة ظاهرة الحرارة المرتفعة في المدينة وارتفاع نسبة الكربون في الجو، مع ظاهرة التصحّر التي صاحبت الغزو بسبب تدمير السدود النهريّة ممّا أدى إلى تدمير البيئة في المدينة وضواحيها وازدياد هبوب العواصف الترابيّة الموسميّة على المدينة، = ممّا أدى ذلك بدوره إلى تناقص النخيل العراقي الذي اشتُهرت به المدينة حيث تناقصت أعداده بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى