قصائد غزل جميلة

أجمل قصائد الحبّ والغزل

في الحديث عن الحبّ والرّومانسية لا يمكننا تجاهل أحد أكبر رموز الحبّ الموجود في عصرنا وهو الشّاعر نزار قباني، شاعر المرأة والحبّ، ولقد تمّ التّسابق على غناء قصائده، من قبل أكبر نجوم الفنّ العربي وأرقاهم، مما يدلّ على مدى روعة ورومانسية كلماتها. وغيره الكثير من الشّعراء الذين كتبوا في الحّب والغزل.

قصائد نزار قباني

  • القرار

إنّي عشِقْتُكِ.. واتَّخذْتُ قَرَاري

فلِمَنْ أُقدِّمُ – يا تُرى – أَعْذَاري

لا سلطةً في الحُبِّ.. تعلو سُلْطتي

فالرأيُ رأيي.. والخيارُ خِياري

هذه أحاسيسي.. فلا تتدخَّلي

أرجوكِ، بين البَحْرِ والبَحَّارِ..

ظلِّي على أرض الحياد.. فإنَّني

سأزيدُ إصراراً على إصرارِ

ماذا أَخافُ؟ أنا الشّرائعُ كلُّها

وأنا المحيطُ.. وأنتِ من أنهاري

وأنا النّساءُ، جَعَلْتُهُنَّ خواتماً

بأصابعي.. وكواكباً بِمَدَاري

خَلِّيكِ صامتةً.. ولا تتكلَّمي

فأنا أُديرُ مع النّساء حواري

وأنا الذي أُعطي مراسيمَ الهوى

للواقفاتِ أمامَ باب مَزاري

وأنا أُرتِّبُ دولتي.. وخرائطي

وأنا الذي أختارُ لونَ بحاري

وأنا أُقرِّرُ مَنْ سيدخُلُ جنَّتي

وأنا أُقرِّرُ منْ سيدخُلُ ناري

أنا في الهوى مُتَحكِّمٌ.. متسلِّطٌ

في كلِّ عِشْقِ نَكْهةُ اسْتِعمارِ

فاسْتَسْلِمي لإرادتي ومشيئتي

واسْتقبِلي بطفولةٍ أمطاري..

إنْ كانَ عندي ما أقولُ.. فإنَّني

سأقولُهُ للواحدِ القهَّارِ…

عَيْنَاكِ وَحْدَهُما هُمَا شَرْعيَّتي

مراكبي، وصديقَتَا أسْفَاري

إنْ كانَ لي وَطَنٌ.. فوجهُكِ موطني

أو كانَ لي دارٌ.. فحبُّكِ داري

مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ.. وأنتِ لي

هِبَةُ السماء.. ونِعْمةُ الأقدارِ؟

مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي

مِنْ لُؤلُؤٍ.. وزُمُرُّدٍ.. ومَحَارِ؟

أَيُناقِشُونَ الدّيكَ في ألوانِهِ ؟

وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟

يا أنتِ.. يا سُلْطَانتي، ومليكتي

يا كوكبي البحريَّ.. يا عَشْتَاري

إنّي أُحبُّكِ.. دونَ أيِّ تحفُّظٍ

وأعيشُ فيكِ ولادتي.. ودماري

إنّي اقْتَرَفْتُكِ.. عامداً مُتَعمِّداً

إنْ كنتِ عاراً.. يا لروعةِ عاري

ماذا أخافُ؟ ومَنْ أخافُ؟ أنا الذي

نامَ الزّمانُ على صدى أوتاري

وأنا مفاتيحُ القصيدةِ في يدي

من قبل بَشَّارٍ.. ومن مِهْيَارِ

وأنا جعلتُ الشِعْرَ خُبزاً ساخناً

وجعلتُهُ ثَمَراً على الأشجارِ

سافرتُ في بَحْرِ النساءِ.. ولم أزَلْ

– من يومِهَا – مقطوعةً أخباري..

يا غابةً تمشي على أقدامها

وتَرُشُّني يقُرُنْفُلٍ وبَهَارِ

شَفَتاكِ تشتعلانِ مثلَ فضيحةٍ

والنّاهدانِ بحالة استِنْفَارِ

وعَلاقتي بهما تَظَلُّ حميمةً

كَعَلاقةِ الثُوَّارِ بالثُوَّارِ..

فَتشَرَّفي بهوايَ كلَّ دقيقةٍ

وتباركي بجداولي وبِذَاري

أنا جيّدٌ جدّاً.. إذا أحْبَبْتِني

فتعلَّمي أن تفهمي أطواري..

مَنْ ذا يُقَاضيني؟ وأنتِ قضيَّتي

ورفيقُ أحلامي، وضوءُ نَهَاري

مَنْ ذا يهدِّدُني؟ وأنتِ حَضَارتي

وثَقَافتي، وكِتابتي، ومَنَاري..

إنِّي اسْتَقَلْتُ من القبائل كُلِّها

وتركتُ خلفي خَيْمَتي وغُبَاري

هُمْ يرفُضُونَ طُفُولتي.. ونُبُوءَتي

وأنا رفضتُ مدائنَ الفُخَّارِ..

كلُّ القبائل لا تريدُ نساءَها

أن يكتشفْنَ الحبَّ في أشعاري..

كلُّ السّلاطين الذين عرفتُهُمْ..

قَطَعوا يديَّ، وصَادَرُوا أشعاري

لكنَّني قاتَلْتُهُمْ.. وقَتَلْتُهُمْ

ومررتُ بالتاريخ كالإعصارِ..

أَسْقَطْتُ بالكلمَاتِ ألفَ خليفة..

وحفرت بالكلمات ألف جدار

أَصَغيرتي.. إنَّ السفينةَ أَبْحَرتْ

فَتَكَوَّمي كَحَمَامةٍ بجواري

ما عادَ يَنْفعُكِ البُكَاءُ ولا الأسى

فلقدْ عشِقْتُكِ.. واتَّخَذْتُ قراري..

  • القصيدة المتوحشة

أحبّيني.. بلا عقد

وضيعي في خطوط يدي

أحبّيني.. لأسبوع.. لأيّام.. لساعات..

فلست أنا الذي يهتمّ بالأبد..

أنا تشرين.. شهر الرّيح،

والأمطار.. والبرد..

أنا تشرين فانسحقي

كصاعقة على جسدي..

أحبّيني..

بكل توحّش التّتر..

بكلّ حرارة الأدغال

كلّ شراسة المطر

ولا تبقي ولا تذري..

ولا تتحضّري أبداً..

فقد سقطت على شفتيك

كل حضارة الحضر

أحبّيني..

كزلزال.. كموت غير منتظر..

أحبّيني.. ولا تتساءلي كيفَ..

ولا تتلعثمي خجلاً

ولا تتساقطي خوفاً

أحبّيني.. بلا شكوى

أيشكو الغمد.. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء..

كوني الأرض والمنفى

وكوني الصّحو والإعصار

كوني اللين والعنفا..

أحبّيني .. بألف وألف أسلوب

ولا تتكرّري كالصّيف..

إنّي أكره الصيفا..

أحبّيني .. وقوليها

لأرفض أن تحبّيني بلا صوت

وأرفض أن أواري الحبّ

في قبر من الصّمت

أحبّيني.. بعيداً عن بلاد القهر والكبت

بعيداً عن مدينتنا التي شبعت من الموت..

بعيدا عن تعصّبها..

بعيدا عن تخشّبها..

أحبّيني.. بعيداً عن مدينتنا

التي من يوم أن كانت

إليها الحبّ لا يأتي..

أحبّيني.. ولا تخشي على قدميك

– سيّدتي – من الماء

فلن تتعمدي امرأةً

وجسمك خارج الماء

وشعرك خارج الماء

أحبّيني.. بطهري.. أو بأخطائي

بصحوي.. أو بأنوائي

وغطيني..

أيا سقفاً من الأزهار..

يا غابات حنّاء..

واسقطي مطراً

على عطشي وصحرائي..

وذوبي في فمي.. كالشمع

وانعجني بأجزائي.

  • أحبك جدّاً

أحبّك جدّاً

وأعرف أنّ الطريق إلى المستحيل طويـل

وأعرف أنّك ستّ النّساء

وليس لديّ بديـل

وأعرف أنّ زمان الحنيـن انتهى

ومات الكلام الجميل

لستّ النّساء ماذا نقول

أحبّك جدّاً…

أحبّك جدّاً وأعرف أنّي أعيش بمنفى

وأنتِ بمنفى

وبيني وبينك

ريحٌ

وغيمٌ

وبرقٌ

ورعدٌ

وثلجٌ ونـار

وأعرف أنّ الوصول لعينيك وهمٌ

وأعرف أنّ الوصول إليك

انتحـار

ويسعدني

أن أمزّق نفسي لأجلك أيتها الغالية

ولو خيروني

لكرّرت حبّك للمرّة الثّانية

يا من غزلت قميصك من ورقات الشّجر

أيا من حميتك بالصّبر من قطرات المطر

أحبّك جدّاً

وأعرف أنّي أسافر في بحر عينيك

دون يقين

وأترك عقلي ورائي وأركض

أركض

أركض خلف جنونـي

أيا امرأة تمسك القلب بين يديها

سألتك بالله لا تتركيني

لا تتركيني

فماذا أكون أنا إذا لم تكوني

أحبّك جدّاً

وجدّاً وجدّاً

وأرفض من نــار حبّك أن أستقيلا

وهل يستطيع المتيّم بالعشق أن يستقلا…

وما همّني

إن خرجت من الحبّ حيّاً

وما همّني

إن خرجت قتيلا.

قصائد محمود درويش

  • أجمل حبّ

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوماً

وكانت سماء الرّبيع تؤلّف نجماً… ونجماً

وكنت أؤلف فقرة حبّ..

لعينيك.. غنّيتها!

أتعلم عيناك أنّي انتظرت طويلاً

كما انتظر الصّيف طائر

ونمت.. كنوم المهاجر

فعين تنام لتصحو عين.. طويلاً

وتبكي على أختها،

حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر

ونعلم أنّ العناق، وأنّ القبل

طعام ليالي الغزل

وأنّ الصّباح ينادي خطاي لكي تستمرّ

على الدّرب يوماً جديداً!

صديقان نحن، فسيري بقربي كفّاً بكفّ

معاً نصنع الخبز والأغنيات

لماذا نسائل هذا الطريق.. لأيّ مصير

يسير بنا؟

ومن أين لملم أقدامنا؟

فحسبي، وحسبك أنّا نسير…

معاً، للأبد

لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

بديوان شعر قديم؟

ونسأل يا حبّنا! هل تدوم؟

أحبك حبّ القوافل واحة عشب وماء

وحبّ الفقير الرّغيف!

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوماً

و نبقى رفيقين دوماً.

  • أحبّك أكثر

تكبّر.. تكبرّ!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك

وتبقى، كما شاء لي حبّنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وإنّي أحبك.. أكثر

يداك خمائل

و لكنني لا أغنّي

ككلّ البلابل

فإنّ السّلاسل

تعلمني أن أقاتل

أقاتل.. أقاتل

لأنّي أحبّك أكثر!

غنائي خناجر ورد

وصمتي طفولة رعد

وزنيقة من دماء

فؤادي،

وأنت الثّرى والسّماء

وقلبك أخضر..!

وجزر الهوى، فيك مدّ

فكيف إذن لا أحبّك أكثر

وأنت، كما شاء لي حبّنا أن أراك:

نسيمك عنبر

وأرضك سكر

وقلبك أخضر..!

وإنّي طفل هواك

على حضنك الحلو

أنمو وأكبر!

قصائد قاسم حداد

  • يا حبيبتي

كشحّاذ

أضع جبهتي على عتبة باب الكلمة

وأنتظر

منتفضاً كعصفور

لعلّ الكلمة تخرج من صمتها

وتعطف على تضرّعي

لعلها تتبرّع لي بمعطف يدفّىء أيّامي

أو بقميص صغير

يغطي هذا الصّدر المفتوح للريح

كراية

وحين أحرّك رأسي بعد حين

تتحرّك عتبة باب الكلمة

من جبهتي

والكلمة واقفة كطود شاهق

يا حبيبتي أرجوك!

  • أوّل الاحتمالات

مفتولة الأحلام

لا جنية ولا تعشق الماء

تأتي من حيث لا نتوقع لها

ولها نخل، وخيول، وزعفران

مربوطة بالتّذكر الّصاعق

-هل أنت واحدة أم كثير؟

ولا تأبه كأنّ لا أسئلة تستعصي

والشّعر أجنحة وأفق وحنين لها

ولها الزّينة وأسرارها

والمرايا مرصودة للقوانين والقيد

ولا تأبه كأنّ لا حدود تستعصي

تقذف حبل أحلامها

وتظلّ مربوطةً في عروة الرّيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى