أطلقي العنان لدموعك! 2019

يقال إنّ الدموع تظل رفيقة للمرأة حتى تموت لتكون شاهداً على طبيعة تكوينها النفسي؛ فالرجل متى ما اشتد عوده توقفت دموعه، أو على الأقل احتجبت عن الأنظار.. في حين أنّ دموع المرأة تظل ملمحاً من ملامح أنوثتها.
فالكثير من بنات حواء يعشقن البكاء إلى حد الإدمان بل يعددنه أحد أسلحتهنّ في مواجهة مصاعب الحياة، ويذرفن من الدموع أنهاراً على كل حادثة عظمت أو قل شأنها.. بينما تحاول أخريات منهنّ الخروج عن نطاق المألوف بأن يكن من “عصاة الدمع” شيمتهنّ الصبر، فيمنعن دموعهنّ من مغادرة أعينهنّ مهما عظم الأمر..
“سيدتي نت”، باستشارة الأخصائي النفسي والاجتماعي من مركز “ymca” للصحة النفسية باهر خروب، تطلعكِ على فوائد وأسرار خاصة ببكاء النساء، وعن الأسباب العلمية والطبية التي تجعل النساء أكثر بكاء من الرجال.
تخلصي من السموم
بداية يبدأ خروب حديثه بمقولة العالم الأمريكي آرثر فرونك: “بما أنّ الدموع تخرج المواد السامة من الجسم فإنّ حبس الدموع يعني التسمم البطيء، وبما أنّ المرأة لديها استعداد فطري للبكاء أكثر من الرجل فإنها تعيش عمراً أطول منه بعد أن تتخلص من نسبة السموم التي تخرج عن طريق البكاء‏”‏.
فالنصيحة التي يقدمها العالم الأمريكي للمرأة هي ألا تحاول كبت دموعها، ولا تؤجل البكاء عند مواجهة أي مشكلة تواجهها فقد يكون في بعض الأحيان البكاء هو الحل، وليس ضعفاً أو فعلاً غير مجدٍ كما يعتقد البعض.
المرأة الأكثر بكاء
ويلقي خروب الضوء على الأسباب الاجتماعية التي تجعل المرأة في بكائها أسرع من الرجل فيقول: “الأمر يعود بدرجة كبيرة إلى تربية وثقافة المجتمع الذي تعيش فيه المرأة، فالبنت تتلقى حزماً وربما عقاباً في المعاملة أشدّ من الولد داخل البيت والمجتمع، وكذلك تتعرض المرأة للعديد من الضغوط في البيت والعمل وعلى الصعيد الاجتماعي والأسري ما يزيد من الأسباب والمبررات التي قد تدفعها للبكاء.
هذا فضلاً عن طبيعة تكوين المرأة الفسيولوجي، والذي يختلف عن الرجل ما يجعلها أكثر ذرفاً للدموع، وبعض علماء النفس يعدّون بكاء النساء الكبار عودة إلى الطفولة؛ فهنّ يبكين لأنهنّ بحاجة إلى عطف من حولهنّ، ويبكين لأنهنّ لا يجدن وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي إلا الدموع. فهنّ يبكين حزناً وقهراً وفرحاً أيضاً.
أسباب وفوائد علمية
ويطلعنا خروب على الأسباب والفوائد العلمية لبكاء المرأة فيقول: “بكاء المرأة الذي يراه البعض “أكثر من اللازم” لا يرجع فقط إلى طبيعة المرأة الفسيولوجية أو النفسية فقط، وإنما يعود أيضاً إلى أسباب علمية؛ فالمرأة أكثر بكاء من الرجل بسبب هرمون يدعى “البرولاكتين”، وهذا الهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوتر والأحزان، ولمشاعر الاكتئاب التي تنتاب المرأة وهو يرتبط بالبكاء، وعندما ترتفع نسبته في الجسم ينتاب المرأة حالات من البكاء لأقل الأسباب.
والبكاء سواء بالنسبة للرجل والمرأة هو أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية، وهو ليس دليلاً على الضعف أو عدم النضج بل هو أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان تعيساً أو قلقاً أو في حالة نفسية سيئة، كما أنّ المخ يفرز مواد كيميائية عن طريق الدموع لتسكن الألم.
أطلقي العنان لدموعكِ
وأخيراً، ينصح خروب قارئات “عدلات” بإطلاق دموعهنّ عندما تتزايد عليهنّ الضغوط؛ فللبكاء فوائد عديدة كما لكبت الدموع أضراره الجسيمة على المدى البعيد، فالبكاء يزيد من عدد ضربات القلب، ويعدّ تمريناً مفيداً للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين، لذلك دوماً ما نلاحظ بعد الانتهاء من البكاء عودة سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي واسترخاء العضلات مرة أخرى، وحدوث حالة من شعور بالراحة، فتكون نظرة الشخص إلى المشاكل التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحاً.
بعكس كبت البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر المؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل: الصداع والقرحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى