شعر في مدح العلم

يعدّ الشعر العربي بأنّه فن أدبيّ شاع وانتشر قديماً وحديثاً، تحدّث هذا الشعر عن الكثير من المواضيع الهامّة من أبرزها الغزل، والهجاء، والرثاء، والوصف، وخاصّةً وصف العلم والمعلّم، سنتطرّق خلال هذا المقال إلى أجمل الأبيات الشعريّة التي تتحدّث عن المعلّم.

أبيات علي بن أبي طالب

أَدَّبتُ نَفسي فَما وَجَدتُ لَها

بِغَيرِ تَقوى الإِلهِ مِن أَدَبِ

في كُلِّ حالاتِها وَإِن قَصُرَت

أَفضَلُ مِن صَمتِها عَلى الكَربِ

وَغَيبَةُ الناسِ إِنَّ غَيبَتَهُم

حَرَّمَها ذو الَجَلال في الكُتُبِ

إِن كانَ مِن فِضَّةٍ كَلامُكِ يا

مقالات ذات صلة
نَفسُ فَإِنَّ السُكوتَ مِن ذَهَب

أبيات في مدح العلم وذم الجهل

أبو العلاء المعري:

ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا

تجاهلت حتى ظن أني جاهلا

وقال المتنبي:

فقر الجهول بلا عقل إلى أدب

فقر الحمار بلا رأس إلى رسن

وقال الإمام الشافعي:

كم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب

ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب

قال ابن الوردي:

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى

وجمالُ العلمِ إصلاحُ العمل

ومن الأبيات الأخرى

ليس الجمال بأثواب تزيننا

إنّ الجمال جمال العلم والأدب

وليس اليتيم من لا والدين له

إن اليتيم يتيم العلم والأدب

كن ابن من شئت واكتسب أدباً

يغنيك محموده عن النسب

حسود مريض القلب يخفي أنينه

ويضحي كئيب البال عندي حزينه

يلوم علي إن رحت في العلم دائباً

اجمع من عند الرواة فنونه

فيا عاذلي دعني أغالي بقيمتي

فقيمة كل الناس ما يحسنونه

قد يجمع المرء مالاً ثم يسلبه

عما قليل فيلقى الذل والحرب

وجامع العلم مغبوط به أبداً

فلا يحاذر منه القوت والطلبا

أبيات المتنبي

وما انتفاعُ أخي الدنيا بِناظِرِهِ

إذا استَوَتْ عِندَهُ الأنوارُ والظُّلُمُ

أنا الذي نظَرَ الأعمى إلى أدبي

وأسْمَعَتْ كلماتي مَنْ به صَمَمُ

أَنامُ ملءَ جفوني عَنْ شوارِدِها

ويسهرُ الخلقُ جَرّاها وَيَخْتصِمُ

وجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي

حتى أتتهُ يَدٌ فَرّاسةٌ وَفَمُ

إذا نظرتَ نيوب اللّيثِ بارزةً

فلا تظنَنَ أَنَّ اللّيثَ يبْتسِمُ

ومُهْجَةٍ مُهْجتي مِنْ هَمِّ صاحِبها

أَدْرَكتها بجَوادٍ ظَهْرُهُ حَرَمُ

رجلاهُ في الركضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ

وفعلُهُ ماتريدُ الكَفُّ والقَدَمُ

ومُرْهَفٍ سِرْتُ بين الجَحْفليْنِ بِهِ

حتى ضَرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يلتطِمِ

فالخيلُ و الليلُ و البيداءُ تعرفني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

شعر أحمد شوقي في المعلّم

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا

كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي

يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ

عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ

وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً

صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً

وَاِبنَ البَتولِ فَعَلَّمَ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً

فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا

عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ

في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت

ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ

بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم

وَاِستَعذَبوا فيهاالعَذابَوَبيلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى