أنا ملكة عرشى 2019

أنا ملكة عرشي

دخلَتْ على مجتمعنا في الآونة الأخيرة الكثيرُ من الأفكار والعادات، التي كانت سلبياتُها أكثر من حسناتها، وللأسف كان لها دورٌ كبير في انتشار الفساد الأخلاقي ودمار المجتمع الإسلامي.

ومن أهمِّ هذه الأفكار: الدعوة إلى تنازلِ المرأةِ عن عرشِها، والخروج للعمل ومزاحمة الرجال، بحجَّة المساواة بين الرجل والمرأة، وإعطاء المرأة حقوقها، متناسين أن ديننا الحنيف قد أعطى المرأةَ حقوقها وجعلَها ابنةً وأختًا غالية، وزوجةً لها المودة والاحترام والتقدير، وجعلها درَّة مكنونة؛ لا يسمح لأحد بإهانتها أو الإنقاص من أهميتها، فلها رسالتُها السامية التي لا يمكن لأحد غيرها أن ينجزها، ولا لأحد أن يقوم مقامها؛ وهي إعداد الأجيال.

وصلاح المجتمع وقوته وقدرته على النهوض بين المجتمعات الأخرى، يعودُ إلى صلاح الجيل الواعد وتربيته وقوته؛ كون أطفال اليوم هم شباب ورجال وقادة المستقبل، وهنا تكمُن أهمية رسالة الأم والمربِّية الخالدة، وهذا هو سبب ضياع هذا الجيل؛ لأن المرأة قد خضعت لإيهامات الفاسدين في أن عملها في تربية أطفالها وأداء واجباتها كزوجة وأمٍّ – هو إنقاصٌ من حريتها، فترجَّلت عن عرشها، وخرجت للعمل خارج هذا العرش، وتركت هذا الجيلَ ليكبر وينضج ويكتشف العالم بدون رقابتها أو توجيهها، وخاصة إذا تركت عرشها لتترأسَه الخادماتُ، متجاهلة أنه لا يمكن لأحد أن يجيد عملها كمربية، وأن الملِك إذا ترك عرشَه ليديره الوزراءُ، فسدت الدولةُ وانهار العرش.

يترتب على عمل الأم في الخارج سلبيات كثيرة؛ ومنها:
• أهم ما يميز المرأة المسلمة عن غيرها: العفة والكرامة.

وللأسف فإن عمل المرأة خارج بيتها في الأماكن المختلطة ينافي هذا تمامًا؛ لما فيه من اختلاط بالرجال، وأحيانا تضطرُّ للخلوة برجل زميلها في العمل أو مديرها، وهي بكامل تبرُّجها، وهذا فيه ما فيه من الإثم وما يترتب عليه من عواقب، وهذا ما نراه قد انتشرَ في مجتمعنا؛ من كثرة التبرج والتعطر والزينة في العمل، وقد تناست أن المرأةَ إذا اشتم رجلٌ أجنبي عطرَها فكأنها زنَت والعياذ بالله، عدا ذلك اللباس غير المحتشم، والتشبه بغير المسلمات، وهذا ما ذكره نبيُّنا الكريم حين قال: ((صنفان لا يدخلان الجنة لم أرهما))؛ وذكر منهما: ((نساء كاسيات عاريات، مائلات مُميلات، رؤوسهنَّ كأسنِمة البُخت، لا يدخلنَ الجنة، ولا يجدن ريحها))، وهذا ما ينتشرُ بشكل مخيف في عالمنا العربي والإسلامي.

عدا ذلك الإهانات التي تتلقاها عند تقصيرها أو ارتكابها لأيِّ خطأ بسيطٍ ينقص كرامتها.

وقول المولى تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]
لم يكن إلا للحفاظ عليكِ، وعلى عفَّتك وكرامتك، فليس من التقدُّم والتحضر التفريطُ بكرامة المرأة وشرفها، وليس من التحرُّر أن تخالطي الرجالَ، وتتعرضي لما تتعرضين له من مواقف تنافي أن تكوني ملِكة.

• تخرج المرأةُ للعمل، تترك وراءَها عرشها وأطفالها، وتبحث عن بديل؛ وهو تلك المرأة المسكينة التي أتت من بلاد الغُربة بسبب ظروف القهر والفقر والجوع؛ “الخادمة”، ولا يخفى على الجميع ما يسببه ذلك من مشاكل في ظلِّ ما تجلبه بعض هؤلاء معها من فسادٍ وسوءِ خُلق، وهذا ما سينعكس سلبًا على الأطفال؛ لأن الأطفال سيقلدونها في كل ما تفعلُه؛ لأنهم سيعتبرونها قدوةً لهم في ظلِّ غياب أمِّهم، فلا يجب أن نسمح أن يتربَّى أطفالُنا على عاداتٍ غير إسلامية.

وقد أصبحنا نرى الآن أن الطفلَ يبكي عند غياب الخادمة، ولا يبكي عند غياب أمِّه.

وانتشرَت في الآونة الأخيرة مقاطع الفيديو التي تُظهر سوءَ معاملة بعض الخادمات للأطفال، وهذه إحدى ثمار عملِك خارجًا وترك أطفالك مع مَن لا يملكُ إحساس وعطف الأم تجاه طفلِها.

• لا يمكن للمرأة أن تقوم بعملَين في وقتٍ واحد وتعطي لكل عملٍ حقَّه؛ عندما تختار العمل خارجًا، سوف يؤدي ذلك إلى التقصير تجاه الزوج والأولاد، إذا كانت ساعات العمل طويلة، أكثر من ساعات عمل الزوج، فلا تكون هي السَّكن لزوجها، مما يضطر الزوج إلى البحث عن البديل، وهذا ما أدَّى إلى كثرة حالات الطلاق أو الخيانات الزوجية مِن كلا الطرفين.

أما عن رأي الإسلام في عَمل المرأة، فقد أجازه بشرط أن تكون مضطرَّة لهذا العمل؛ بسبب الحالة الماديَّة، وأن يكون في مكان لا يوجد فيه اختلاط أو خلوة برجلٍ غريب، وعدم تعريضها للإهانة أو الإنقاص من عفَّتها وكرامتها.

فليس عليكِ أيتُها المسلمة أن تخضعِي لأكاذيبَ تُعرِّضُك لكلِّ هذا، بينما قد منحك الإسلامُ كاملَ حقوقك، وجعلك ملكة ودرة مكنونة وجوهرة مصونة، يحافظ عليها زوجُها ويخاف عليها من التشويه، وقولي لهم: “أنا ملكةُ عرشي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى