أذنت لزوجها أن يتزوج عليها 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قالت لي وهي تحادثني عبر الهاتف:
أريد أن أسألك إن كنت أخطأت في تصرفي؟
قلت: أي تصرف؟
قالت: زوجي يريد أن يتزوج امرأة ثانية وأخبرني أنه لن يفعل ذلك إلا بعد موافقتي؟
قلت: وهل وافقت؟
قالت: نعم؟
قلت: ما الذي جعلك توافقين؟
قالت: لما تأخرت عليه في ردي ؛ تغير حاله، فصار كثير القلق، دائم التفكير، فأشفقت عليه وأخبرته بموافقتي.
قلت: كيف كان استقباله لموافقتك؟
قالت: فرح كثيراً، وشكرني، ووعدني بأن لا يسبب زواجه الثاني أي ظلم لي ولأولادي.
قلت: وهل علم أولاده بذلك؟
قالت: لا، وطلبت منه أن يؤجل ذلك إلى ما بعد الامتحانات التي بدأت.
قلت: هل هناك سبب آخر جعلك توافقين على زواجه؟
قالت: نعم، ابتغيت رضا الله تعالى بإرضائي زوجي حين وافقته على زواجه.
قلت: هذا ما أردت التأكد منه.
قالت: لم تجبني عن سؤالي إن كنت أخطأت في موافقة زوجي على رغبته في الزواج من امرأة ثانية.
قلت: أنت، بإرضائك زوجك، أحسنت تبعلك له، وحسن تبعل المرأة لزوجها فيه أجر كبير لها. وأنت أدخلت السرور إلى قلبه بموافقتك على زواجه ؛ وإدخال السرور إلى قلب المسلم من أحسن العمل،… ولكن…
قالت: في شيء من القلق: ولكن ماذا؟
قلت: ولكن موافقتك هذه ستثير عليك استنكاراً واسعاً من أهلك وصديقاتك وربما من أولادك وبناتك.
قالت: لماذا يستنكرون عليَّ مادمت راضية؟
قلت: سيتهمونك بالغباء، أو بالطيبة الزائدة، وسيلومونك لوماً شديد لأنك لم تمنعي زوجك من الزواج عليك وخاصة أنه أخبرك أنه لن يتزوج إلا بعد موافقتك.
قالت: هل تراني سأندم؟
قلت: لا شك في أنك ستعيشين بعض ساعات الندم، وخاصة عندما تثور فيك الغيرة الفطرية الموجودة لدى كل امرأة.
قالت: وهل تنصحني بشيء؟
قلت: أنصحك ب الصبر والاحتساب، الصبر على الكلام الذي ستسمعينه من الناس، واحتساب الأجر الذي يأتيك في ابتغائك وجه الله تعالى على ما تلقينه وما تعانينه.
قالت: وزوجي؟
قلت: أرجو أن يـقدر لك زوجك قبولك بزواجه من أخرى، وأن يجعله هذا أرأف بك وأعطف وأرحم.
قالت: وهل توصيني بشيء آخر؟
قلت: احرصي على أنت تجعلي من زوجته الأخرى صديقة لك فإنك بهذا تكسبين رضا ربك عنك، ثم رضا زوجك، ثم تنجحين في إبعاد المشكلات عن حياتك الزوجية.
قالت: لقد طلبت منه أن يأخذنا معاً في عمرة بعد زواجه منها.
قلت: هذه فكرة جميلة منك، واسمحي لي أن أصفك بأنك امرأة عاقلة حصيفة… وأمثالك قليلات.
قالت: جزاك الله خيراً على ثنائك وحسن ظنك.
قلت: بارك الله فيك وأجزل لكِ الأجر.
قالت: هل أستطيع أن أخبرك بأمر آخر؟
قلت: تفضلي.
قالت: لقد طلبت منه أن يتزوجها في يوم زواجنا نفسِه !
قلت: تريدين في التاريخ نفسه؟
قالت: نعم، ولقد أردت بهذا أمراً.
قلت: ما هو؟
قالت: أن يعدل بيننا.. وأن ينظر إلينا نظرة واحدة.
قلت: تقبل الله منك هذا كله، وأجزل لك المثوبة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين