أبو سليَّم … رجل ترغـبه النساء !! 2019

أبو سليَّم رجل توفيت زوجته قبل سبع سنوات اثر أزمة قلبية , كانت في العقد الثالث من عمرها يقول عنها زوجها كانت لي الزوجة والعشيقة والأخت والأم كانت هي حياتي كلها عندما فقدتها فقدت أهم شي في حياتي

ويضيف كانت تحلم بتربية أبنائها تربية صالحة وتعليمهم حتى يكونوا رجالا يعتمد عليهم , إلى هنا والأمر عادي زوج يثني على زوجته ويذكرها بخير ,

ولكن الأمر غير العادي والذي يجب الوقوف عنده وخاصة في هذا الزمان هو ذلك الزوج الذي اخذ على نفسه عهداَ أن يذكرها كل جمعة بزيارة قبرها والدعاء لها ولم ينقطع عن زيارتها طوال السبع سنوات الماضية , كذلك اخذ على نفسه عهداَ أن يذكرها بيوم وفاتها برسالة إلى جميع أقاربها ومعارفها يذكرهم بها ويحثهم على الدعاء لها , وكم مرة شد الرحال إلى مكة لآداء العمرة محتسباَ الأجر لها ولازال واصلاَ لرحمها في كل مناسبة ,

حدثني يوما عنها قائلاَ :

عندما استبدلت غرفة نومي القديمة بجديدة وبعد ترتيبها نظرت للغرفة وتذكرت الغالية وقلت في نفسي لا ينقصها سوى وجود أم سليّم , يقول عندها بكيت بكاء الثكلى ومن شدة الإعياء أخذني النوم فرايتها في المنام وحدثتها عن الغرفة الجديدة وسألتها عن حالها ؟

قالت أنها في أحسن حال ,

قلت له لعل ما رأيت حديث نفس لأنها لا تفارقك أبداَ .

بعد إلحاح من أهله وأقاربه تزوج بامرأة أخرى لعلها تخفف عليه الم الفراق والغربة والحمدلله وفق لامرأة صالحة كانت له عوناَ في تربية أبنائه كما أنها تقدر له وفاءه لزوجته السابقة عندما وافقته على تسمية المولودة الجديدة باسمها ولسان حالها يقول زوج بهذا الوفاء لزوجته المتوفاة كيف سيكون معي ؟ وبالفعل كان لها ما أرادت ..

هنيئاَ لها بك وهنيئاّ لك على هذا الخلق النبيل الذي لا يتصف به إلا الأنبياء والصالحين .

هذه صورة من أجمل صور الوفاء التي ينبغي أن تبنى على أساسها العلاقات الزوجية وعندما كثر الجحود وطغت المصالح المادية على القيم النبيلة أصبح ما قام به ابوسليّم لزوجته المتوفاة عملا عظيما ومميزا ونادرا في هذا الزمن ,

لذلك رأينا من النساء من تعلقت بمتابعة المسلسلات الاجتماعية المؤثرة والتي ركزت على جوانب مفقودة في مجتمعنا ,

ومن هذا المنبر المبارك والصحيفة الرائدة ادعوا الرجال ليكونوا أكثر وعياَ في تعاملهم مع زوجاتهم فالحياة الزوجية تتجاوز حدود العلاقة الشرعية المعروفة إلى ماهو ابعد من ذلك فـ. الكلمة الطيبة والمعاملة بالحسنى والتقدير والعطف والحنان ,, معاني عظيمة يجب أن تكون حاضرة بين الزوجين ,

والوفاء ليس بغريب على امة الخير فقد كان خير الأمة وسيد الأوفياء محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام وفياً مع زوجته خديجة في القصة المعروفة , عندما بكى لرؤيته قلادتها رضي الله عنها :

وقال لأصحابه إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها مالها فافعلوا إن شئتم ، القلادة أثارت في قلبه ذكرى زوجته السيده خديجة رضي الله عنها , ومن وفائه لها :

أنه أكرم امرأة زارته بعد وفاتها لصلتها بها وما ذاك إلا وفاء لعهدها .أخرج ابن عبد البر من حديث عائشة قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ( من أنت؟ )) فقالت : أنا جثامة المزنية . قال ( كيف حالكم ؟ كيف أنت بعدنا ؟ قالت : بخير ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله فلما خرجت قلت :

يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال . إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان

. ومن وفائه لها : أيضا أنه كان يذكر أيامها ، ويثني عليها ، ولا يرضى من أحد أن يتكلم عنها بمكروه . وكان يكثر من ذكرها ويبالغ فيه حتى قالت عائشة

: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. ، هذا هو هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام فحري بأهل الإيمان أن يكون الوفاء شعارهم وعنوان حياتهم ليحققوا السعادة ويهنأوا بالحياة وكما قيل الوفاء من شيم الكرام ,

بقي أمر أخير أقول أن قصة ابوسليّم ليست من نسج الخيال وليست من ( السباحين ) فهي قصة واقعية عايشت تفاصيلها بكل دقة ومن شدة وفائه لزوجتيه

وصفته بالرجل الذي يعيش في غير زمانه . وكم من امرأة ترغب أن يكون زوجها بهذا الوفاء في حياتها وبعد مماتها ..

للجميع التحية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى