أنت لست أسوأ عيب فيك 2019

* يشترك البشر جميعاً بصفة سلبية واحدة وهي أن لديهم عيوب، فليس هناك إنسان خالٍ منها، ولكن الناس يتمايزون في هذه الحياة بطريقة تعاملهم وتعايشهم مع عيوبهم.

* غالبيتنا نتعامل مع عيوبنا على أنها نحن، نختزل أنفسنا بالعيب الموجود، فالذي يعاني من السمنة المفرطة لا يرى نفسه إلا سميناً، والذي يعاني من نقص الطول يرى نفسه قصيراً وحسب، ومن لديه مشكلة في مادة دراسية ما يراها نفسه ولا يراها في نفسه، فيعيش حبيس العيب ولا يخرج منه حتى يخرج من الحياة تماماً بلا إنجازات تذكر.

* دانييل غوتليب كاتب أمريكي أصيب بالشلل إثر حادث سير، عندما استعاد وعيه بعد أيام سمع الطبيب يسأل “ما أخبار المشلول؟”، لقد شعر أنه مشلول وحسب في البدايات كما ذكر في كتابه “رسائل إلى سام”، لكنه بعد فترة اكتشف أهميته عندما قدم استشارة لفتاة تعاني من هجر الحبيب وتفكر بالانتحار، شعر أنه ما زال يملك نفس الفكر وما زال يملك نفس المنطق رغم الشلل، فواصل حياته دانييل المفيد وليس دانييل المشلول، بل واصل قيادة السيارة بتجهيزات خاصة وكان لا يخجل من مضيه بطيئاً فيها.

* لو جلست لأحصي عيوبي لما أنهيتها في أسبوع علماً أنني استطيع إنهاء إحصاء إيجابياتي في دقائق، لكنني لو فكرت بهذه العيوب خصوصاً التي لا يمكن علاجها من قبلي فإنني سأبقى مكاني، ولجلست أتذمر من حظي العاثر، وعلى الأغلب سأكتشف لحظة الوفاة أنني نسيت أن أعيش.

* أنت لست عيوبك فحسب، لذلك لا تتوقف عندها ولا تجعل نفسك صفتك السيئة ولا ترى غيرها، بل أنت مجموعة صفات، والذكي فينا من يركز على استغلال الصفات الإيجابية ليخفي الصفات السيئة، وعليه أن يعمل بصمت لخفت صوت الصفات السيئة، نستمر بما فينا من عيوب مهما حاول الناس التركيز عليها، وهدفنا فقط أن نتقدم لا أن نقف فنتحسر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى