أرضي به زوجا لك أيتها المرأه 2019

أرضي به زوجا لك أيتها المرأه
أرضي به زوجاًلك

من شكر الله ان ترضي به زوجًا لك وميثاقًا قويًا تحكيمه بحسن عشرت ك ، ورضاك به، وقناعتك بأنه
الذي كتبه الله تعالى لك في الأزل، فأريه كل جميل، وأسمعيه كل حسن، واحمدي الله تعالى عليه إن كان
على جانب من الخلق وحسن المعاملة، واصبري عليه إذا رأيت منه خلاف ذلك، واسألي الله تعالى له
الإصلاح، وارضي بما قسم الله تعالى لك تكوني أغنى النساء وأسعدهن. فإن أحسنت فلك الجنة، وإن
أسأت فلك النا ر. روى أحمد عن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه
وسلم، فقال له ا: ” أ ذات زوج أنت؟ ” قالت: نعم، قا ل: ” فأين أنت منه؟ ” قالت: ما آلوه إلا ما عجزت
عنه. قال: ” فكيف أنت له؟ فإنه جنتك، ونارك “.
وعليك أن تصفحي عنه إذا أساء، وتعتذري إليه إذا أسأت، وتسترضيه إذا غضب ت. وليس في ذلك إلا
عزك ورفعة شأنك عند الله تعال ى.عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل: ” ألا أخبركم بنسائكم في
الجنة؟ ” قلنا: بلى يا رسول ا لله. قال: ” ودود ولود، إذا غضبت، أ و أسيء إليها، أو غضب زوجها قالت:
هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى.
ولا تتأخري عنه إذا دعاك لحاجته، ولوكنت مشغولة فعليك أن تتفرغي له في أي ساعة من ساعات
النهار أو الليل أراد ك. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قا ل: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في
السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها “.
وعليك أن تجعلي بيتك جنة ينسى فيه همومه ومتاعبه التي لاقاها يومه ذاك بطهو طعامه، وتنظيف
داره، وغسل ثيابه، وتزينك وتطيبك وجلوسك إليه وتب ليغه الأخبار السارة المفرحة، ومشاهدته أولاده
كالدمى. وإنك بذلك تبلغينه السعادة التي يحلم بها كل زو ج. إذا نظر إلى زوجه سرته وإن أمرها
أطاعته. وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
روى الحاكم عن محمد بن سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قا ل: ” ثلاثة من السعادة
المرأة الصالحة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك،
والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، وثلاث من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن
غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفًا ف إن ضربتها أتكبتك، وإن تركتها لم تلحقك
بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق.
تأملي معي هذه القصة التي حكاها الأصمعي وما ترمي إليه فلعلك تستفيدين حكمة.قال: دخلت البادية
فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجهًا تحت رجل من أقبح الناس وجهًا، فقلت لها: يا هذه، أترضين
لنفسك أن تكوني تحت مثله؟ فقالت: يا هذا اسكت، فقد أسأت في قولك، لعله أحسن فيما بينه وبين خالقه
فجعلني ثوابه، أو لعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي، أفلا أرضى بمارضي الله لي فأسكتني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى